رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

نعيمة محسن القللى.. حكاية «أم لطفى اللى بتنور وتطفى»

نعيمة محسن القللى
نعيمة محسن القللى


«أم لطفى» هى نعيمة محسن القللى، سيدة إسكندرانية ماكرة كانت تعيش فى السيالة أكبر المناطق الشعبية بعروس البحر الأبيض، حتى أعجب بها يوما رجلا يدعى الحاج حودة لطفى، أشهر «كومسيونجي» بالإسكندرية فى فترة الأربعينات.


وكان متزوجا من ثلاثة نساء إلا أنه لم ينجب منهن سوى البنات، وكان حلم الرجل إنجاب الولد الذى يحمل اسمه ويرث تجارته ومن ثم أصبح طبيعيًا أن يكون هذا الحلم هو مدخل نعيمة لقلب الرجل الذي لم يكذب خبرًا أو يبدى مقاومة للوقوع فى شباكها.


وبالفعل تزوجها ثم قام بشراء سيارة "بكار" والتى كانت من أشهر وأغلى ماركات السيارات وقتها ووعد بها الزوجة التى تنجب الولد، ما أثار طمع نعيمة فى السيارة وغيرتها من أن تفوز بها واحدة من زوجاته الثلاثة فأخبرت زوجها أنها حامل، ثم اتفقت مع إحدى الدايات أن تخطف لها طفلا من إحدى زبائنها وتخبر أمه أنه توفى وبالفعل استطاعت أن تستمر فى حيلتها حتى جاء يوما أبلغتها الداية أنها تمكنت من خطف الرضيع.


فادعت نعيمة فيه آلام المخاض وطلبت الداية لتوليدها وأوهمت "الماكرة" الزوج المسكين أنها أنجبت له الولد فكانت فرحة الرجل لا تقدر وحينها استحقت السيارة، وأطلق الرجل على طفله اسم لطفى حتى يبقى اسم عائلته متوارثا بين الأجيال.


وأصبحت نعيمة القللى "أم لطفى " وكانت أول سيدة فى بحرى ومناطق الإسكندرية الشعبية تمتلك سيارة ومن شدة ولعها بالسيارة كانت تقضى بها أغلب ساعات يومها كما أنها مغرمة باستخدام إضاءة فوانيس سيارتها طوال الوقت، وكانت تستخدم إضاءة السيارة كثيرًا بشكل دائم حتى اشتهرت فى الإسكندرية كلها «بأم لطفى اللى بتنور وتطفى».


ولكن مهما طال زمن الكذب فلابد أن يأتى يوما وينكشف الزيف ويزهق الباطل ويظهر الحق وحدث ذلك عندما شعرت الداية بسكرات الموت.


فأخبرت الحاج حودة بالقصة من بدايتها والمكيدة التى دبرتها زوجته طمعا فى السيارة ومن وقتها استخدم الناس مصطلح "أم لطفى اللى بتنور وتطفى" ككناية عن الغدر والكذب الذى قد نتعرض لها حتى من أقرب الناس لنا وربما كان فى حياة كل واحد فينا أشخاص مثل «أم لطفى اللى بتنور وتطفى».