رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

هل نحن مستعدون للمستقبل ؟

عبد اللطيف المناوي
عبد اللطيف المناوي


عام جديد على الأبواب، نتمناه سعيدًا، خصوصا فيما يتعلق باستعدادات الحكومة المصرية له من كل الجوانب، استثماريًا واقتصاديًا واجتماعيًا وتكنولوجيًا. أتمنى أن نكون مستعدين له بمعرفة كل ما هو جديد في كل المجالات.

وبمناسبة الاستعداد التكنولوجى، أتمنى أن يطلع المسؤولون عن هذا الملف في بلادنا على دراسة حديثة عن أهم التقنيات التكنولوجية، والتى من المتوقع أن تكون الأكثر انتشارًا وتأثيرًا عام 2020. ويأتى أهمها على الإطلاق تقنية الجيل الخامس من الاتصالات 5G، فمن المتوقع أن يشهد العام المقبل انتشارًا متزايدًا للبنية التحتية للجيل الخامس في مختلف دول العالم، فضلًا عن بداية إنتاج هواتف بأسعار مخفضة نسبيًّا، في بداية انطلاق حقيقى للجيل الخامس للاتصالات.

من بين التقنيات أيضا إنترنت الأقمار الصناعية، الذي دخلت فيه مصر بقوة من خلال إطلاقها للقمر الاصطناعى طيبة ١، كذلك من المتوقع انتشار شرائح الاتصالات المدمجة eSIM ونهاية عصر شرائح الهواتف المحمولة sim cards، مما يعنى الاستغناء عن الشكل التقليدى لشرائح التليفونات التي يتم الحصول عليها نظير مقابل مالى، لتأتى الأجهزة الجديدة بشرائح مدمجة داخلية يتم برمجتها بواسطة مشغل الاتصالات التي يرغب العميل في الحصول على خدماته، كذلك ستنتشر منصات الفيديو ستريمينج الذي يعطى المشاهد فرصة كبيرة للحصول على مكتبات عملاقة من الأفلام والمسلسلات والبرامج الوثائقية والتعليمية بأسعار تنافسية للغاية.

ويُعتبر قطاع ألعاب الفيديو من أكثر القطاعات وأسرعها تطورًا، فبعد الشكل التقليدى الذي اتخذته ألعاب الفيديو خلال السنوات الماضية من أجهزة تقليدية داخل المنازل والمحال، فقد غيرت الشركات الكبرى في العالم، المعادلة، وقد تظهر خلال الفترة المقبلة ألعاب الفيديو المحمولة من جديد ولكن بشكل أكثر تطورًا، كما تزدهر تقنية Augmented reality والتى تستطيع أن تميز الأماكن والسلع والأشياء.

أيضا تتطور صناعة النقود بصورة كبيرة جدًّا، وأقصد هنا النقود التقليدية، وليس العملات المشفرة، وهذا التطور سوف يقود قريبًا إلى اختفاء الأموال من حياتنا البشرية، لتحل محلها تقنيات تحويل الأموال الذكية، مثل: خدمات الدفع عبر الهواتف الذكية، فيما يزداد نفوذ الذكاء الاصطناعى الشخصى على كل المستويات بداية من استخدامه في الصناعات الدقيقة والصعبة، كالطيران والبتروكمياويات وأشباه الموصلات وصناعة الأدوية والفضاء والصناعات الثقيلة، وصولا لاكتشاف وتشخيص الأمراض الصعبة كالزهايمر والأورام الخبيثة، للتنبؤ بالأزمات والكوارث ورسم سيناريوهات مستقبلية للتعامل معها، إضافة إلى انتشار تقنية الدرونز والاهتمام بمستقبل صناعة الفيديو.

أتمنى أن تلق هذه الدراسة اهتمام الحكومة طالما ارتضينا جميعا أننا سنخوض حرب وجود مع التكنولوجيا. أتمنى أن نكون مستعدين للمستقبل حتى لا نفاجأ بأجيال أخرى من الحروب التكنولوجية تدق أبوابنا، بل بالأحرى، تدق عقولنا.

نقلا عن "المصري اليوم"