رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

ربط متكامل بين مصر والسودان يقوي الاقتصاد ويؤمن الاستقرار

رئيس وزراء السودان
رئيس وزراء السودان

في فبراير الماضي، أعلنت الحكومة أن مصر ستقوم بتوصيل الكهرباء إلى السودان بحد أقصى 40 ميجا وات، وأن مقابل ذلك قد يكون عينيًا في شكل سلع منها اللحوم وفول الصويا وعباد الشمس، وكلف رئيس الوزراء المصري وقتها "بسرعة الانتهاء من الأعمال الفنية الخاصة بالربط الكهربائي، والتفاوض مع الجانب السوداني لتوقيع اتفاقية بهذا الشأن".


ووفقًا لتقدير بنك التنمية الإفريقي، فإن مصر تنتج "خُمس" كهرباء إفريقيا، بينما يسكن مصر 100 مليون من مليار و200 مليون إفريقي، ما يعني فارقا كبيرا في حصص المواطنين من الكهرباء، ما يمنحنا فرصة كبيرة لتصدير الكهرباء لإفريقيا، خاصة أن تأخر دول إفريقيا في تكنولوجيا إنتاج الكهرباء، وعزلة الدول الحبيسة في وسط إفريقيا، يضاعف تنافسية أسعارنا وفرص تصدير الكهرباء وتشغيل محطاتنا المُعطلة.


بالأمس، قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، إن ملف تحقيق الربط في السكك الحديدية بين مصر والسودان يمكن التوصل إلى اتفاق بشأنه من خلال بناء محطة تبادلية لتفادي اختلاف خط السكة، وذلك من خلال وفد من الجانبين يعمل على دراسة هذا الأمر والإسراع في تنفيذه، بجانب تفعيل النقل النهري بين البلدين.


وقال الدكتور محمد معيط، وزير المالية، إن مصر لديها خبرات كبيرة في مجال تنفيذ مشروعات الشراكة مع القطاع الخاص، وهي مستعدة لنقل هذه الخبرات إلى الجانب السوداني، معربا عن تطلعه إلى تحقيق التقارب بين مجتمع الأعمال في البلدين للاستفادة من الفرص الواعدة.


كما أكد الدكتور مصطفى مدبولي، استعداد الحكومة المصرية لتقديم أي مساعدات عاجلة إلى السودان الشقيق، مثل إرسال القوافل الطبية، ومد خدمات برنامج القضاء على فيروس سي إلى السودان الشقيق، للمساهمة في علاج الأشقاء.


بعد الثورة السودانية زادت الحاجة للربط بين الدولتين لأسباب سياسية واقتصادية، لتأمين الحدود والمياه وغيرها من أساسيات قيام واستقرار الدول، وستحتاج السودان خلال السنوات المُقبلة، مثل باقي الدول التي تمر باضطرابات، لعمليات تنموية شاملة وإعادة إعمار، وسيكون لمصر العديد من المزايا التنافسية للتواجد في السوق السودانية، من قرب المسافة وسهولة نقل التكنولوجيا المصرية وتوافر الخبرات المهنية المصرية بتكلفة منخفضة.


الأمر الجيد الآخر، أن مصر قررت التعاون في المجالات التي حققت فيها كثيرا من الإنجازات، مثل توليد الكهرباء وربطها، وعلاج فيروس سي، بالإضافة إلى السكك الحديدية، التي من المتوقع أن تشهد استثمارات ضخمة خلال الفترة المقبلة، وتضعها وزارة الاستثمار والتعاون الدولي على رأس أولوياتها، عند لقاء المستثمرين الدوليين وشركاء التنمية ومؤسسات التمويل الدولية، ما يمنح مصر ميزة تنافسية أخرى لتحقيق ربط متكامل بين دولتي وادي النيل، يقوي الاقتصاد ويؤمن الاستقرار في البلدين.