رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بالأسماء والتواريخ.. أشهر «الجرائد» من الحملة الفرنسية لـ«الثورة العرابية»

جرائد
جرائد


تعد مصر أول دولة عربية تعرف «الصحافة»، وارتبطت معرفتها بـ«بلاط صاحبة الجلالة» من خلال الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798م؛ بعد إصدار الحملة صحيفتين؛ الأولى: كانت صحيفة عسكرية صدرت باسم «كورييه دي ليجيبت»، وأصدرتها الحملة بعد شهر واحد من دخولها مصر، وكانت تزود الجنود بالأخبار عن مصر وأقاليمها وتربط بينهم وبين قياداتهم كما كانت تنشر الأخبار والقرارات العسكرية، فضلا عن بعض النوادر والفكاهات والتي تروح عن الجنود.


الصحيفة الثانية: وكانت صحيفة علمية صدرت باسم «لاديكاد اجيبسيان» وصدرت في أكتوبر من نفس العام، وكانت تهتم بدراسة مصر من الناحية العلمية والثقافية والأدبية.


ومن الملاحظ أن كلا الصحيفتين لم يوجه إلى المصريين، ولذا كانتا تصدران باللغة الفرنسية ولم يكن بهما محررون مصريون؛ واعتبرت هذه الفترة فترة التعارف بين المصريين والصحافة.


محاولة حدثت من القائد الثالث للحملة الفرنسية بتعويض هذا النقص بإصدار صحيفة باللغة العربية وجعل لها اسم "التنبيه" ولكن ظروف الحملة لم تمهله ذلك وخرج الفرنسيون من مصر سنة 1801م بدون إصدار الصحيفة.


ثم جاء عهد محمد على وهو عهد ازدهار لمصر فى جميع المجالات سواء الناحية الاقتصادية أو الثقافية أو العسكرية بهدف بناء الدولة الحديثة، واستلزم ذلك عمل تنظيم إدارى للدولة، وتقديم ذلك فى صورة تقارير بما يحدث وتقدم لمحمد على وسميت هذه التقارير فى هذا الوقت بلفظ (جورنال) وكان فى بدايته شهريا ثم أسبوعيا حتى صار يصدر بعد ذلك يوميا.


ثم تطور الاسم فيما بعد ليصبح (جورنال الخديوى) ويتم طبع مائة نسخة منه بمطبعة القلعة وكان متضمنا الأخبار الرسمية وبعض قصص ألف ليلة وليلة.


تعد أول جريدة فعلية توزع على الشعب هى (الوقائع المصرية) وصدرت سنة (1828م) وتمت طباعتها في مطبعة بولاق والتي أسسها محمد على وينشر فيها أخبار الحكومة والمحكومين وما يستجد من تجديدات فى أمور الدولة.


ثم جاء عهد إبراهيم باشا وسار على نهج أبيه الصحفى فبقيت «الوقائع المصرية» وكانت ولا تزال تصدر الجريدة العسكرية.


وزادت صحيفة ثالثة وهى (الجورنال الجمعى) والذى سمى بذلك لأنه يصدر يوم الجمعة وهو صحيفة تجارية وزراعية يشتمل على أسعار الحبوب والحيوانات وأخبار الزراعة والأراضي الزراعية.


وكانت بدايتها تركية ثم تترجم للعربية وبلغ عدد النسخ المطبوعة (600) نسخة توزع على كبار رجال الدولة وعلى العلماء والعسكريين وتلاميذ المدارس.


وفى سنة (1840م) تولى رفاعة الطهطاوى رئاسة تحريرها وقام بإصدارها باللغة العربية وترجمتها للتركية كما أضاف لها مقالات الرأى النقدية على غرار نشرها للأخبار فقط.


الصحيفة الثانية: هى الجريدة العسكرية والتى صدرت فى بداية حملة الشام سنة (1833م) وكانت تصدر مرتين فى الشهر وتنشر أخبار الفتوحات والانتصارات للجيش وتفاصيل الأمور العسكرية ولكنها لم تستمر طويلا لانتهاء حملة الشام. عهد سعيد باشا كان أسوأ عهود الصحافة منذ عهد محمد على فلقد اختفى الجورنال الجمعى وكذلك قصرت الوقائع المصرية على عدد محدود من رجال الجيش، كما أنه قام بإهداء مطبعة بولاق إلى صديقه عبد الرحمن رشدى.


وانتعشت الصحافة المصرية فى مرحلة الخديوي إسماعيل، فكثر عدد الصحف حتى وصلت إلى ما يقرب من 23 صحيفة.


وفى عهده انطلقت الصحف فى جميع المجالات سواء الصحف الرسمية أو الصحف الأهلية وسواء المؤيدة له أو المعارضة وكذلك الصحف التي يملكها الأجانب.


والتى انقسمت إلى قسمين؛ الرسمية ومنها الوقائع المصرية: والتى استرد إسماعيل مطبعة بولاق وعاود إصدارها ثانية ونشرت الأخبار المحلية ونقلت الموضوعات المهمة من الصحافة الأجنبية كما نشرت الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية، يعسوب الطب: صدرت سنة (1865م)، وتعد من أقدم الصحف الطبية المتخصصة فى الشرق، الجريدة العسكرية: صدرت سنة 1865م واهتمت بأخبار النهضة العسكرية فى هذه الفترة وكانت توزع عن طريق ديوان الجهادية وقراؤها من جنود وضباط الجيش وتلاميذ المدارس العسكرية، مجلة روضة المدارس: صدرت سنة (1870م) تولى رئاسة تحريرها رفاعة الطهطاوى وكان الغرض من إنشائها النهوض باللغة العربية وإحياء آدابها ونشر المعارف الحديثة وكانت توزع مجانا على طلبة المدارس، جريدة أركان حرب الجيش المصرى: صدرت سنة (1873م) عن ديوان الجهادية كجريدة شهرية وكانت خاصة بالضباط وحدهم.


ثانيا الصحف الأهلية ومنها وادى النيل: صدرت سنة (1867م) لصاحبها هو عبد الله أبو السعود أحد تلاميذ جمال الدين الأفغانى ولقد صدرت بإيعاذ من إسماعيل لتكون همزة الوصل بين الصحف الرسمية والأهلية.


نزهة الأفكار: صدرت سنة (1869م) لصاحبيها إبراهيم المويلحي وعثمان جلال وهى بداية الصحافة المستقلة عن الحكومة وكانت تنتقد الخديوى والجيش.


الكوكب الشرقي: صدرت سنة (1873م) لصاحبها سليم الحموى وهي أول الصحف المصرية اليومية.


روضة الأخبار: صدرت سنة (1875م) لصاحبها محمد أنس ابن عبد الله أبو السعود بتأييد من الخديوى إسماعيل.


الأهرام: صدرت سنة (1875م) لصاحبها الأخوان اللبنانيين سليم وبشارة تقلا وكانت تنشر الأخبار المحلية وهى من الجرائد التى ما زالت تصدر للآن.


شعاع الكوكب: صدرت سنة (1876م) لصاحبها سليم الحموى وصدرت بعد إغلاق الكوكب الشرقي وسارت على نفس نهجها.


صدى الأهرام: صدرت سنة (1876م) عن دار الأهرام وتشابهت معها فى موضوعاتها وإن كانت أصغر منها حجما.


أبو نظارة: صدرت سنة (1877م) لصاحبها يعقوب صنوع وكانت أول صحيفة كاريكاتورية فى العالم العربى.


مصر: صدرت سنة (1877م) لصاحبها أديب إسحاق وكانت تنقد الحكومة.


التجارة: صدرت سنة (1879م) لصاحبها أديب إسحاق بالاشتراك مع سليم النقاش وسارت على نهج صحيفة مصر فى نقد الحكومة.


الإسكندرية: صدرت سنة (1878م) لصاحبها سليم الحموي.


الوطن: صدرت سنة (1877م) لصاحبها ميخائيل عبد السيد وركزت اهتماماتها على الحرب الروسية التركية.


مرآة الشرق: صدرت سنة (1879م) لصاحبها سليم فاخورى وكانت لسان حال الحزب الوطنى.


الكوكب المصرى: صدرت سنة (1879م) لصاحبها موسى كاستلي.


مرحلة صراع الصحف فى الفترة بين عامي (1880-1899)

وفى عهد الثورة العرابية صدرت صحف كثيرة واختلفت لثلاثة أنواع، صحف مؤيدة للثورة العرابية مثل: التنكيت والتبكيت للنديم، الطائف، المفيد، السفير، النجاح، الفسطاط، وكذلك الوقائع المصرية بعد تولى محمد عبده رئاسة تحريرها.


صحف وقفت على الحياد مثل: الاتحاد المصرى، الحجاز، مرآة الشرق، الزمان، الحضارة.


صحف معارضة للثورة العرابية مثل: الاعتدال والبرهان.