رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«النبأ» يكشف تفاصيل أخطر السرقات الموسيقية لمطربي الزمن الجميل

حلمي بكر
حلمي بكر

لا تتوقف الصدمات التي تصيب الجماهير العربية المحبة للفنون بسبب فقر الإبداع والنقل الحرفي من الغرب دون إضافات، لكن قديما كانت بعض التقارير الصحفية من هنا أو هناك تكشف عن سرقة لحن أو أغنية أو فكرة فيلم وسرعان ما يزول أثر هذه الحالة.

مواقع التواصل الاجتماعي غيرت المعادلة تماما، وأصبح الإبداع والمبدعون تحت المنظار، فدائما ما تجد تحليلات وتفنيد وكشف لوقائع سرقة الملكية الفكرية للإبداعات الغربية من خلال شباب عربي متابع جيد للفنون لكن الأمر لم يتوقف عند الإنتاج الفني الحديث بل كشف وفضح بعض كبار الفنانين والمبدعين العرب الذين سرقوا إبداعات غربية ونسبوها لأنفسهم.

ومن أشهر المبدعين الذين لاحقتهم الاتهامات بالسرقة الفنية هو الموسيقار محمد عبد الوهاب، الذي كان معروفًا في الوسط الغنائي بأنه يقتبس بعض الأعمال الغنائية من الغرب والذي اعترف بالتأثر بألحان الفلكلور الروسي في أغنية "يا ورد مين يشتريك".

وأصدرت منظمة اليونسكو وثيقة عام 1979 بعنوان "سرقات عبد الوهاب من الموسيقى الكلاسيكية الغربية"، وتضمنت ألحان "أحب عيشة الحرية"، "طول عمري عايش لوحدي" من السيمفونية الخامسة لبتهوفين المعروفة باسم "القدر"، وموسيقى "النهر الخالد" من إحدى افتتاحيات تشايكوفسكي، و"كان عهدي وعهدك في الهوى" مقتبسه من "أوبرا عايدة" لفردي، و"يا اللي نويت تشغلني" من أوبرا "ريجوليتو"، "القمح" مأخوذة من إحدى مقطوعات تشايكوفسكي، وأوبريت "مجنون ليلى" مقتبس من أوبرا "شمشون ودليلة" لسان صانس، و"سجي الليل" من لحن رقصة "العبيد" لكورساكوف.

وقال عبد الوهاب في أحد اللقاءات التليفزيونية، قال: "أولًا نحذف من اعتبارنا النقل لأن الناقل أنا أشبّهه كالمترجم وحتى أقل من المترجم من وجهة نظري ونتكلم في الفن أنا أعتبر الفن هو تفاعل مش عزلة، وإن الفنان المتطور ما يصحش أنه يسجن نفسه جوا خواطره وأنه لازم يفتح أبوابه لكل التيارات الفنية بيلتقطها ويهضمها ويضيف عليها".

واتهم الموسيقار عمار الشريعي بسرقة مقدمة مقطوعة تتر البداية لمسلسل "رأفت الهجان"، المكونة من 35 مازورة، من أوبريت يهودي بحسب اتهام د. سهير عبد العظيم الأستاذ بكلية التربية الموسيقية في جامعة حلوان.

الموسيقار فريد الأطرش لم يسلم من الاتهام بسرقة أشهر مقطوعة له على العود وهي "حكاية غرامي" التي ظهرت في فيلم "من أجل حبي" وهي قطعة موسيقية عالمية شهيرة تدعى "أستورياس" من تأليف الموسيقار الإسباني أيساك ألبنيز.

فيروز أيضًا في قفص الاتهام حيث اتهمت بسرقة أغنية "يا أنا يا أنا" من السيمفونية الأربعين لموتسارت، و"لينا ويا لينا" من الموسيقار الألماني فيلكس مندلزون، وأغنية "كانوا يا حبيبي" من الفولكلور الروسي، وأغنية "زورزني كل سنة مرة" من عثمان الموصلي.

قال الملحن حلمي بكر، إن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، كان يقتبس بعض الجمل الموسيقية من الموسيقى الغربية، وبخاصة عندما كان يسافر باريس لأن الموسيقى لديهم كانت متقدمة، وساهم في حدوث نقلة كبيرة في الموسيقى العربية وجعلها تواكب الغرب، وكان يبدع ويضيف ويعدل على هذه الموسيقى للوصول إلى موسيقاه الرائعة التي مازالت تطربنا.

وأضاف "بكر" لـ"النبأ" أن من أسباب فقر الإبداع حاليا هو دخول التكنولوجيا على الخط، لأن الكمبيوتر أصبح بديلًا للأشخاص، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا حولت المبدعين إلى أصنام لا ينتجون إبداعًا حقيقيًا، موضحًا أن الموهبة لا يمكن صناعتها من خلال التكنولوجيا التي لا يمكن استبدالها بالعقل البشري والروح البشرية.

وأوضح "بكر" أن السوشيال ميديا أصبحت ساحة للاتهامات والتطاول وأصبحت تغرقنا في "السفالة" لأن أي شخص يمكن أن يتهم الفنان بالسرقة وهو لا يعلم أي شيء ولا يدرك قواعد النقل أو التأليف الموسيقي.

وأكد أن هناك حالات سرقة صريحة لبعض الأغاني الغربية وهذه "بجاحة" فأن تتعلم أو تتذوق أو تنقل بعض الجمل البسيطة وتطورها ليست سرقة، لكن أن تسرق أعمالًا كاملة فهذه سرقة بلا شك، مثل من يقول "أنا أسرق لأنني أشعر بالجوع" وهذا ليس مبررًا.

واختتم "بكر" تصريحه بالتأكيد على أن قوانين الملكية الفكرية موجودة لكنها غير مفعلة، ويجب أن يكون هناك دور لجمعية المؤلفين، والمصنفات الفنية، وأجهزة الدولة، لكن الجميع "عاملين نفسهم ميتين" ولا أحد ينفذ القانون.