رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

هموم عربية

عمرو الشوبكي
عمرو الشوبكي

الاشتباك مع القضايا العربية كثيرا ما يثير تعليقات مهمة تستحق العرض والنقاش، وقد تلقيت من الدكتور أحمد هوبى من مصر تعليقًا عن غياب المشروع العربى جاء فيه:

قرأت مقالك ورد قرائك بخصوص غياب المشروع العربى، وأرى أن غيابه طبيعى لأن كل مشاريع الوحدة العربية قامت على المشاعر، وهى بطبيعتها متغيرة ومتقلبة رغم كل الروابط من تاريخ ودم ودين وثقافة إلا أن غياب الروابط الاقتصادية أو ضعفها هو السبب في غياب المشروع العربى.

لا يمكن الحديث عن مشروع عربى بدون شبكة مصالح اقتصادية، فأوروبا رغم بحور الدم والاختلافات العرقية والدينية توحدت بفضل السوق المشتركة ومع حجم التجارة البينية وحركة المال والبشر والسلع والخدمات تناست أوروبا ماضيها وقفزت قفزات هائلة، والعرب لو كانوا استغلوا ارتفاع أسعار البترول بعد حرب أكتوبر وبدأت صناعة هيدروكربونية لاستغلال البترول، وبنت مصانع حول ضفاف قناة السويس وموانئ حلب وسوسة وطنجة ومدت أنابيب البترول من الخليج العربى للمغرب ومنها لأوروبا، ويرافق ذلك بناء شبكة طرق وسكك حديدية تربط المحيط الهندى بالأطلنطى وشرق المتوسط بالقرن الإفريقى لتغير تاريخ المنطقة بشكل جذرى.

أما الرسالة الثانية، وهى من الدكتور طالب العبادى من العراق، فجاء فيها:

عزيزى د. عمرو الشوبكى:

شكرا لمقالكم وتشخيصكم لحالة الأمة العربية والعراق كدولة محاصصة طائفية مقيتة وطبقة سياسية فاسدة، وأرغب أن أوضح بعض النقاط:

1- استقالة الحكومة أو الحديث عن ضرورة الإصلاح يرجع لاستجابة السلطة للمرجعية الدينية وليس لأنهم فهموا الشعب ومطالبه.

2- مآسى العراق مع هؤلاء الحكام أكثر من سوريا، فقد دمروا الموصل ولم يحرروها وكذلك الفالوجة وديالى، نعم هناك أربعة ملايين مشرد وأكثر من نص مليون شهيد ومئات آلاف المعتقلين.

3- إذا كانت ثوره ٢٥ يناير بمصر ملهمة للشعوب العربية، فإن ثوره أكتوبر بالعراق درس عميق لكل باحث بعلم الاجتماع السياسى كيف أن هناك شعبًا يقبل أيادى الإيرانيين عند زيارتهم لمرقد الحسين (ع) منذ شهور ثم يثور عليهم بهذه الحدة والعودة لعروبتهم وعراقهم.

4- الجيش بمصر والجزائر والسودان حافظ على الدولة، ولكن بالعراق ليس هنالك جيش وطنى إنما في أغلبه ميليشيات بعد أن حل بريمر جيش العراق والكلام يطول.

■ تعليقى للدكتور طالب أنه مازال هناك فارق كبير بين طبيعة النظامين العراقى والسورى (رغم سوئهما بالتأكيد) يرجع إلى طبيعة النظام في العراق أو ديمقراطيته المتعثرة فهى تفرض عليه تقديم بعض التنازلات والاعتراف بأن هناك أخطاء وأن استقالة رئيس الوزراء أمر وارد ولا تعتبر خيانة مثلما حدث في سوريا مع بشار الأسد (تغيير من داخل الدولة يستبعد بشار كان سيجنب سوريا مئات آلاف الضحايا)، وهى كلها أمور تجعل هناك فرصًا للإصلاح في العراق أعلى بكثير من سوريا.

نقلا عن "المصري اليوم"