رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل تصاعد الخلافات بين «الطيب» و«الخشت» حول معركة التراث

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر


احتفت صفحات التواصل الاجتماعى التابعة للأزهريين وأئمة المساجد برد فعل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أمس الثلاثاء، في مؤتمر الأزهر الدولى لتجديد الفكر الإسلامى، رداً على كلمة رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد الخشت.


ووصف الأئمة والأزهريين الطيب بالبطل وحامي حمى الإسلام والمدافع عنه، في حين صبوا هجوما لازعا على رئيس حامعة القاهرة ـوصل لحد وصفه  بالكفر والعلمانية.


في السياق ذاته، وصف الدكتور عبد الغنى سعد، أستاذ الفقة بجامعة الأزهر، الجدال الذي حدث بين الطيب والخشت بالرسالة العلمية، معترفا أن الخلاف ليس فيه جديد، وأن كلمة الطيب تعبر عن موقف ثابت تجاه اعتقاد الأزهر تجاه تجديد الخطاب الديني، وأن الطيب كثيرا ما يدافع عن فكرته في هذا المجال، دون قبول الرأى الآخر.


ولفت إلى أن هناك مبالغة كبيرة جدا من جانب رجال الدين ووعاظ الأزهر فيما حدث من جدال بين الطيب والخشت، وتحول الجدال إلى حرب إثبات الوجود.


وشهد اليوم الثانى من مؤتمر الأزهر لتجديد الفكر الإسلامى، جدلاً، عقب كلمة الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، التى اعتبرها البعض تتعرض للمذهب الأشعرى، مما دفع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف إلى التعقيب على كلمة رئيس جامعة القاهرة.

 

وأكد الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، أن مؤتمر الأزهر للتجديد هو منعطف هام فى مسار الأزهر نحو التجديد، مشيرا إلى أن القول بأن الأزهر يحصر تجديد الخطاب الدينى على نفسه هو أمر غير صحيح، والدليل مشاركة مؤسسات التعليم المختلفة.

 

وأشار إلى أن تجديد الخطاب الدينى هو أمر غير ممكن لأنه نصوص قديمة مرتبطة بتفسير النص الإلهى، وأن المجهودات البشرية التى بذلها علماء الأمة لها قدرها، مضيفا  خلال كلمته بمؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامى، الذى يعقده الأزهر، أن عصرنا يواجه تحديات مختلفة وأن إنشاء خطاب دينى غير ممكن دون إنشاء فكر دينى جديد.

 

وأوضح رئيس جامعة القاهرة، أنه لابد من تطوير العقل الدينى وفق متطلبات العصر، لافتا إننا مازلنا أسرى أفكار الأشعرية والمعتزلة وأن العقيدة الأشعرية تقوم فى جزء كبير منها على أحاديث الآحاد.

 

وتابع: لابد من تجديد علم أصول الدين، وأن التجديد يتطلب تغيير طرق التفكير ورؤية العالم، من خلال تصحيح الصورة للقرآن الكريم أمام المجتمعات الغربية، وأن الواقع الحالى للعلوم الدينية هو واقع ثابت قائم على النقل والاستنساخ، فنحن مازلنا نعيش فترة فتنة سيدنا عثمان حتى الآن.

 

وأكد رئيس جامعة القاهرة، أننا ندعو إلى تطوير العلوم الدينية وليس إنشائها من جديد، وهناك فرق بين المذهب والمنهج، وأن التجديد يتطلب الخروج من الدائرة المغلقة من العلوم الإنسانية والاجتماعية.

 

من جانبه، عقب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قائلا: إن إهمال التراث بأكمله ليس تجديد وإنما إهمال، مشيرا إلى أن الأشاعرة لا يقوم منهجهم على أحاديث الآحاد، ويعتمدون على الأحاديث المتواترة، وأن التراث حمله مجموعة من القبائل العربية القديمة الذين وضعوا أيديهم على مواطن القوة والتاريخ، وأن العالم الإسلامى كانت تسيره تشاريع العلوم الإسلامية قبل الحملات الفرنسية.

 

وأضاف شيخ الأزهر، ردًا على كلمة الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة والتى هاجم فيها مذهب الأشاعرة، أن توصيف التراث بأنه يورث الضعف والتراجع فهذا مزايدة على الإرث، ومقولة التجديد مقولة تراثية وليست حداثية.

 

وأوضح أن الفتنة التى نعيشها الآن هى فتنة سياسية وليست تراثية، وأن السياسة تخطف الدين اختطافا حينما يريد أهلها أن يحققوا هدفا مخالفا للدين كما حصل فى الحروب الصلبية وغيرها.

 

وتابع: ماهى مبررات الكيان الصهيونى فى أن يستعمروا دولا غير تابعة لهم إلا من خلال الاستناد إلى نصوص فى التوراة لكى يحققوا أهدافا تخالف تعاليم الدين.

 

من جانبه، أكد الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، أنه تم فهم حديثه عن الأشاعرة بشكل خاطئ وأنه يعى تمامًا كل ما يقوله، وأن له مؤلفات وكتب تدرس فى الجماعات منذ قديم الزمن وأراد من كلمته تصحيح معنى المفاهيم الهامة التى تقوم عليها الشريعة الإسلامية، موضحا أنه قصد بتجاوز التراث أى يحمل معنى النسخ بمعنى استيعاب التراث فى شكل جديد.

 

وأضاف "الخشت" فى تعليقة على رد شيخ الأزهر على كلمته، أنه ليس من دعاة هدم التراث أو حذفه، وإنما يجب مراعاة عدد من المقومات الهامة عند الأخذ بالتراث، مؤكدا أن من يعتقد بعصمة التراث فعلية أن يراجع نفسه جيدا.

 

وأوضح رئيس جامعة القاهرة أن الجميع يصيب ويخطئ قائلا: "أنا مسلم ولست أشعريا أو أتبع أى تيار آخر"، موضحا أنه يحترم الأزهر بشدة ويتفق معه في بعض الأمور.