رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

في ذكراه الـ32.. أبرز المحطات في حياة ابن سوهاج ووزير الثقافة الراحل محمد رضوان

محمد عبد الحميد رضوان
محمد عبد الحميد رضوان

يعد محمد عبد الحميد رضوان وزير الثقافة الأسبق أحد الرموز الوطنية والسياسية، في صعيد مصر، رغم مرور أكثر من ربع قرن على وفاته.

ويقدم "النبأ" نبذة عن سيرة حياة والمحطات في حياة الراحل، في ذكرى وفاته الـ32.

ميلاده ونشأته 

ولد محمد عبد الحميد رضوان وزير الثقافة الأسبق، وأصغر نائب بمجلس الشعب في الوطن العربي، بقرية "أولاد طوق غرب"، في مركز "أولاد طوق" سابقا، ومركز دار السلام حاليا، جنوب شرق محافظة سوهاج، في 5 فبراير 1941م. 

نشأ "رضوان" وشب في عائلة احترفت العمل السياسي، حيث كان جده عبد الحميد رضوان عمدة لقرية أولاد "طوق غرب"، منذ عام 1915، وحتى 1955، أما والده فكان عضوا بمجلس الشعب، وكان نائبا وفديا، وعمه الأكبر كان عضوا بمجلس الأمة لفترات طويلة. 

أما عمه الأصغر فتم انتخابه عضوا بمجلس الأمة، من 1964، وحتى 1968، وهذا ما يشير إلى أن "رضوان" منذ نعومة أظافره، احترف العمل السياسي، وحجز مقعدا بين النواب.

تعليمه

ألحقه والده النائب الوفدي عبد الحميد رضوان، بكلية الحقوق بتزكية خاصة من الزعيم مصطفى النحاس، أتقن فيها اللغة الإنجليزية بطلاقة، وتعلم ركوب الخيل بعد التخرج في عام 1966.  

بداية حياته المهنية 

بعد تخرجه عاد إلى قريته في الصعيد، وعمل محاميا لفترة، إلى أن قام أهالي القرية بالضغط عليه، لترشيح نفسه بالانتخابات البرلمانية، وهو ما حدث بالفعل، ليبدأ حياته السياسية نائبا في مجلس الشعب عام 1971، ليكون وقتها أصغر نائب بالمجلس، فعمره لم يتجاوز الثلاثين.

وفي عام 1974 تم اختياره لرئاسة المجموعة البرلمانية بسوهاج، وهو أصغر وكيل برلماني على مستوى العالم لمجلس الشعب، وطوال فترة بقائه في البرلمان، مثّل المجلس في عدد من المؤتمرات الدولية، حتى تم ترشيحه لدورة تدريبية بالولايات المتحدة، للاطلاع على أحدث أصول الممارسة النيابية. 

وبعد عودته عام 1978 تم اختياره ليكون وكيلًا لمجلس الشعب لعامين، واختاره حينها الرئيس السادات، أمينًا عامًا مساعدًا بالحزب الوطني الديمقراطي لشؤون العضوية ومجلس الشعب.

علاقة رضوان بالسادات 

كانت تربط الرئيس محمد أنور السادات علاقة وثيقة بالنائب محمد عبد الحميد رضوان، وفي عام 1979 زار الرئيس في مسقط رأسه، وعندما خرج من المدينة أطلق عليها اسم دار السلام بدلا من أولاد طوق شرق. 

ووقتها تبرع الوزير رضوان بجميع المصالح الحكومية بدائرة المركز، من أجل إنشاء دائرة أولاد طوق شرق التي كانت تابعة لمركز البلينا، وأنشئت المدينة الجديدة عام 1940 بقرار جمهوري بعد تبرع الوزير بالمؤسسات الحكومية.

مرحلة جديدة في حياته

ومن العمل داخل أروقة مجلس الشعب، انتقل محمد إلى العمل داخل أروقة مجلس الوزراء، حيث قام الدكتور فؤاد محيي الدين، بتعيينه وزير دولة للثقافة عام 1981، وكانت تلك مرحلة جديدة، تختلف عن سابقتها، فبعد أن كان داخل مجلس تشريعي يُصدر من القوانين ما ييسر ويسهل حقوق المواطنين، أصبح مسئولًا عن تنفيذها.

ولما يقرب من الخمس سنوات، ظل محمد رضوان وزيرًا للثقافة، فأولى خلال هذه الفترة اهتمامًا واضحًا بالآثار، ووضع قواعد تنفيذية لقانون حماية الآثار المصرية، وطالب بتشديد العقوبة على مهربيها، كما عمل على وضع خطة قومية لصيانة جميع الآثار بدءًا من الفرعونية وحتى الإسلامية، وكان أول من يشكل لجنة دائمة تتابع “أبو الهول” وتعتني بعلاجه بشكل دائم، وقام بإطلاق مشروعات ترميم قلعة صلاح الدين الأيوبي، والمتحف المصري.

ماذا فعل رضوان  في الفن والأدب؟

ألغى محمد عبد الحميد رضوان الرقابة على الكتب التي تُصدر إلى الخارج، كما ألغى القيود المفروضة على تصدير الكتب بالطرود البريدية، كما كان صاحب فكرة إنشاء مكتبات ثقافية بمراكز الشباب، واهتم بعودة المسرح المصري بشكل رصين لا يستند إلى الإسفاف، وفي عهده صدرت مجلة “إبداع”، وتم تنظيم مهرجان الإبداع الشعري، وكان ذلك بمناسبة مرور 50 عامًا على وفاة الشاعرين أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، وأُنشئت لأول مرة، في أثناء توليه الوزارة، فرقة مسرح الشباب والمسرح المتجول.