رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

قائمة بالدول المرشحة والمرفوضة للقيام بدور «الوسيط» في أزمة سد النهضة

النبأ

على رأسها إسرائيل وأمريكا:

قائمة بالدول المرشحة والمرفوضة للقيام بدور «الوسيط» في أزمة سد النهضة

السيناريوهات المتوقعة بعد اللقاء المرتقب بين السيسي وآبي أحمد في موسكو

كيف سيؤثر فوز آبي أحمد بجائزة نوبل للسلام على الأزمة؟

سر غضب القاهرة من ايطاليا وألمانيا والصين

اللقاء المرتقب بين السيسي ورئيس وزراء إثيوبيا في موسكو.. هل ينهى المشكلة؟

 «أبو العينين» و«ساويرس» يهنئان آبي أحمد ويطالبانه بالحفاظ على وعده بعدم الإضرار بمصر ونصيبها من مياه النيل

«الفقي»: بطاريات الصواريخ الإسرائيلية تحيط بجدران "سد النهضة" لحمايته وتل أبيب وراء فشل المفاوضات

«شراقي»: أمريكا هي الدولة الوحيدة المؤهلة للعب دور الوسيط وإسرائيل مستبعدة لهذه الأسباب ومطلوب من آبي أحمد أن يثبت أنه رجل سلام

«درويش»: مطلوب فورا وقف بناء السد ولو عن طريق التدخل العسكري والشعب المصري كله سيقف وراء الرئيس عبد الفتاح السيسي والوساطة الأمريكية والروسية مرفوضة لهذه الأسباب

 

على الهواري


قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الندوة التثقيفية التي نظمّها الجيش المصري، وهو يجيب عن سؤال حول سد النهضة: "اتفقت مع رئيس وزراء إثيوبيا أن نلتقي في موسكو حتى نتحدث في الموضوع «أزمة السد» ونتحرك للأمام حتى نحل هذه المسألة".

حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي، فتح الجدل حول «الوسيط» الذي طالبت به مصر، لحل أزمة سد النهضة.

وقال المهندس محمد السباعي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية والري، إن مصر طالبت بتنفيذ المادة العاشرة من اتفاق إعلان المبادئ بمشاركة طرف دولي في مفاوضات سد النهضة للتوسط بين الدول الثلاث وتقريب وجهات النظر والمساعدة على التوصل لاتفاق عادل ومتوازن يحفظ حقوق الدول الثلاث دون الافتئات على مصالح أي منها.

وخلال الفترة الماضية تم تداول عدد من أسماء الدول والمنظمات المرشحة للقيام بدور الوساطة بين مصر وإثيوبيا في أزمة سد النهضة.

الأمم المتحدة                        

أعلنت الأمم المتحدة، استعدادها للوساطة بين مصر وإثيوبيا بشأن مفاوضات الجانبين المتعثّرة حول ملف سد النهضة.

جاء ذلك في تصريحات إعلامية أدلى بها ستيفان دوغريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية.

دوغريك قال إن "الأمم المتحدة تتابع التطورات المتعلقة بمفاوضات سد النهضة الكبرى في إثيوبيا عن كثب، ونحن مستعدون لتقديم المساعدة بأي شكل ممكن".

وأضاف دوغريك: "يحدونا الأمل أن يتمكن الطرفان من التوصل لحل مقبول لكل منهما، والأمم المتحدة مستعدة لتقديم المساعدة بأي شكل ممكن، بالاتفاق مع كلا الطرفين".

أمريكا

قال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن "جمهورية مصر العربية تتطلع لقيام الولايات المتحدة الأمريكية بدور فعال في هذا الصدد، خاصة على ضوء وصول المفاوضات بين الدول الثلاث إلى طريق مسدود بعد مرور أكثر من أربع سنوات من المفاوضات المباشرة منذ التوقيع على اتفاق إعلان المبادئ في 2015، وهي المفاوضات التي لم تفض إلى تحقيق أي تقدم ملموس، مما يعكس الحاجة إلى دور دولي فعال لتجاوز التعثر الحالي في المفاوضات، وتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث، والتوصل لاتفاق عادل ومتوازن يقوم على احترام مبادئ القانون الدولي الحاكمة لإدارة واستخدام الأنهار الدولية، والتي تتيح للدول الاستفادة من مواردها المائية دون الإضرار بمصالح وحقوق الأطراف الأخرى".

 

لكن الكثير من الخبراء يقولون أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تكون طرفا نزيها ومحايدا في هذه الأزمة بسبب دورها في بناء سد النهضة وعلاقتها القوية بأديس أبابا.

فكما يقول الخبراء هناك هوس أمريكي برئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، فيصفه آبي أحمد نفسه: «في الوقت الذي قللت فيه الولايات المتحدة دعمها لجميع دول أفريقيا، فإنها عززت مساعدتها لإثيوبيا، وهذا يختصر حجم علاقتنا.

ومنذ 1991، أصبحت إثيوبيا الحليف الاستراتيجي الأول في أفريقيا للولايات المتحدة، فأديس أبابا هي التي تحتضن مقر الاتحاد الأفريقي، لذا أصبحت عاصمة أفريقيا ساحة للتنافس الصيني الأمريكي، عزز من حدته النفوذ الإثيوبي الذي تمتلكه إثيوبيا على دول الجوار، وداخل دول حوض النيل، كونها المتحكم الأول في النيل الأزرق، المُغذي الرئيس لنهر النيل.

وعلى مدي 66 عاما، قدمت الولايات المتحدة الأمريكية مساعدات مباشرة وغير مباشرة لإثيوبيا من أجل بناء سد لحجز المياه، تنوعت ما بين استشارات هندسية ودارسات مسحية، مرورا بتقديم معلومات استخباراتية مهمة، ووصولا بالحشد الدولي لتقديم الدعم المالي اللازم لبناء السد الذي عرف فيما بعد بـ “سد النهضة”.

الدعم الأمريكي المباشر لإثيوبيا كشفه نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة، “علاء النهري”، والذي أعلن لوسائل إعلام مصرية أن الولايات المتحدة تشوش على الصور التي تلتقطها الأقمار الصناعية لسد النهضة الإثيوبي، من خلال القمر الأمريكي المتاح لالتقاط الصور للسد “land sat 8”.

 وأضاف المسئول الأممي أن واشنطن كانت تضع قناعًا أبيض على الصور؛ كي لا تتمكن مصر من متابعة مراحل بناء السد وتفاصيله.

الاتحاد الإفريقي

صرح سفير مصر الأسبق في السودان، محمد الشاذلي، أن الاستعانة بالإتحاد الأفريقي في التوسط بين مصر وأثيوبيا هو الأساس، مشيرا إلى أن دور الاتحاد الإفريقي قوي حال جمع الطرفين وحاول الوصول إلى نقاط تفاهم إما فرض عقوبات صريحة على الطرف المتعنت.

إسرائيل

استبعد الخبراء أن تكون إسرائيل هي الوسيط المحتمل في مفاوضات سد النهضة، بعد التقارير الصحفية التي زعمت أن الرئيس عبد الفتاح السيسي طلب من نتنياهو مساعدة مصر في التوصل لحلّ لأزمة سد النهضة.

ومن بين أسباب استبعاد إسرائيل من الوساطة، الأطماع التاريخية لإسرائيل في مياه النيل، وظهرت الفكرة بشكل واضح في مطلع القرن الماضي عندما تقدم الصحفي اليهودي تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية عام1903م إلى الحكومة البريطانية بفكرة توطين اليهود في سيناء واستغلال ما فيها من مياه جوفية،وكذلك الاستفادة من بعض مياه النيل، وقد وافق البريطانيون مبدئياً على هذه الفكرة على أن يتم تنفيذها في سرية تامة، ومنذ ذلك الحين حاولت إسرائيل عدم مرات تنفيذ مخططها لكنها فشلت، بسبب رفض رؤساء مصر السابقين.

كما أن إسرائيل تربطها علاقات حميمة مع إثيوبيا، ولديها العديد من البرامج الثنائية في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية، وكانت الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خير دليل على متانة وقوة العلاقات بين البلدين وعلى المؤامرة الإسرائيلية ضد مصر في مياه النيل.

فقد اتفق رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على تفاهمات واتفاقيات لتعزيز التعاون والتجارة البينية عشرة أضعاف حجمها الحالي.

وقال أحمد، خلال زيارته لإسرائيل، إن بلاده «تتطلع إلى المستثمرين الإسرائيليين لكي يساهموا في القطاعات الرئيسية، بما فيها الري والمياه والطاقة».

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قام بزيارة إثيوبيا في 2016، كأول رئيس وزراء إسرائيلي يزور إثيوبيا منذ أكثر من 30 عامًا.

وقال نتنياهو من البرلمان الإثيوبي: «أفتخر شخصيا بأنني أول رئيس وزراء إسرائيلي يزور إثيوبيا منذ أكثر من 30 عامًا. لن ننتظر 30 عاما أخرى حتى الزيارة القادمة، إننا ملتزمون بتعزيز الشراكة والصداقة بيننا بطرق عملية، هذه ليست محاولة يتم القيام بها مرة واحدة أو مجرد تصريحات، هذه عبارة عن خطة للتعاون في مجالات مهمة بالنسبة لشعبينا، المجال الأول والأهم هو المجال الذي تطرقتم إليه وهو مجال الزراعة والمياه والمواشي والمحاصيل – ولكم، أيها رئيس الوزراء، خبرة كبيرة فيها. هذا ينبع من أبسط شيء وهو المياه ولإسرائيل خبرة كبيرة في هذا المجال».

ومن بين أساب استبعاد إسرائيل من الوساطة، قيام إسرائيل بنصب صواريخ لحماية السد، حيث قال الدكتور مصطفى الفقي سكرتير الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، إن بطاريات الصواريخ الإسرائيلية تحيط بجدران "سد النهضة" لحمايته، مشيرا إلى أن إسرائيل وراء فشل المفاوضات.

وأكد الفقي أن سد "النهضة ليس مشروعا تنمويا ولكنه عمل كيدي سياسي، وإسرائيل هي التي تقوي إثيوبيا".

وأرجع الدكتور مصطفى الفقي، سبب التعنت الإثيوبي، في أزمة سد النهضة إلى أن "اللي مقويهم بطاريات الصواريخ الإسرائيلية المحيطة بالسد من الجانب الآخر".

روسيا

ترتبط روسيا وإثيوبيا بعلاقات تاريخية قوية ومتينة، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن بلاده تعتبر إثيوبيا شريكاً رئيسياً لروسيا في أفريقيا منذ أكثر من 120 عاماً، مشيداً بمتانة العلاقات الثنائية.

وأكد لافروف، خلال لقائه وزير الخارجية الإثيوبي غدو أندرجاتشاو، في موسكو، أن بلاده تقدر الصداقة والاحترام المتبادل والثقة التي تربط البلدين منذ تأسيس علاقتهما التاريخية.

بدوره قال وزير الخارجية الإثيوبي غدو أندارجاتشو إن إثيوبيا وروسيا أقامتا علاقات دبلوماسية رسمية قبل نحو 121 عاماً، بعد وقت قصير من انتصار إثيوبيا على الاستعمار الإيطالي.

لكن بعض الخبراء يقولون أن العلاقات المصرية الروسية أقوى بكثير من العلاقات الروسية الإثيوبية، وان مصالح روسيا مع مصر أكثر بكثير من مصالحها مع الجانب الإثيوبي، كما أن العلاقات الشخصية بين الرئيسين فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي أقوى بكثير من علاقة بوتين بزعماء إثيوبيا، لذلك يعول الخبراء كثيرا على الوساطة الروسية لحلحلة الأزمة وتقريب وجهات النظر بين الطرفين المصري والإثيوبي.

وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي وصلت العلاقات المصرية الروسية إلى قمتها، في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، لاسيما في ظل العلاقة الحميمية التي تربط بوتين والسيسي، فمنذ 2014 التقى الرئيسان حوالي 10 مرات.

لذلك يعول الخبراء على هذه الوساطة، ويتوقعون أن تلعب روسيا دورا مهما في ملف سد النهضة وتقريب وجهات النظر بين الطرفين المصري والإثيوبي.

ايطاليا وألمانيا والصين

أعربت مصر، عن استيائها من مواصلة إيطاليا وألمانيا والصين العمل عبر شركاتها بمشروع سد النهضة الإثيوبي المقام على نهر النيل.

وقالت الخارجية المصرية في بيان لها إن "السفير حمدي سند لوزا، نائب وزير الخارجية للشؤون الإفريقية، عقد اليوم اجتماعا مع سفراء كل من ألمانيا وإيطاليا والصين، وهي الدول التي تعمل شركاتها في سد النهضة"​​​.

ووفقا للبيان، "أعرب نائب وزير الخارجية عن استياء مصر لمواصلة تلك الشركات العمل في السد رغم عدم وجود دراسات حول الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لهذا السد على مصر، وكذلك رغم علمها بتعثر المفاوضات بسبب تشدد الجانب الإثيوبي".

وأوضح أن "عدم إجراء الدراسات وعدم التوصل إلى اتفاق على ملء وتشغيل سد النهضة يمثلان مخالفة لالتزامات إثيوبيا بموجب اتفاق إعلان المبادئ وبموجب قواعد القانون الدولي"، مشددا على "ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته في التأكيد على التزام إثيوبيا بمبدأ عدم إحداث ضرر جسيم لمصر، والعمل على التوصل إلى اتفاق يراعي مصالح مصر المائية.

آبي أحمد .. وجائزة نوبل للسلام    

فوز رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، بجائزة نوبل للسلام، أثار الكثير من الجدل، لاسيما بخصوص موضوع سد النهضة، حيث يرى بعض الخبراء أن فوز آبي أحمد بهذه الجائزة الدولية الرفيعة سيؤدي إلى تشدده في موضوع ملف سد النهضة، ويمنحه مصداقية ويقوي موقفه بشأن مفاوضات سد النهضة، ويمنحه حضورا دوليا أقوى مما كان عليه، وفي مقابل ذلك يصعب الخيارات المتاحة أمامها في التعامل مع أزمة السد، فيما يرى آخرون أن فوز رئيس الوزراء الإثيوبي بهذه الجائزة سيساعد على حلحلة أزمة سد النهضة، وسيجل آبي أحمد أكثر اعتدالا وتفاهما للموضوع.

وقد تلقى رئيس الوزراء الإثيوبي برقية تهنئة من الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة فوزه بجائزة نوبل للسلام.

وقال السيسي في صفحته على فيس بوك: «أتقدم بخالص التهاني لرئيس الوزراء الإثيوبي وللشعب الأثيوبي الشقيق لحصول السيد/ أبي أحمد- رئيس وزراء أثيوبيا على جائزة نوبل للسلام».

وأضاف: «فوز جديد لقارتنا السمراء الطامحة دوماً للسلام والساعية لتحقيق الاستقرار والتنمية، وأتمنى أن تستمر جهودنا البناءة الرامية لإنهاء كافة الصراعات والخلافات في القارة الأفريقية بإرادة من أبنائها وشعوبها العظيم».

كما وجه المهندس نجيب ساويرس، رجل الأعمال، التهنئة لرئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد.

ونشر "ساويرس" صورة تجمعه بـ"أبي أحمد"، عبر حسابه على "تويتر". وقال: "جائزة نوبل عن استحقاق.. حافظ على وعدك بعدم الإضرار بمصر ونصيبها من مياه النيل وسنكافئك بمحبة وتقدير الشعب المصري كله".

 

كما هنأ رجل الأعمال محمد أبو العينين، رئيس مجلس الأعمال "المصري- الأوروبي" آبي أحمد قائلا في بيان: ، «إن أصغر زعماء القارة الإفريقية استحق الجائزة عن جدارة لجهوده في وقف القتال وحقن الدماء وتحقيق السلام، وأن حصول أحد أبناء القارة السمراء على جائزة "نوبل" يعد تشريفًا للقارة الإفريقية التي يتطلع العالم إليها وما يحدث بها من تطورًا وتقدمًا كبيرًا وحل أي مشكلات من شأنها أن تهدد مسيرة التقدم بالقارة الأفريقية.

وأكد أبو العينين، أن مجلس الأعمال المصري – الأوروبي والشعب المصري العظيم يتطلعان إلى تكليل النجاح في السلام الذي بدأه رئيس الوزراء الإثيوبي في إبريل 2018 باستكمال مسيرة السلام وحل مشكلة أزمة المياه في دول حوض النيل، وإنهاء قضية سد النهضة بحلول تفاوضية تتجاوز أي معوقات بين الأشقاء وتحفظ لمصر حقها التاريخي في مياه النيل وتسمح لإثيوبيا باستكمال مسيرة التنمية والتقدم.

وأشار رئيس مجلس الأعمال "المصري- الأوروبي"، أن حل وإنهاء مشكلة أزمة سد النهضة يجنب المنطقة الكثير من الصراعات وإشعال الفتن ويحقق آمال الشعوب الأفريقية الثلاثة "مصر والسودان وإثيوبيا" في مستقبل أفضل وسيبقي حدثا تاريخيا رائعا سيتذكره العالم والشعوب يستحق عنه آبي أحمد جائزة نوبل للمرة الثانية في السلام.

الوساطة الأمريكية كانت مرفوضة

يقول الدكتور عباس شراقي، خبير المياه والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من أكثر الدول قدرة على القيام بدور الوسيط في هذا الملف، لاسيما بعد أن طلبت مصر من واشنطن التدخل والقيام بدور فعال لحل مشكلة سد النهضة، مشيرا إلى أن ذلك يمثل عرضا من مصر للولايات المتحدة للتدخل كوسيط في هذه الأزمة، رغم رفض السودان وإثيوبيا لوجود وسيط، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تمتلك الكثير من أوراق الضغط على كل من إثيوبيا والسودان، وتغيير رأيهما من رفض وجود وسيط دولي لحل المشكلة، لاسيما وأن السودان في أمس الحاجة للولايات المتحدة الأمريكية الآن لرفع اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب والحصول على الدعم الدولي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها بعد الثورة.

وأضاف «شراقي»، أن الوساطة الأمريكية كانت مرفوضة قبل تدخلها في الأزمة، لاسيما وأنها هي من خطط لبناء هذا السد في خمسينيات القرن الماضي، لكن أمريكا لها مصالح مع الكل وخاصة مع مصر، مؤكدا على أن مصر لن ترضى بأي شئ تقوله أمريكا يتعارض مع مصالحها، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تتدخل عندما يعجز الطرفان عن حل المشكلة، باعتبارها المؤسسة الكبرى في العالم ومهمتها حفظ الأمن والسلم الدوليين، ولكن وساطة الأمم المتحدة تحتاج إلى موافقة كل الأطراف،

ولفت خبير المياه، إلى أن الإمارات والسعودية يمكن أن يلعبا دور الوسيط في هذه الأزمة، لما لهما من استثمارات ومصالح اقتصادية كبيرة جدا في إثيوبيا، أما الاتحاد الأفريقي فمن الصعب أن يقوم بدور الوساطة في هذا الملف، بسبب وجود مقره في أدريس أبابا وترأس إثيوبيا للكثير من لجانه، مستبعدا تماما وجود أي دور لإسرائيل في حل الأزمة، مؤكدا على أن مصر لن تقبل بأي وساطة إسرائيلية في هذا الموضوع الحيوي، لافتا إلى أن تدخل إسرائيل في هذا الملف مرفوض على المستوى الشعبي، لعدة أسباب منها، الأطماع الإسرائيلية التاريخية في مياه النيل، ووقوف إسرائيل وراء مشروع سد النهضة، بالإضافة إلى  العداء التاريخي بين المصريين والإسرائيليين بسبب القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي.

منتقدا بيان الخارجية المصرية بشأن ايطاليا وألمانيا والصين، متسائلا: أين كانت الخارجية المصرية من بداية الأزمة، ولماذا لم تطالب هذه الدول بوقف دعمها لإثيوبيا من 2011؟، مشيرا إلى أنه من الصعب أن يتم وقف دعم هذه الدول للسد، لاسيما وأن الشركات التي تعمل فيه هي شركات خاصة ولا تستطيع هذه الدول وقفها أو التدخل في عملها، وأغلبها شركات متعددة الجنسيات.

وعن فوز آبي أحمد بجائزة نوبل للسلام وتأثير ذلك على أزمة سد النهضة، قال شراقي، أنه على آبي أحمد أن يثبت أنه رجل سلام، وعليه أن يتحلى بالمرونة وبالقوانين والاتفاقيات والمواثيق الدولية التي تؤكد على حق مصر في مياه النيل، مشيرا إلى أن استمرار رئيس الوزراء الإثيوبي في تعنته يتنافي مع شخصية رجل السلام، مؤكدا على أن عدم التزامه بالاتفاقيات والمواثيق الدولية سوف يعرضه للانتقادات الدولية.   

مسألة حياة أو موت

من جانبه يقول اللواء عبد الرافع درويش الخبير السياسي والعسكري، أن هناك تعنت إثيوبي واضح في موضوع سد النهضة، مؤكدا على أن إثيوبيا لن تكتفي بسد واحد، لكنها تنوي بناء ثلاثة سدود أخرى، تنفيذا للمخطط الإسرائيلي الصهيوني بمنع المياه عن مصر، مشيرا إلى أن مصر طالبت بعض الدول المشاركة في بناء السد بالتوقف ولكنها لم تستجيب، مطالبا الدولة بعدم ترك الموضوع بهذا الشكل، لأنه مسألة حياة أو موت، مفضلا الموت على السد بدلا من الموت عطشا، مشددا على ضرورة وقف بناء السد بأي شكل من الأشكال، حتى ولو عن طريق التدخل العسكري، لافتا إلى أن إثيوبيا تحاول كسب الوقت عن طريق الحلول السياسية، وبالتالي مطلوب حل سريع وحاسم لهذا الموضوع، مؤكدا على أن الشعب المصري كله سوف يقف خلف الرئيس عبد الفتاح السيسي في أي قرار يتخذه، بما في ذلك التدخل العسكري، المهم أن يتم وقف بناء السد، مطالبا الدولة بالإسراع في بناء سد تنزانيا ونهر الكونغو والنهر العظيم مع ليبيا وتحلية المياه، من أجل وقف مخطط تعطيش المصريين، مؤكدا على أن الرهان على الولايات المتحدة الأمريكية هو رهان خاسر، معبرا عن تشاؤمه من الوساطة الأمريكية، لافتا إلى أن موقف الولايات المتحدة الأخير يؤكد أنها متعاطفة مع إثيوبيا، كما عبر عن عدم ثقته في الوساطة الروسية، مشيرا إلى أن روسيا لها سوابق ومواقف تاريخية «زى الزفت» مع مصر، وبالتالي هو لا يأمن جانب روسيا في هذا الموضوع، موضحا أن الخبراء الروس الذين كانوا يعملون في مصر هم من قاموا باستجواب الأسرى المصريين من القوات الجوية الذين كانوا عند الجانب الإسرائيلي في حرب 1973، والروس هم وراء الفوضى التي تحدث في سوريا الآن، وهم الذين يعطون الضوء الأخضر لإسرائيل لضرب سوريا، والروس هم الذين يسعون لإقامة قواعد عسكرية في طرطوس وحميميم في سوريا، وبالتالي الروس دائما يبحثون عن مصالحهم، مشددا على أن الشعب المصري كله سيكون وراء الرئيس عبد الفتاح السيسي في حال اتخذ قرار الحرب، مشيرا إلى أن فوز رئيس الوزراء الإثيوبي بجائزة نوبل للسلام لن يكون له أي تأثير على مفاوضات سد النهضة، مطالبا القيادة السياسية بالإسراع في حسم هذا الموضوع، سواء بالحرب أو عن طريق الحصول على تعهدات مكتوبة من الجانب الإثيوبي بوقف بناء السد، محذرا من أن مصر في موقف صعب جدا لاسيما وان السودان منحازة بالكامل لإثيوبيا بسبب وقوفها مع ثورة الشعب السوداني، مطالبا المسئولين في الدولة بعدم الرهان على الآخرين، وعلى ضرورة الإسراع في وقف هذا الموضوع، مشيرا إلى أنه مع دخول الأمم المتحدة في وساطة بين الطرفين لإنهاء الأزمة، باعتبارها وسيطا نزيها بعض الشئ.