رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«أزمة رحمة».. اشتعال الغضب ضد الأمن بعد منع طالبة أزهرية من دخول جامعة القاهرة

أرشيفية
أرشيفية

موجة غضب شديدة اجتاحت المجموعات الخاصة بطلاب جامعة الأزهر على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، ضد أمن جامعة القاهرة بسبب التعامل معهم بعنصرية –على حد وصفهم-


بداية القصة

بدأت الأزمة بعدما نشرت الطالبة بكلية التجارة جامعة الأزهر رحمة نور الدين، قصة منعها من دخول جامعة القاهرة، من قبل أحد أفراد الأمن، لمجرد أنها طالبة بـ«جامعة الأزهر»: «ما كانش عندهم أي مشكلة أي طالب من جامعة تانية يدخل، ما دام هيسيب الكارنيه أو البطاقة الشخصية»، بدأت الطالبة رحمة القصة بهذه العبارة.


حالة من الدهشة انتابتها بعد رد فعل أحد أفراد الأمن تجاهها بعد علمه أنها أزهرية، وقالت: «أول ما شافوا الكارنيه بتاع جامعة الأزهر، كأني حضرت لهم عفريت، بتاع الأمن بصلي بصة كلها أسف كدا وكأني جاية منبوذة وجاية أطلب اللجوء».


ما ينفعش جامعة الأزهر

قطعت «رحمة» حالة الدهشة بتساؤلها عن الأسباب، لاسيما أنها ترى أن الأمن لا يمانع دخول طلبة آخرين من جامعات أخرى، ولكن الجواب لم يكن شافيًا، قال لي: «ما ينفعش يا آنسة، جامعة الأزهر بالذات، ما ينفعش يدخلوا».


عادت «رحمة» تتساءل مرة أخرى علها تجد الجواب الشافي: «ما لهم جامعة الأزهر!»، ولكن ازدادت الصورة غموضا بإجابة فرد الأمن هذه المرة، عندما  قال لها: «أنا كنت أمن وجاي من عندكم يا أستاذة!»، مازال الأمر يكتنفه الغموض بل الإثارة، فلم تعلم الطالبة الأزهرية أين المشكلة: «أيوة جاي من عندنا إيه المشكلة يعني، ما إحنا حطينكم فوق رأسنا عمر حد ضايقكم في حاجة!».


«أنا جاي من بنين يا أستاذة فيه إيه!»، بصوت جهوري تفوح منه رائحة العنصرية –بحسب وصفها- أنهي فرد الأمن النقاش مع رحمة، التي لم تجد حلًا سوى التراجع.


بكل أسف واستنكار اختتمت رحمة القصة، قائلة: "آلاف الطلاب بيتعاملوا بعنصرية شديدة في بلد مسلم لأكبر جامعة إسلامية بالعالم".


جذور الأزمة

تعليقات الزملاء على ما روته رحمة كشف عن سر منع أفراد الأمن للطالبة الأزهرية من الدخول والتعامل معها بعنصرية –بحسب وصفها- «أصلنا علمنا عليهم زمان»، كانت تلك العبارة القصيرة بداية الخيط.


"أصلك ما تعرفيش احنا عملنا فيهم إيه بالأخص بنين؛ علشان كدا بيقول لك: بنين يا أستاذة فيه إيه!"، بدأ الأمر يتضح بهذه الكلمات التي علق بها، محمد سُكر.


الأزمة تعود جذورها إلى عام 2014 بحسب محمد، الذي علق على الواقعة: «ما فيش حاجة يا جماعة، دا بس إشكال بسيط حصل بينهم وبين الطلبة فى 2014، وكانوا أول سنة ييجوا الجامعة وحابين يفرضوا سيطرتهم.. وبس يا سيدي قام الطلبة عفقوهم وأخدوا بنطلوناتهم وعملوها فوطة زفرة».


حكايات اضطهاد طلبة الأزهر

الأسباب المذكورة لم تكن مقنعة للكثيرين، ولم تهدئ من غضبهم، وبدأ العديد من الطلبة والطالبات يروون حكايات اضطهاد الجامعات العامة معهم –بحسب وصفهم، "طالب الأزهر بشكل عام مش بيتعامل معاملة أي جامعة تانية، لما حبيت أحول في 2015 لجامعة تانية حكومية روحت جامعة القاهرة وحلوان كانوا رافضين أي طالب من الأزهر يلتحق بالجامعتين"، كانت تلك واقعة أخرى عاشها محمد نجيب.


بشعور من الأسف ممزوج بسخرية روى عبد الرحمن أحمد، موقفا مشابها إلا أنه كان أكثر فجاجة: «أنا حصل معايا نفس الموقف دا.. والراجل قال لي: هتسيب بطاقتك نستعلم عنك أمني لمدة 48 ساعة».


تعامل أمن القاهرة بتعنت مع طلبة جامعة الأزهر دفع البعض إلى اللجوء لطرق غير شرعية لدخول الجامعة، "والله أنا أعرف واحد صاحبي نط من فوق ودخل وقال يقولوا عليا حرامي أحسن ما يقولوا ما عرفش يدخل الجامعة"، كانت تلك واقعة أخرى دونها، مؤمن عزت.


بنتهان برة وجوة

واقعة العنصرية كما أطلق عليها الطلبة والطالبات، جعلت البعض ينتقد الطريقة التي تتعامل بها جامعة الأزهر مع الطلبة، "مش عنصرية احنا اللي سمعتنا بقت وحشة، بنتهان في جامعتنا مش هنتهان برة!".


والحل الذي يشفي غليل الطلبة والطالبات –بحسب وصفهم- تمثل في أن الأمر يستوجب استفسار رئيس جامعة الأزهر، محمد المحرصاوي، عما حدث من رئيس جامعة القاهرة الدكور محمد الخُشت، والأمر لا يصح أن يترك هكذا دون كشف ملابساته، والمتابعة مع مدير أمن الحرس جامعة القاهرة.