رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أخطر «5» أزمات تضع منطقة الشرق الأوسط على «فوهة بركان»

الحرب فى ليبيا
الحرب فى ليبيا

تعيش منطقة الشرق الأوسط منذ سنوات على «فوهة بركان»، وتعاني فوضى أمنية وسياسية عارمة، كما يحدث في سوريا والعراق واليمن ولبنان وليبيا، فهل يستمر هذا الوضع في 2020، وهل المنطقة مقبلة على المزيد من الفوضى والحروب، أم أن 2020 سوف يشهد حلا لكل أزمات المنطقة؟


يقول الدكتور مختار غباشي، الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن هناك شروطا لحل الأزمات التي تعصف بالعالم العربي منها أن يتخلص من التبعية للدول الإقليمية والدولية، وأن تعود هذه القضايا إلى أهلها وعدم رهن هذه القضايا بيد القوى الإقليمية والدولية، وعدم تدويل القضايا العربية؛ لأن التدويل هو سبب كل ما يحدث في العالم العربي وآخرها قضية ليبيا.


وأشار «غباشى» إلى أن العالم العربي يريد حل القضية الفلسطينية، ولكن أفعاله تناقض ذلك تماما، لافتا إلى أنه من الصعب أن تكون هناك إرادة سياسية عربية لحل الأزمات العربية عن طريق الدول العربية، مؤكدا أنه ليس متفائلًا في ظل إدارة العالم العربية لمشاكله بهذه الطريقة.


ويقول اللواء حمدي بخيت، عضو مجلس النواب والخبير العسكري والاستراتيجي، إنه بالنسبة للأزمة الخليجية يرى أن قطر تلعب بوجه مزدوج؛ فهى تبين لبعض الدول أنها دولة مستقرة وتحاول دعم المجتمع الدولي، ولكن في نفس الوقت تحاول دعم الإرهاب بأسلوب خفي، أو من خلال دول أخرى أكثر بجاحة منها مثل تركيا وغيرها، متابعًا: «قطر شرخ في مجلس التعاون الخليجي وسيظل هذا الشرخ موجودًا إلى أن يقوم المجلس بتقويمها، قطر ستظل على هذا الحال، دولة منتفعة من استثمار أموالها في دعم الإرهاب وكسب علاقات على حساب دول المنطقة».


وتوقع «بخيت» حسم الملف الليبي في 2020 بسقوط طرابلس، لكن تظل المشكلة في مسألة الوفاق الوطني بعد سقوط طرابلس، لأن المسرح في ليبيا يعج بتناقضات كثيرة بين الشرق والغرب و«الأسافين» التي تم دقها خلال الفترة الماضية، وما زالت تشكل عائقا لعمل وفاق وطني، مؤكدا أن الإرهاب لن يتوقف على أرض ليبيا؛ لأن هناك دعما مستمرا من الخارج للميليشيات، وبالتالي حل الأزمة الليبية مرهون بالتوافق بين كل أطياف الشعب الليبي والبعد عن الاستقواء بالخارج.


وأضاف «بخيت» أن القضية الفلسطينية تسير من سيئ إلى أسوأ بسبب عدم اتفاق الفلسطينيين على مشروع وطني ينتشلهم مما هم فيه وعدم وجود وفاق عربي يدعم القضية الفلسطينية.


وقال الخبير العسكري إن إيران والولايات المتحدة متفقتان في الكثير من الملفات في الشرق الأوسط، وستظل إيران مستفيدة من ابتزاز الغرب وخاصة أمريكا لدول الخليج، وستظل إيران تعبث بأمن شبه الجزيرة العربية بالكامل لكي تنفذ إلى مصر من أي اتجاه، أما حل الأزمة اليمنية فلن يكون إلا بالتخلى عن النظام القبلي والإيمان بالدولة وبمؤسساتها وجيشها، مشيرا إلى أن الأزمة السورية باتت على وشك الحل، ولكن المشكلة تظل في الشريط الحدودي مع تركيا الذي يضم التنظيمات الإرهابية. 


ويُضيف السفير هاني خلاف، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هناك مساعي تبذل حاليا من جانب قطر والسعودية لحل الأزمة الخليجية، وينبغي على المملكة العربية السعودية أن تراعي أن مصر طرف معها في كل المواقف السابقة، وبالتالي يجب على السعودية أن تعمل حسابا لمصر وهي تتفاوض مع قطر إن كان ما تردد صحيحا عن بدء مفاوضات لتصفية الخلاف السعودي القطري، وبالتالي هو يتوقع أنه من الوفاء أن يحرص السعوديون على حقوق مصر وطلباتها، مؤكدا أنه يرحب بأي مصالحة لحل الأزمة، متوقعا أن يتم تحريك الجمود في هذه الأزمة في 2020.


وأكد «خلاف» أن الأزمة الليبية صعبة جدا ومعقدة ولا تستطيع أي عقلية أن ترصدها جيدا، لأن هذه الأزمة تتداخل فيها عدة عناصر واعتبارات وأطراف، منها أطراف إقليمية لها مصالحها الخاصة وأطراف دولية لها رؤيتها المختلفة، وفيها صراعات بين الأطراف الإقليمية والدولية، كما أن الأطراف الليبية نفسها غير متفقة مع مفهوم موحد للشرعية، وغير متفقة على جيش وطني واحد، ومختلفة على التفسير لصحيح لاتفاق الصخيرات.


وتابع: «كلها اختلافات تُصعب إيجاد حل للأزمة الليبية خلال عام 2020»، متوقعًا تصعيدا مستمرا لهذه الأزمة، وأن يكون الحسم العسكري هو الحل، مشيرا إلى أن الحل العسكري هو وسيلة لتحسين شروط التفاوض والتوصل إلى حلول سياسية مبتكرة وخاصة وجديدة، معبرا عن تفاؤله  بحل الصراع مع إيران.


وقال: «لا ينبغي أن تظل العداوة مع إيران قائمة من أجل العداوة فقط.. يجب أن تكون هناك محاولات لجس النبض واستعادة جسور التواصل مرة أخرى وإجراءات لبناء الثقة بين كل الأطراف وعدم وجود فجر في الخصومة.. بالطرق المتحضرة يمكن الاتفاق على وسائل لتجميد الخلاف عند نقطة معينة وليس تصعيدة»، مستبعدا حدوث مواجهة عسكرية بين إيران والولايات المتحدة، متوقعا حدوث مناوشات بين إسرائيل وإيران في لبنان أو سوريا أو العراق، مؤكدا أن منطقة الشرق الأوسط لا تحتمل حربا من النوع المدمر.


وعبّر عن عدم تفاؤله بحل القضية الفلسطينية في 2020 لعدة أسباب، منها عدم الاتفاق بين الأطراف الفلسطينية، كما استبعد أن تحظى القضية الفلسطينية بتحرك مفيد أو ملموس خلال 2020، مشيرا إلى أن الأزمة اليمنية في سبيلها إلى بعض التخفف في ظل سعي السعودية لحل الأزمة بطريقة مختلفة عن السابق، وبالنسبة للأزمة السورية، ما زال النظام قويا ومتماسكا ويجب الحفاظ عليه بعيدا عن التدخلات الخارجية المدمرة لاسيما التدخل التركي والأجنبي.


ولفت إلى أن الجامعة العربية والنظام الإقليمي العربي يحتاجان إلى مراجعة وإعادة تقييم، وخلق أدوات جديدة تتفق مع ظروف العصر واحتياجات الشعوب، لأن الأساليب التي تعيش عليها الجامعة العربية ورجالها لا تزال مستمرة وعفى عليها الزمن، مطالبا بإدخال أدوات جديدة ومناهج جديدة في العمل العربي الجماعي، ولابد للأمين العام الجديد أن تكون لديه عقلية متجددة فى أساليب العمل. 


ويقول اللواء عبد الرافع درويش، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن الأزمة القطرية لن يتم حلها إلا بمشاركة مصر، مشيرا إلى أن قطر ما زالت تستقوي بتركيا، وهي الآن تؤيد تدخل أردوغان في الشأن الليبي، وبالتالي هي تشعل  الموقف في ليبيا، متوقعا أن يشهد 2020 مواجهة عسكرية مباشرة بين مصر وتركيا في ليبيا، بسبب أطماع أردوغان في ليبيا وغاز البحر الأبيض المتوسط، كما أن الرئيس التركي يعمل على تصدير مشاكله الداخلية من خلال احتلال الدول العربية، ويريد توزيع الإرهابيين الذين يحتجزهم في سوريا على مناطق الصراع في العالم العربي.


وأكد الخبير العسكري أن طبول الحرب تدق في ليبيا بسبب تصرفات أردوغان التوسعية، وأن ليبيا بالنسبة لمصر مسألة أمن قومي، وبالتالي مصر ستعتبر تدخل أردوغان في تركيا مسألة احتلال ومن ثم مواجهته عسكريا، لافتا إلى أن القضية الفلسطينية لن يتم حلها قبل المصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية بين الفصائل الفلسطينية المختلفة وعلى رأسها حركتي فتح وحماس.


ونوه بأن إيران تتعرض لمشاكل كثيرة في الشرق الأوسط، لاسيما في العراق ولبنان، لافتا إلى أن الأزمة اليمنية سوف تشهد انفراجة في 2020، مشيرا إلى أن الوضع في سوريا صعب جدا في ظل احتلال سوريا من قبل عدد من الدول منها روسيا وإيران وتركيا وأمريكا.