رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

محمد النادى فى حوار لـ«النبأ»: استخراج شهادات ميلاد وإجراء تحليل «DNA» للخيول العربية (صور)

محمد النادي، صاحب
محمد النادي، صاحب مزرعة الدار لتربية الخيول العربية

الحصان العربي يحلم أثناء نومه ويصدر أصواتا تشير إلى ما يحلم به

بالأسماء.. إقامة 4 مسابقات وبطولات سنوية للخيول

اللقاحات تستورد من الخارج في ثلاجات وعبوات مخصصة لضمان سلامتها

«السكر والبونبون» من مسببات السعادة للخيل العربي

الشرقية بأنها تضم أجود السلالات التى تتميز بجمالها

عالم «الخيول العربية» ثري ومليء بالأسرار والخفايا التي لا يعلم عنها العامة شيئا، ويحتفظ بها عشاق الخيول ومربوها فقط. 


وتشتهر محافظة الشرقية بأنها تضم أجود سلالات الخيول العربية الأصيلة التي تتميز بجمالها الذي يخلب القلوب ويلفت الأنظار، وهو ما يميزها عن باقي أنواع الخيول، بالإضافة إلى مجموعة من المميزات الأخرى، التي تؤهلها لدخول المسابقات وحصد الجوائز، وتجعل الجميع يصبو لاقتنائها.


والتقت «النبأ» بالحاج محمد النادي، صاحب مزرعة الدار لتربية الخيول العربية ببلبيس في الشرقية؛ ليكشف لنا أهم الأسرار التي يخفيها هذا العالم.


وقال «النادي» إن للخيول العربية مميزات وصفات خاصة لا توجد في غيرها من الخيول، بعضها جسدية والبعض الآخر خاص بأحاسيسها ومشاعرها، كما أشار الى أن لها شهادات ميلاد كالإنسان ويجرى لها تحليل dna لمنع غشها واختلاط أنسابها.


وأضاف أن الخيول العربية تتميز بأنها تضحك وتبكي وتشعر بالحب والعشق كالبشر، فالحصان الذكر إذا عشق فرس أنثى لا يمكنه أن يحب غيرها وكذلك أنثاه إذا عشقته لا يمكنها أن تنجب من غيره بسهولة، وتشعر بمرارة وحزن إذا تركها.


ويقول «النادي» إن الخيل العربي الأصيل الموجود بمزرعته يعشق النظافة وإذا شعر أنه متسخ أو لم يحصل على جلسة استحمامه اليومية يصبح مكتئبا طيلة اليوم، الى أن يتم تنظيفه، وكذلك إذا تركه مدربه ورحل أو الحصان الذي يجاوره، ومن الممكن أن يصل ضيقه حد البكاء، وأيضا إذا لم يحصل على وجبته المعتادة، أو إذا كان هناك عضوا في جسده يؤلمه، ويظل الخيل على هذه الحالة حتى يشعر به المدرب ويقوم بحل المشكلة.


وتابع: ويضحك الخيل ويصبح مليئا بالحيوية والنشاط إذا تم "تتميره"، وهي عملية نظافة خاصة بالخيل تتم عن طريق فرشاة حديدية صلبة يتم دعك جسد الحصان بها ومن ثم مسحه بقماشة مبللة ثم تسريح وتفريش شعره، كما يشعر بالسعادة إذا وجد خله، وكان مدربه يعامله بلطف، ومن مسببات السعادة للخيل العربي أيضا السكر والبونبون.


ولفت «النادي» إلى أن الخيول العربية لها أكل خاص وأماكن مخصصة لهذا الأكل ويجب أن تكون نظيفة باستمرار، وهذا الأكل عبارة عن (شعير وذرة وردة) فيما يعرف باسم العليقة الجافة، تقدم للخيل ثلاث مرات يوميا، كما يقدم بين الوجبات بعض الخضروات وهي دريس حجازي صيفا وفي الشتاء برسيم، كما يضاف أحيانا عسل أسود على العليقة الجافة لتقوية المناعة وخميرة جافة لتنظيف المعدة، كما تقلل العليقة الجافة في الصيف وتزود الأعشاب الخضراء.


وبين النادي» أن أنواع الخيول العربية كثيرة منها "دهمان، وهدبان، وكحيلان، وصقلاوي، وعبيان"، وهذا الأخير هو أعرقهم، وفي نفس السياق أوضح أنه يمكن تلقيح أي أنثى خيل من ذكر من هذه السلالات عن طريق استيراد اللقاح من الخارج، وتأتي اللقاحات في ثلاجات وعبوات مخصصة لضمان سلامتها.


وتختلف أصول سلالات الخيول العربية عن بعضها البعض، حيث إن كل سلالة لها بلد منشأ وأصل فبعضها من بلاد الشام وتتميز بألوانها الجميلة، وبعضها من بلاد المغرب العربي وتعرف بكثرة ولادتها، وأخرى من بلاد الحجاز وهي ذو حوافر صلبة، ومنها الليبي وتمتاز بكثرة اللحم في منطقة الصدر، ومنها المصري وهذا الأخير هو الأنشط بين الخيل العربي.


وأكد «النادي» أن لكل خيل عربي شهادة ميلاد خاصة به تحتوي على كل المعلومات عنه وتوجد بها سلالته الأصلية، ويأخذ كل حصان عربي رقم كودي يتم طبعه على شريحة إلكترونية تدخل في رقبته ويكتب في شهادته ويتم التعرف عليه من خلال هذا الرقم، كما يمكن إجراء تحليل dna للحصان لمنع غشه.


والجدير بالذكر أن الخيل تحصل على اسم حين ولادتها ويكتب في شهادة الميلاد كالإنسان، فمثلا مزرعة الدار بها سارة وسيلار ونور ونادية وما شاء الله وغيرهم، ومنهم من ولد في المزرعة، ولذلك يحصل على اسمها مثل سيلار الدار، والحاصلة أيضا على مجموعة من الجوائز والبطولات ومعها ما شاء الله الدار.


وتابع: تختلف أسعار الخيول العربية باختلاف السلالة ودرجة الجمال، فمثلا الخيل من النوع الشركسي ذات الأصول المصرية يعد الأقل سعرا بين الخيول العربية، ويبلغ الحد الأدنى له 5 آلاف جنيه مصري للذكور و30 ألف جنيه مصري للإناث، أما نوع العبيان فهو الأعلى سعرا بين الخيول العربية، نظرا لندرته ولكنه ليس بالأجمل، إذ يبدأ سعره من 500 ألف جنيه مصري.


وتحدث «النادي» عن الصفات الجسدية للخيول العربية التي تؤهلها لدخول المسابقات وهي: أولا، يجب أن يكون رأس الحصان قوية وعيناه بارزتين وجبهته عريضة و"بوزه" ناعما ونحيفا وأذنه قصيرة ومنتصبه وفتحات أنفه واسعة، ورقبته يجب أن تكون طويلة وخروجها من الصدر للرأس على شكل قوس، وعضلاتها بارزة ودون دهون.


ثانيا، يجب أن يكون خط ظهر الخيل مقسما لثلاثة أقسام الكتف بالصدر والظهر والجزء الخلفي للحصان، وتحديدا أعلى القوائم الخلفية، بحيث تكون هذه الأجزاء الثلاثة متساوية في الارتفاع ومتناغمة مع بعضها البعض.

 

ثالثا، رجول الخيل العربي ليست كأي رجول فيجب أن تكون سليمة تماما وثابتة على الأرض، كما يجب أن يقف الحصان على قوائمه الأمامية على نفس المستوى، أما الخلفية فيجب أن تتقدم اليسرى عن اليمنى بخطوة واحدة.


رابعا، حركة الخيل من أهم ما يميز الحصان العربي الأصيل عند دخوله لمسابقات الجمال، فيجب أن يدخل الحصان وذيله مرفوعة فوق ظهره، ويتحرك بشكل مدروس وقوي وبخفة، فيما يعرف بلغة الخيل باسم "حصان دمه حامي".


خامسا، هوية الحصان أي سلالته وأصله ونسبه، وفي هذه الصفة يتم جمع الأربعة السابقين، حيث إنه كلما كانت هوية الحصان عربية أصيلة زادت صفاته التي تؤهله لدخول المسابقات والمهرجانات.


وتدخل الخيول العربية الأصيلة مجموعة من المسابقات الخاصة بالجمال في مصر، وهي: محطة الزهراء للخيول العربية في منطقة عين شمس وهي مسابقة دولية يشترك بها العديد من الدول وتقام بشكل سنوي.


مزرعة رباب وهي من أكبر مزارع الخيول العربية في مصر وتقام بها 4 مسابقات وبطولات سنوية، مهرجان الخيول الذي يقام على ملاعب نادي بيجاسوس بـ«دريم لاند» في منطقة السادس من أكتوبر، مهرجان سقارة والمتوقف حاليا، مهرجان الشرقية لجمال الخيول العربية والذي يقام في أرض الفروسية ببلبيس، مهرجان البحيرة لجمال الخيول العربية، مهرجان الفيوم لجمال الخيول العربية،مهرجان الدقهلية لجمال الخيول العربية.


وجميع هذه المسابقات والمهرجانات دولية ويشترك بها عشاق الخيول العربية ومربيها من جميع الدول، وتقام جميعها سنويا، ويستعد لها المربوون استعدادات كبيرة وذلك من أجل حصد الجوائز والبطولات التي تعد من أهم إنجازات عشاق الخيول.


وأكمل «النادي»: من عجائب وغرائب عالم تربية الخيول العربية أن الحصان العربي يحلم أثناء نومه ويصدر أصواتا تشير إلى ما يحلم به سواء كان شيئا مفرحا أو محزنا، وتستطيع الخيل التعبير عن فرحها بحركة الشفاه التي يفهمها مدربها وصاحبها.