رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«4» أسباب تكشف أسرار «دفن الإخوان بالحيا» بعد أحداث 20 سبتمبر (ملف شامل)

جماعة الإخوان المسلمين
جماعة الإخوان المسلمين - أرشيفية


استمرارًا لمسلسل «سقوط الإخوان المسلمين»، مُنيت «الجماعة» بفشل ذريع في الحشد والتظاهر ضد القيادة السياسية برئاسة عبد الفتاح السيسي، وذلك خلال فترة «القلق السياسي» التى شهدها الشارع المصري، الأسابيع الماضية.


الفشل فى حشد المتظاهرين

وحاولت «الجماعة» استغلال الفيديوهات التي يبثها الهارب محمد على فى إثارة القلاقل السياسية ضد النظام، وأعلنت عبر موقعها الرسمي مباركاتها ومشاركتها للمظاهرات مع التأكيد على عدم رفع شعارات تشق الصف بحسب بيانها الذي نشرته عقب تظاهرات 20 سبتمبر الماضي، وظنّت أن الفرصة سانحة لها للعودة للمشهد السياسي مرة أخرى، و«ركوب» موجة ثورية جديدة يقودها «المقاول الهارب». 


ولكن دعوات الإخوان للحشد لم تجد قبولًا فى الشارع المصري، وأصيب التنظيم الإخواني بـ«سكتة قلبية»، ورفع الشعب عبارة «لقد نفد رصيدكم».

إستراتيجية الأمن المختلفة 


جماعة «الإخوان المسلمين» لم يتدهور حالها منذ نشأتها في العصر الملكي كما تدهور فى السنوات الجارية، ورغم أن الحقبة الملكية شهدت لأول مرة حل «الجماعة» وحظرها، إلا أنها تماسكت وعادت مع الحقبة الناصرية، ولكن سرعان ما حدث الصدام الدامي بينهما، وتم وحلها وإعدام قادتها، ولكنها أيضا وجدت طريقها للظهور والتماسك مع «العصر الساداتي».


وبين «الكر والفر» والمهادنة مع نظام «مبارك» الذي خُلع بمساعدتها كان سقوطها المدوي في الوقت الراهن؛ خاصة أنّ المواجهة التي يتبعها الرئيس عبد الفتاح السيسي تحول دون رجوعها للمشهد السياسي بمصر مرة أخرى، فمنذ قيام ثورة يناير ووصول الجماعة لسدة الحكم والصراع انتقل من الخفاء للعلن لأول مرة منذ الملكية، وهو ما سهل جث جذورها وتجفيف منابعها وقطع رؤوس «خفافيشها»، لاسيما بعدما خرج الشعب عليها في 30 يونيو 2013 لخلع الرئيس الإخوانى محمد مرسى.


فطوال العقود التي مضت، كانت قوة «الإخوان» تكمن في السرية والعمل تحت الأرض، ولكن بمجرد ظهورها والكشف عن مساوئ حكمها، أصبحت هدفًا سهل المنال، فهي دائما ما كانت تتحرك وسط الطبقات الفقيرة للتقرب إليها بدعوى الدين والمساعدة، وكانت تكسب تعاطف الشعب من مواجهتها أمنيًا بطريقة تجذب الجموع حولها، ولكن بمجرد انكشاف نياتها بسعيها للحكم والتخلص من رفقاء الدرب وتسلقها على أكتافهم لتصدر المشهد الثوري في 25 يناير وما تلي ذلك، جعل الجمع ينفض من حولهم. 


الصراع بين الحرس القديم والجديد

بحسب تقرير نشرته وكالة «ميديا لاين» الأمريكية، كانت أخطاء الرئيس المعزول محمد مرسي خلال فترة حكمه بمثابة ضربة هائلة للجماعة، وهي التي أدت في النهاية إلى عزل حكومة الإخوان، وباتت تواجه الآن أخطر تحد وجودي في تاريخها بعد وفاة مرسي، وهو ما قد يدفعها إلى تبني درجة من العنف أكثر تطرفًا من ذي قبل.


وأوضحت الوكالة أن الصراعات والانقسامات الداخلية بين الحرس القديم والحرس الجديد تعصف بالجماعة حاليًا، الأمر الذي يكشف مدى ضعفها، خاصة مع محاولة عدد من الشباب من منتسبي الإخوان في الخارج الاستيلاء على دفة قيادة الجماعة، وأن هذا الجيل الجديد من شباب الجماعة في الخارج يبدو أكثر تطرفًا من الحرس القديم، وتسيطر عليه نزعة "جهادية" متشددة تنبذ مبدأ السلمية.


لم تشهد «الجماعة» منذ نشأتها هذا الصراع الذي تعانيه بين كتلتين يحاولان الاستحواذ عليها.


تشمل الكتلة الأولى ما تبقّى من قيادات الجماعة التي كانت موجودة قبل عام 2013 ويرأسها ثلاثة رجال هم المرشد العام بالتكليف محمود عزت، وهو مجهول المكان، والأمين العام محمود حسين المقيم في تركيا، والأمين العام للتنظيم الدولي إبراهيم منير المقيم في لندن. 


وما زال أعضاء هذه الكتلة يعتبرون مكتب الإرشاد ومجلس الشورى الهيئتين الشرعيتين لجماعة الإخوان المسلمين، ويعتقدون أنه من المستحيل إجراء انتخابات داخلية جديدة في ظل البيئة الأمنية الراهنة في مصر، وربما أهم ما في هذه الكتلة هو أنها تسيطر على الأصول الخارجية للمنظمة.


أما الكتلة الثانية فأنشأت هيكلية تنظيمية جديدة في عام 2014 ورسّختها في عام 2016. 


وانشقت هذه الكتلة في البداية تحت إمرة محمد كمال (الذي قُتل لاحقا في عام 2016) ومحمد طه وهدان (الذي سُجن لاحقا عام 2015) وعلى بطيخ (المقيم في تركيا منذ عام 2015)، ويستند أعضاء هذه الكتلة إلى نظام الجماعة الداخلي، ويقولون إنه لا يحق لمكتب الإرشاد ومجلس الشورى الانعقاد والعمل إلا بحضور نصف مسؤوليهم على الأقل، وبما أن هذا الأمر بات مستحيلا بعد الحملة ضد "الإخوان"، أعلنت هذه الكتلة عن انحلال الهيئتين القديمتين وأجرت داخل مصر انتخابات بدأت من المستويات الدنيا صعودا من أجل انتخاب هيئتين جديدتين عام 2016.

 

كما أقامت مكتبا لها في تركيا لتسيير شؤون الجماعة خارج مصر، ويرأس المكتب المدعو أحمد عبد الرحمن.


ومنذ حصول هذا الانقسام وكل كتلة تندد مرارا بالكتلة الأخرى باعتبارها غير شرعية وتصرّح أن كبار مسؤوليها لم يعودوا من «الإخوان».


جيل شباب «الجماعة» تأثر بشكل واضح بالمتغيرات السياسية في السنوات العشر الأخيرة بشكل عام وخصوصًا في مرحلة ما بعد 25 يناير 2011م، وهو يدرك جيدًا أن أوضاع «الجماعة» اختلفت اختلافا جذريا عما قبل خاصة بعدما خرجت رسائل من شباب الإخوان المسجونين مطالبين فيها الدولة بالعفو عنهم، معبّرين عن رغبتهم في تشكيل لجنة يقودها شيخ الأزهر لإجراء المراجعات المطلوبة والتوسط لهم لدى مسئولي الدولة المصرية.


وقال الشباب، في رسائلهم التي أطلقوها من داخل السجون المصرية إنهم شعروا بالصدمة من تخلي قادة جماعتهم عنهم وتركهم "فريسة للآلام والمصاعب" التي يواجهونها هم وأسرهم داخل السجون وخارجها، بسبب دفاعهم عن معتقدات وأفكار «الجماعة» التي ثبت أنها بعيدة عن الواقع الذي يعيشه قادتها.


ولكن الصدمة الكبرى بالنسبة لأعضاء الجماعة والمتعاطفين معها كان في تصريح نائب مرشد الإخوان إبراهيم منير ردًا على تلك المبادرة التي طالبوا فيها النظام المصري بالعفو عنهم مقابل دفع مبالغ مالية واعتزال العمل العام الدعوي والسياسي، والذى قال فيه: «إن الجماعة لم تطلب منهم الانضمام لصفوفها، ولم تزج بهم في السجون، ومن أراد أن يتبرأ فليفعل».


وأثارت تصريحات «منير» غضبًا عارمًا لدى شباب وعناصر الجماعة في مصر وخارجها، وقال عمرو فراج، مؤسس شبكة «رصد» إحدى الأذرع الإعلامية للجماعة، إن صاحب الـ 82 عامًا (يقصد منير) يواصل هوايته المزمنة بإطلاق تصريحاته الحمقاء، التي ربما يعتذر أو يتراجع عنها أو يوضح قصده لاحقًا كالعادة.


وقال حمزة زوبع، المتحدث الإعلامي السابق باسم الجماعة والهارب لتركيا ردا على تصريحات منير: «اتبعناك ومشينا وراك وبعدين بعتنا»، فيما كانت تعليقات عدد كبير من الشباب مسيئة لنائب المرشد ومتهمة له وللجماعة بتوريط عناصرها في العنف والإرهاب والتخلي عنهم بعد ذلك.


تسريبات الإخوان

التسريبات الصوتية التى خرجت للعلن من تحت عباءة جماعة الإخوان المسلمين كانت سببًا في كشف فضائحها لجموع المصريين عما يحاك في الظلام تجاه الدولة المصرية.


فكشف تسريب صوتي لـ«مكالمة هاتفية» بين القيادي للجماعة علي بطيخ، المقيم في تركيا، مع أحد شباب الإخوان بالداخل، عن خطة الجماعة لاستغلال المظاهرات في حالة خروج الشعب، وهو ما لم يحدث ولم يقم به المصريون.


وقال «بطيخ» في المكالمة الهاتفية المسربة: «أنا حابب في البداية أبلغك وكل الإخوة في مصر، أننا فخورون بما حصل في مصر الأيام الماضية من المظاهرات، وخاصة أنها أحرجت النظام بشكل كبير جدا، ووضعته في حجمه الطبيعي أمام العالم».


وتابع: «أنا مستبشر أنه في نصر كبير سيتحقق خلال اليومين الجايين، وإن شاء الله خلال الفترة الجاية سيكون عندكم مهام كبيرة وكثيرة، حتى نحقق مكتسبات جديدة من خلال المظاهرات، ونستعيد القدرة التنظيمية للحشد والتظاهر الفترة القادمة".


وواصل: "أوصيكم بالصبر، نحن نستعيد تعاطف العالم معانا بشكل كبير، والإخوة هنا في تركيا مصرون على المساعدة والمساندة، ونحن لازم نتبع نفس السياسية بالظهور في المظاهرات والاختفاء وقت الضرورة إذا لزم الأمر".


وقال الشاب الإخواني: «أنا فاهم حضرتك يا دكتور، ولأطمئن حضرتك أننا جاهزين، ونرشد الإخوة في كل المحافظات حتى نحتشد للمظاهرات».


ووجه القيادي الإخواني تعليماته إلى شباب الإخوان في الداخل بضرورة الابتعاد عن الكنائس والأديرة، وقال علي بطيخ: "لست في حاجة، إني أكد عليك مرة أخرى في التعليمات الأخيرة، وخاصة ممنوع الاقتراب من الأديرة والكنائس تماما، نحن نجهز لهم حاجة ستزيد الأمر اشتعالا".


وواصل: "خلال الفترة الجاية الابتعاد عن الكنائس والأديرة، وأبشركم بعمل كبير سيهز البلد بجد".


أيضا كانت هناك تسريبات ساهمت في فضح الإخوان بطريقة كبيرة وكان أبرز تلك التسريبات الصوتية للقيادي الإخواني البارز أمير بسام عضو مجلس شورى جماعة الإخوان، والذى فضح فيه حجم السرقات فى أموال التمويلات داخل الجماعة، وكان التسريب الأول الذى يفضح حجم الفضائح داخل التنظيم، وكذلك النصب والاحتيال وانتشار الجرائم داخل الجماعة وتورط قيادات إخواني كبيرة في هذه السرقات.


ويقول أمير بسام فى التسجيل الصوتي: "إزاى محمود حسين والإبيارى وإبراهيم منير ياخدوا الفلوس بالشكل ده أنا زهدت في الناس اللي موجودة أنت حضرتك عايزنى أصارحك اعترف أمامكم أن الأموال تتكتب باسمهم شقق وعمارات فى الأول تبرعوا ولموا فلوس وفى آخر اللقاء خدنا ملايين ولم يتكلم منكم أحد ولم يتحدث أحد، وراكبين عربيات فارهة الواحدة بـ100 ألف يورو، حقيقة أنا زهدت إنى أكون فى وسط هذا الجمع، أنا زهدت فعلا هيعملوا إيه، هم عندى ليسوا أى محل اعتبار الآن لا هو ولا إبراهيم منير ولا أى حد فيهم عايزين يفصلوا ويعلنوها على الملأ لما اعترف قدامكم كلكم ومحدش عاتبه".


وتابع: "زهدت فى هذه القيادة التى تمد أيديها لأيادى الناس وللأسف محدش بيحاسبها إزاى يسرقوا الفلوس ويشتروا بها شقق وعمارات، وأنا عمليا تألمت كثير كثيرا خصوصا أنهم اعترفوا اعتراف صريح أمام الناس لأن فيه طلبة بيتذلوا علشان ياخدوا 200 ليرة كل شهر وفيه واحد زى محمود حسين واخد عربية بى إم دبليو".


تسريب صوتي آخر عرضه الإعلامي عمرو أديب، للإرهابي ياسر العمدة، وهو يتحدث إلى طرف آخر ويخبره خلالها كيف يتعامل مع مدرعات الجيش والشرطة، وكيف يلقى القنابل اليدوية التي يصنعها بطريقة احترافية.


وكشف التسريب أن الإرهابي أحمد أبو عمار، تحدث عن أن هناك شخصا آخر يدعى هانى صبري قال له إنه على استعداد أن يأتى له بدعم مئات الآلاف من الدولارات من دول أجنبية من أجل عمل صفحات كبيرة تروج للشائعات وأعمال التخريب وتدعم نشر الفكر التخريبي بين الشعب والدولة.


وأضاف الإرهابي أحمد أبو عمار وهو يتحدث إلى الطرف الآخر، أن جهاز مخابرات أجنبي كبير يقف خلفهم ويمدهم بكافة الأموال المطلوبة في إنشاء تنظيم تخريبي يستطيع إحداث فوضى وبلبلة في الشارع المصري.


وأوضح التقرير أن هاني صبري هارب فى قطر ومؤسس ما يعرف بإذاعة "هنا الثورة"، وأن حركتى "اللهم ثورة" و"إذاعة هنا الثورة"، تحت مسمى جديد يدعى "الحركة الشعبية المصرية"، وأصبحت تحت قيادة أبو عمر المصرى ممثلًا عن اللهم ثورة وهاني صبري ممثلًا عن إذاعة هنا الثورة بناء على تعليمات وتمويل من الخارج.


فضيحة من العيار الثقيل فجرها الإعلامي وائل الإبراشي في تسريب صوتي لـ«بهجت صابر»، أحد أعضاء جماعة الإخوان، الهارب بالولايات المتحدة الأمريكية يكشف فيه اتجار المستشار السابق وليد شرابي الذي ترك مصر بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، والمتحدث باسم «قضاة من أجل مصر» وعضو جبهة الضمير والمدير الإقليمي لمنظمة هيومان رايتس مونيتور للآثار، ومطالبة بهجت صابر بمساعدته في بيع الأنتيكات والآثار وهو ما رفضه الأول.


تجربة المتظاهرين المريرة مع «الجماعة»

من ناحيته، قال الدكتور خالد الزعفراني، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إنّ فشل الإخوان في التنظيم والحشد خلال الفترة الماضية، يثبت أن «الجماعة» لم يعد لديها رصيد شعبي، وأن الشعب رفض تمامًا وجودها مرة أخرى وتناقص رصيدها لم يكن وسط المنتمين لها فقط؛ بل المتعاطفون أصبحوا لا يباركون عودتها للمشهد مرة أخرى، ناهيك عن خوف الشعب من حدوث فوضى أخرى فهو يرى النموذج السوري والليبي أمام أعينه، ولا يبارك الدعوات التي تجره إلى هذا المصير، ورغم تطلعه إلى الإصلاحات على مستوى الأسعار ومواجهة الفساد ورفع مستوى المعيشة، إلا أن تلك المطالب يطالب بها فى ظل استقرار الدولة وتمسكه بالرئيس.


واستطرد «الزعفراني»: البعض غُرر به واستجاب لدعوة محمد علي في بدايتها قبل إعلان جماعة الإخوان نزولهم فيما بعد، ولكن رفضوا فى المرة الأخيرة؛ لأن المتظاهرين تجربتهم مريرة مع الإخوان، وهم يرون أن ما يحدث من خراب سواء في مصر أو البلدان العربية سببه تلك الجماعة الإرهابية خاصة أن الوضع الحالي يشهد قمة الهوان بالنسبة لهم فليس لديهم القدرة على الحشد كما كان يحدث في الماضي، ولكن رغم ذلك فهم على المستوى الخارجي ناشطون بقوة وناجحون في تحركاتهم سواء على مستوى الإعلام أو على مستوى «تأليب» المنظمات وبعض الحكومات على الدولة المصرية، ولذلك يستلزم مزيدا من الجهد لكشف أكاذيبهم وافتراءاتهم.


وتابع: اليوم الجماعة تعاني انشقاقات كبيرة أثرت كثيرًا على تماسكهم خاصة أن تلك الانقسامات بين تيارين يكسران في بعضهما البعض؛ التيار الأول يقوده محمود عزت ومحمود حسين من الخارج. والتيار الثاني هو المنتمي لفكر محمد كمال والمتمثلة في «حسم» و«لواء الثورة».


رسالة الشعب لـ«أذرع الإخوان»

في هذا السياق، قال عضو البرلمان محمد أبو حامد، إن فشل الإخوان فى حشد المواطنين، وعدم تلبية المواطن البسيط لدعوات التظاهر والعنف، يرجع إلى درجة الوعي وإدراكه للأمور وهو ما نوه عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأن السنوات التي تلت «25 يناير» ساهمت في بناء الوعي لدى المواطن وجعلته يفرق بين من يريد خراب البلاد وتحرضه على القيام بذلك عن طريق قنوات معادية لمصر فقدت مصداقيتها وتبنى تلك الأذرع الإعلامية للمظاهرات هو في حد ذاته جعل المواطن يشك فى نياتها.


وتابع: كما أنّ خروج الشعب لتأييد الرئيس عبد الفتاح السيسي أوصل رسالة لتلك القنوات والأذرع الإعلامية، مفادها أنّ المصريين وراء الاستقرار والبناء، ورغم ذلك فلن يهدءوا وهو ما أشار إليه الرئيس السيسي عندما قال إنّ هؤلاء لن يهدأ لهم بال من تكرار المحاولات للنيل من مصر ومكانتها خاصة أن عجلة التنمية لا تتوقف وهو يؤرق بالهم.


واستكمل: منذ ثورة 25 يناير وأنا على خلاف مع جماعة الإخوان وضد توجهاتهم لأنني كنت كاشفًا نياتهم التي من وجهة نظري شديدة الخطورة على الدولة المصرية، فمنذ اللحظة الأولي والتاريخ شاهد أنني كنت مناهضا لهم علانية منذ الثورة، وأيضَا منذ دخولي البرلمان ضمن حزب «المصريين الأحرار»، وعدم الدخول فيما بعد في تحالف معهم على عكس آخرين دخلوا في هذا التحالف من حزب «الوفد». 


وأردف: السنوات التي أعقبت الثورة كشفت لكثيرين نيات تلك الجماعة على حقيقتها وجعلت من كان يتعاطف معهم يدرك حقيقتهم، خاصةً أنهم كانوا يتوارون خلف الدين والشعارات الدينية فهم يضمرون الشر تجاه الدولة المصرية لتحقيق أجندة خارجية تعوق نهضة البلاد وتقدمها ومحاولات إعادة بيئة الفوضى حتى يتمكنوا من الظهور مرة أخرى.


وتابع: «مؤسسات الدولة لعبت دورًا كبيرًا في إفشال عودة الجماعة الإرهابية ووقفت بالمرصاد لوأد تلك الدعوات ولعب الإعلام دورًا كبيرًا في كشف عورات القنوات المحرضة وفضح أكاذيبها وقطع الطريق على من أراد تأجيج الفتن وإشاعة الفتن ويجب على الدولة أن تستمر في الرد على تلك المزاعم وكشف الحقائق وتوضيحها للمواطنين خاصة تسريبات أفراد الجماعة التي كشفت عوراتهم لأنهم لن يتوقفوا عن زعزعة استقرار البلاد.


مخططات فوضوية

وحول «تكتيك» الإعلام المختلف ودوره في إفشال دعوات التظاهرات وسقوط الإخوان، قال الدكتور محمد الباز، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، والإعلامي المعروف، إن الإخوان فشلوا في حشد المواطنين بسبب وعى المواطن الذي أدرك مخططاتهم «الفوضوية»، ولم يستجب لهم، رغم أنهم غيروا من تكتيكهم وصدروا شخصًا بـ«نيولوك» بعيد كل البعد عنهم فكل المشاهد التي خرج بها الفنان المقاول كانت مقصودة وعن عمد من طريقة الحديث للملابس لطريقة تدخين السجائر حتى فتح أزرار القميص على غرار أفلام «الولد الشقي».


وأضاف أن كل ذلك كان مقصودًا حتى يصل لفئات الشعب البسيط ويلقى القبول المطلوب لدى الملتقى خاصة شريحة «ولاد البلد» بالمناطق الشعبية وهو ما كان يحاول التأكيد عليه باستمرار؛ للبعد كل البعد عن ربط دعواته بالجماعة وأثبتت التجربة أن مشاهدة هذه التمثيلية كانت من باب التسلية وعند الجد لم يلبِ «ولاد البلد» دعواته، فهو يدرك أن «الجماعة» هي التي تقف وراءه بأذرعها الإعلامية المختلفة وهم لن يتوقفوا كما قال الرئيس.


وتابع «الباز»: الجماعة تعجلت بدعواتها إسقاط النظام فبين عشية وضحاها خرجت الفيديوهات للعلن وبعد لحظات خرجت تدعو للمظاهرات بسرعة شديدة دون أن تقرأ المشهد جيدًا، والذى يدل على أنّ المواطن البسيط الذي لعبت على مشاعره يفضل الاستقرار ودفع عجلة الإنتاج على توقفها وتخريبها وأوضح ذلك التعجل أنهم وصلوا لمرحلة من اليأس لم يبلغوها من قبل ومعاناة غير طبيعية خاصة أن الإعلام فضحهم عن طريق «التسريبات» التي ساهمت بنسبة 75% في وأد تلك الدعوات، فالإعلام لعب بطريقتهم.