رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الكشف عن مخطط لنشر الصهيونية .. عرض مسرحي في جامعة عين شمس يتعاطف مع اليهود.. والموساد يلمع صورته بأخطر جاسوس في تاريخ إسرائيل كشفته المخابرات المصرية

النبأ

«الشوباشي»: إسرائيل تستخدم جرائم النازية ضد اليهود ذريعة لاضطهاد الفلسطينيين

«عبد الحفيظ»: الهدف من مثل هذه الأعمال هو تزييف وعي الشباب وإنهاء قيادة مصر للعالم العربي

اللجنة الوطنية لمُقاومة التطبيع المصرية: تبنى الرؤية الصهيونية للاضطهاد وقت الحرب العالمية الثانية مقدمة لتبرير جريمة الاحتلال لأرض فلسطين وطرد شعبها وقتله وحصاره

 

العرض المسرحي الذي تم في جامعة عين شمس تحت عنوان « سوبيبور»، والذي يتعاطف مع اليهود، ويتحدث عن قصة إبادتهم على يد النازي هتلر في مراكز الاعتقال في الحرب العالمية الثانية، وقيام شبكة "نتفليكس - Netflix" الأمريكية بإنتاج فيلم «الجاسوس»، الذي يتحدث عن الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، أثارا الكثير من الجدل الفترة الماضية، وطرحا الكثير من الأسئلة حول مدى اختراق الكيان الصهيوني للعالم العربي.

فيلم الجاسوس         

شبكة "نتفليكس - Netflix" الأمريكية المتخصصة في إنتاج أفلام الجاسوسية المثيرة للجدل مثل فيلم «الملاك» الذي يتحدث عن سيرة أشرف مروان، أطلقت مسلسلا جديدا بعنوان«الجاسوس» أو «The Spy»، بعد حملة إعلانية وإعلامية كبيرة شملت جميع وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام العربية والعالمية.

العمل حظي باهتمامٍ كبير في الشارع السوري، كونه يتناول قصة المهمة الجاسوسية التي قام بها عميل الموساد الإسرائيلي إيلي كوهين، في العاصمة السورية دمشق، عبر 6 حلقات، تقارب كل منها الساعة، حيث أتيح العمل الذي كتبه وأخرجه الإسرائيلي جدعون راف، للعرض في معظم أنحاء العالم بالتزامن، مترجماً ومدبلجاً لعدة لغات، منها العربية.

يؤدي شخصية كوهين، الممثل البريطاني، ساشا بارون كوهين، والمعروف بأدواره الكوميدية، أشهرها فيلم "الديكتاتور"، الذي كان موجهاً للسخرية من الأنظمة الديكتاتورية التي تحكم الشرق الأوسط، وعرض بعد فترة وجيزة من اندلاع ثورات الربيع العربي.

قضية الجاسوس الإسرائيلي لا تزال محل سجال بين سوريا وإسرائيل، وكذلك مصر التي تدعي ضلوعها بعملية الكشف عن كوهين والقبض عليه.

فمن وجهة النظر الإسرائيلية، يعتبر إيلي كوهين، أو "كامل أمين ثابت"، بطلاً قومياً، ساعد دولة الاحتلال على تفادي عدة هجمات سورية، وكشف مشروع تركيب سدود على روافد بحيرة طبريا، والذي أشار له المسلسل بمشروع "الشلال"، وغير ذلك من معلومات أسهمت على حد قول تل أبيب، في انتصارها في معركة 1967.

وجهة النظر السورية تقلل من كل هذه الادعاءات، بل وتؤكد عبر العديد ممن قابلوه، أو عاصروا فترته، أنه لم يكن سوى جاسوس فاشل، تم القبض عليه متلبساً، أثناء إرساله معلومات باستخدام شفرة مورس، ومن هؤلاء، القاضي صلاح الدين الضلي، الذي أشرف على محاكمته، والرئيس الأسبق، أمين الحافظ، الذي كان رئيس البلاد آنذاك.

المسلسل الذي يعرض حالياً عبر خدمة المشاهدة حسب الطلب "المدفوعة"، يؤيد من دون أي تشكيك الرواية الإسرائيلية حول كوهين، وإذا كانت تبدو هذه الرواية غير منطقية، مع عدم وجود أي إتاحة رسمية من كلا الدولتين للاطلاع على الوثائق الخاصة بالقضية، فالمسلسل يحمل من الارتباك في الرؤية، ما يجعل المراقب الخارجي أقرب لتصديق الرواية السورية.

في "الجاسوس" يعرض الكاتب والمخرج، جدعون راف، قصة مفككة لا تحمل الأحداث فيها أي خلفيات، ولا مبررات، فهي تحدث لمجرد أنها تحدث، ورغم أن العمل ليس وثائقياً، وحمل في مطلعه عبارة "مستوحى من أحداث حقيقية"، والتي تسمح للكاتب بنسج أحداث جديدة، وقد فعل، إلا أن العمل لم يتعدَّ سرداً رتيباً.

وبعيداً عن السقطات الفنية في العمل، والتي لها أهلها من النقاد ليتحدثوا عنها، حفل العمل بالمغالطات التاريخية، وبدا أن الكاتب "الإسرائيلي" لم يجرِ أي بحث عن موضوع كتابته، ولم يعر أي اهتمام للخصائص والمميزات الثقافية والاجتماعية لكل من المجتمعين العربي والإسرائيلي، بل انصرف عن ذلك أكثر للأخذ بالمعطيات التجارية في عين الاعتبار، فحمل العمل العناصر المثالية لمسلسل تجاري فيه كثير من مشاهد السهر، وتعاطي الكحول، وممارسة الجنس.

الباحث في التاريخ السوري المعاصر عمرو الملاح، والمقيم حالياً في فرنسا أكد في حديث خاص لشبكة بروكار برس، أن العمل يحوي على العديد من الطروحات غير المنطقية، واصفاً طريقة تناول المجتمع السوري بـ "المضحكة".

وأشار الملاح، إلى أن العديد من المبالغات الواردة في المسلسل، تهدف بشكل رئيسي إلى تضخيم دور جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، ونسج رواية أسطورية حول عميله إيلي كوهين.

وحول الدور الذي كان مطلوب من كوهين القيام به في سوريا قال الملاح: "لم يكن مطلوب من كوهين أن يختلط بالطبقة الحاكمة أو أن يزور الجبهات، إنما كان دوره الرئيسي محصورا في مشروع تحويل مجرى نهر الأردن، وجمع معلومات عن قادة نازيين سابقين كانوا يقيمون في سوريا والذين يسر ماجد شيخ الأرض اتصال كوهين بهم، والاطلاع عن كثب على أوضاع الطائفة اليهودية بدمشق، فقد كان لافتاً أن قائمة الأشخاص الذين جرى اعتقالهم لصلتهم بكوهين اشتملت على اسم تاجر للتحف النحاسية يدعى موردخاي لاطي ولكن ظهر اسمه في المحاكمة مراد لاطي، وكان كوهين دائم التردد عليه في محله".

ولفت الملاح إلى أنه لا يمكن تأكيد أو نفي لقاء كوهين مع أمين الحافظ في الأرجنتين، لكن من المؤكد أن اللواء أحمد سويداني لم يكن مسئولا أمنياً للسفارة إذ لم يعرف في سيرته الذاتية شغله لمنصب كهذا.

وعن المفتاح الذي استخدمه كوهين للدخول إلى سوريا، أكد الملاح الجزء الأول من رواية المسلسل، وهو عبر علاقته بالكاتب عبد اللطيف الخشن، والذي منحه عدة رسائل توصية منها رسالة إلى نجله المقيم في دمشق، كمال الخشن، والإعلامي جورج سيف، الذي أشار المسلسل إلى كونه أصبح وزيراً للإعلام وهذا الأمر لم يحدث مطلقاً.

ويستبعد الملاح صحة الرواية اللبنانية أو المصرية، كما يستبعد صحة رواية المسلسل الذي أشار لوجود ضابط إشارة روسي يقود عملية الكشف عن إشارات مورس.

ولفت الملاح إلى رواية متداولة حديثاً في إسرائيل تفيد بأن الحركة المشبوهة لكوهين في أوساط الألمان في سوريا، هي من وضعته تحت أنظار أجهزة الأمن السوري.

الباحث في التاريخ السوري المعاصر، نفى من جهته الرواية الإسرائيلية حول عرض منصب نائب وزير الدفاع على كوهين نفياً قاطعاً، مؤكداً عدم وجود هذا المنصب في سوريا أصلا في تلك الفترة، حيث تم استحداثه لاحقاً في عهد نظام حافظ الأسد، إضافة لعدم منطقية عرض منصب عسكري على شخص مدني.

وتقول بعض المصادر أن إيلي كوهين، ولد في الإسكندرية بمصر في 26 ديسمبر/كانون أول عام 1924 باسم إلياهو بن شاؤول كوهين لأسرة هاجرت إلى مصر من مدينة حلب السورية، ثم التحق في طفولته بمدارس دينية يهودية ثم درس الهندسة في جامعة القاهرة ولكنه لم يكمل تعليمه، انضم للحركة الصهيونية وهو في العشرين من عمره كما التحق بشبكة تجسس إسرائيلية بمصر بزعامة ابراهام دار المعروف بجون دارلنغ، هاجر من مصر نهائيا عام 1957 بعد حرب السويس، بعد وصوله إسرائيل عمل في البداية في ترجمة الصحافة العربية للعبرية ثم التحق بالموساد، انتقل كوهين إلى دمشق عام 1962 حيث بنى علاقات مع شخصيات في أعلى مستويات السلطة وكبار ضباط الجيش ورجال المجتمع والتجارة وسكن بحي أبو رمانة المجاور لمقر قيادة الجيش السوري، تشير تقارير إلى أنه أمد إسرائيل بمعلومات بالغة السرية، كما تقول تقارير غير مؤكدة أنه عرض عليه منصب نائب وزير الدفاع في سوريا.

وكان الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل، قد قال إن المخابرات المصرية هي التي كشفته بعد رصد أحد ضباطها لكوهين ضمن المحيطين بأمين الحافظ في صور خلال تفقده مواقع عسكرية. لكن الجهات السورية قالت حينها إن أجهزة أمنها هي التي كشفته بمساعدة فنية من جانب روسيا.

وقد هنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الموساد على ما وصفه بـ" عملهم الحازم والشجاع الذي أعاد إلى إسرائيل تذكارا من مقاتل عظيم قدم الكثير لتعزيز أمن دولة إسرائيل".

مسرحية «الترويج للصهيونية»

قامت جامعة عيش شمس بعرض مسرحية بعنوان « سوبيبور»، تتحدث عن الهولوكوست، وهي من بطولة فريق مسرحي لطلاب كلية التجارة بجامعة عين شمس.

هذا العرض من بطولة فريق المسرح التابع لكلية التجارة بجامعة عين شمس التي يتجاوز عددها ـ50 فردًا، والذي خرج منه من قبل أبطال واحدة من أنجح المسرحيات الشبابية.

تم تقديم عرض «سوبيبور» في مهرجان عين شمس في أبريل من هذا العام، وحصل على 13 جائزة، منها الأول في التمثيل والإخراج والتأليف والإضاءة وأحسن ممثلة، علاوة على نصف دستة شهادات تميز تمثيل، وأحسن ممثل مركز ثانٍ، ومن المنتظر أن يمثل مصر في مهرجان طنجا الدولي بالمغرب أواخر هذه السنة.

و«سوبيبور»، هو اسم لأحد أشهر المعسكرات النازية، التي احتُجز به عشرات الآلاف من اليهود، تم إنشاؤه في مارس عام 1942، ويقع على مساحة تتراوح بين 1300 و1900 قدم قُرب الحدود الألمانية مع بولندا، التي وقعت تحت النفوذ الآري إبان اكتساح هتلر لأوروبا خلال الفترة الأولى من الحرب العالمية الثانية.     

زعمت بعض التقارير أن أكثر من 260 ألف يهودي تم قتلهم في غرف الغاز داخل المعسكر، معظمهم أتوا من بولندا أو المناطق التي تم احتلالها في الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية.

وقد حظي عرض هذه المسرحية باحتفاء إسرائيلي واسع، قابله مدونون عرب بالرفض إذ رأوا فيه "ترويجاً للصهيونية"، ونشرت صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية" في "فيسبوك" مقطع فيديو من المسرحية وقالت: "لأول مرة مسرحية عن الهولوكوست في جامعة مصرية".

من جهته، أشاد مدير إدارة مصر والمغرب في وزارة الخارجية الإسرائيلية، ليئور بن دور، بالطلاب المشاركين في المسرحية،وقال في تصريح تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية أن "الهدف المشترك عند الاحتفال بأربعين عاماً من توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، هو أن نبني سوياً عالماً تحفظ فيها كرامة أولادنا".

لكن الناشطين المناهضين للتطبيع، اعتبروا العرض دليلاً على "اختراق الصهيونية للمجال المسرحي والجامعي في مصر.

ورغم أن مصر تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل منذ اتفاقية السلام بينهما العام 1979، اعتبر ناشطون ومثقفون عرب، من بينهم الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة، أن المسرحية تأتي في إطار الهرولة العربية للتطبيع مع إسرائيل!.

من جانبه، دعا محمد زكي، مخرج المسرحية، منتقديها، لمشاهدتها كاملة قبل الحكم على محتواها، وأوضح أن "المسرحية لا تسير على نهج الأفلام الإسرائيلية التي تستغل الهولوكوست لتبييض الصهيونية"، وأضاف  في تدوينة في "فيسبوك": "فكرة المسرحية تتلخص في جملة: كيف للإنسان الذي ذاق العذاب أن يذيقه لغيره؟"، موضحاً أن العرض المسرحي كان يتناول قضية معسكر "سوبيبور" للمعتقلين اليهود في ألمانيا، بداية من حشدهم لأعمال شاقة وتعذيبهم ثم قتلهم. كما رفض المخرج "أي محاولات للتشكيك في إيمان صنّاع المسرحية بالقضية الفلسطينية".

وقد شنّت الكاتبة الصحفية أمنية طلعت هجومًا ضاريًا عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، على أحد العروض التي يجري تقديمها حاليًا في الدورة 12 للمهرجان القومي للمسرح، ويحمل اسم «سوبيبور».

واعتبرت أمنية في حديثها أن هذا العرض دليل على اختراق الصهيونية العالمية النشاط المسرحي الجامعي، من أجل العمل على تدمير عقول شباب المصريين، وخلق أجيال جديدة «تكره الفلسطينيين، وتنسى القضية»، مؤكدة أن كل مَن مرّر هذا العرض «خائن وعميل وممول».

وقد حظي العرض المسرحي بدعم وإشادة من الفنان أحمد عبد العزيز رئيس الدورة الحالية ، الذي أكد أنه شاهد المسرحية «كويس»، وقال لفريق العمل:  و«أي كلام بيتقالكم انتوا ملكوش دعوة، وإحنا كمهرجان عارفين إحنا واخدين عروض عاملة إزاي، وواثقين إنكم هتقدموا حاجة محترمة».

فيما قال إسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح: «العرض اتشاف من لجنة خاصة، ويمكن يكون فيه شيء من اللبس حصل في فهمه، وما إلى ذلك، لكن إحنا بالنسبة لنا بشكل رسمي الموضوع أخد إجراءاته المعتادة».

تكرس لمفهوم "شعب الله المختار"

وقد أصدرت اللجنة الوطنية لمُقاومة التطبيع المصرية، بيانًا تجمع من خلاله التواقيع للتعبير عن رفض عرض مسرحية "سوبيور" لفرقة كلية تجارة جامعة عين شمس.

وقالت اللجنة في بيانها، إنها ترفض "توريط طلاب الجامعة في مثل هذه الأعمال الفنية المشبوهة بسبب تبنيها الرواية الصهيونية حول اضطهاد اليهود وتزييفها لحقيقة النازية والتي هي الوجه الآخر للصهيونية"، مُؤكدةً إن "تبنى الرؤية الصهيونية للاضطهاد وقت الحرب العالمية الثانية، هو مقدمة لتبرير جريمة الاحتلال لأرض فلسطين وطرد شعبها وقتله وحصاره ومطاردته واتهامه بالإرهاب".

وأشارت اللجنة إلى أن "العرض المسرحي مقتبس من فيلم الهروب من سوبيبور التي تكرس لمفهوم "شعب الله المختار" والمضطهد بسبب دينه اليهودي من النازية الألمانية والتي وجدت فقط لكي تبيد هذا الشعب المزعوم، وكأن اليهود فقط من اضطهدتهم النازية، التي قتلت نحو 50 مليون قتيل من مختلف البلدان والأديان، لكن الصهيونية توظف جرائم النازية لصالحها، بمبالغات وتسليط الضوء فقط على معاناة اليهود مثلما فعل العرض المسرحي، ثم تستخدم تلك المعاناة لتبرير جرائم إسرائيل ".

وشدّدت اللجنة على إن "محاولات اختراق العقل العربي بالمزاعم الإسرائيلية هدفها أن نتبنى فكر الصهاينة وأن نغمض الأعين عن جرائمهم، وأن تصل تلك الرؤية لوعى قطاع عريض من شباب مصر لتدجينه لقبول العدو (الآخر)، وتسعى إسرائيل وأتباعها إلى الترويج لهذه الأفكار بالتوازي مع صفقة القرن التي تكرس الاحتلال الصهيوني وضياع الحقوق الفلسطينية والعربية".

وفي حين دانت اللجنة "عرض مثل هذه الأعمال"، طالبت "بمُحاسبة المشرفين عليها من جامعة عين شمس ومهرجان المسرح القومي والمشاركين فيها لترويجهم لأفكار الصهيونية"، مُؤكدةً أنها ليست "ضد حرية التعبير بل داعمين لها، ولكننا ضد تزييف اضطهاد اليهود على أيدي النازية بوصفهم شعب الله المختار، وأن النازية وجدت فقط لاضطهاد اليهود كما قدمها العرض، وضد إدانة العرض الضمنية لمقاومة المحتل الصهيوني كما أتت على لسان أحد أبطال العرض في نهايته".

يضطهدون الفلسطينيين ويصادرون أراضيهم

يقول الدكتور شريف الشوباشي المفكر المصري، أن إسرائيل تتاجر دائما تتاجر بموضوع اضطهاد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، وتتخذها ذريعة من أجل اضطهاد الفلسطينيين واحتلال أراضيهم، وبالتالي موضوع اضطهاد اليهود هو المحور الرئيسي للدعاية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن اضطهاد النازية لليهود حقيقة، لكن هل نحن نقوم بالدعاية بديلا عن دولة إسرائيل ونقوم بالدعاية على أنهم اضطهدوا على يد النازية، وننسى اضطهادهم للشعب الفلسطيني واحتلال أرضه، لافتا إلى أنه مع تناول الموضوع بشكل إنساني، ولكن في نفس الوقت يجب تناول القضية الفلسطينية بشكل إنساني أيضا، الإسرائيليون دائما يريدون من العالم الغربي دعمهم حتى النهاية وبدون قيد أو شرط، وبالتالي على العرب أن يفهموا أبعاد القضية الفلسطينية قبل تناول أي قضايا إنسانية تهم اليهود، لافتا إلى أن كل معسكرات النازية تم إغلاقها عام 1945، وتم تحرير كل من فيها من اليهود، لكن اليهود ما زالوا يضطهدون الفلسطينيين ويصادرون أراضيهم، وبالتالي لا يجب الوقوع في فخ الدعاية الإسرائيلية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاضطهاد الإسرائيلي.

وأضاف «الشوباشي»، أن فيلم الجاسوس يدخل في إطار الترويج للموساد الإسرائيلي وإظهار على أنه أقوى جهاز استخباراتي على مستوى العالم، كما يمثل دعاية لإسرائيل،  مشيرا إلى أن إيلي كوهين كان جاسوسا وذهب إلى أمريكا اللاتينية وعملوا منه رجل أعمال ودخل إلى سوريا وكانت له علاقات قوية جدا بالقيادات السورية وكان عضو قيادي في حزب البعث وهو من أشهر الجواسيس في سوريا، وقد تم كشفه عن طريق المخابرات المصرية كما أكد على ذلك محمد حسنين هيكل، مشيرا إلى أن الهدف من تناول قضايا الجواسيس الإسرائيليين هو التعاطف مع إسرائيل وتفهم موقف إسرائيل وإظهار الموساد الإسرائيلي أنه أقوى جهاز مخابرات في العالم وقادر على اختراق الدول العربية، وبالتالي هم يروجون للجواسيس الإسرائيليين من أجل ترويع لدول العربية، وبالتالي على العرب أن يخشوه ويخافون منه، لان له اليد الطولي ويستطيع أن يضرب في أي مكان، وبالفعل قام الموساد الإسرائيلي باغتيالات كثيرة وفي أماكن كثيرة جدا وخاصة في أمريكا اللاتينية، لافتا إلى أن كل هذا ترويج وتطبيل وتزمير لتخويف العالم العربي وإعطاء انطباع بان العرب غير قادرين على مواجهة إسرائيل لان لديها جيش لا يقهر ولديها جهاز مخابرات يستطيع أن يصنع المعجزات.

تزييف وعي الشباب

ويقول أحمد عبد الحفيظ القيادي في الحزب الناصري، أن العرض المسرحي الذي يتناول قضية اضطهاد اليهود على يد النازية هو اختراق للجامعات المصرية من قبل إسرائيل، مشيرا إلى أن ذلك يؤكد على أن البلد فقدت مناعتها بشكل كبير ضد الكيان الصهيوني، وأن الاختراق الصهيوني ووجهة النظر الصهيونية أصبحت مطروحة دائما دون ادني اعتبار أن إسرائيل هي العدو ويمكن أن تعود في أي وقت وتفعل ما تريد وساعتها لن نجد من يقف بجوارنا ومن يناصرنا ولن نجد في المواطن المصري المناعة التي تساعد في المواجهة، لافتا إلى أن الهدف من مثل هذه الأعمال هو تزييف وعي الشباب وقطع الصلة بين مصر والعالم العربي وإنهاء قيادة مصر للعالم العربي، وبالتالي على الجميع أن يدرك أن مصر هي الدولة العربية الكبرى وأنها مستهدفة من قبل الصهيونية العالمية.

وأضاف «عبد الحفيظ»، أن فيلم الجاسوس إيلي كوهين حقيقي، ولكن الذي كشفه هي المخابرات المصرية وليس الموساد الإسرائيلي، وبالتالي هم يتناولون واقعة حقيقية وينسبوها للموساد من أجل تلميع صورته، مؤكدا على أن الذي اكتشف هذا الجاسوس هي المخابرات المصرية، وهذا يعبر عن يقظتها ومتابعتها للأمور، وعن كيفية كشفه من جانب المخابرات المصرية قال عبد الحفيظ، أن المخابرات المصرية رأت صورته في اجتماع رسمي في دمشق وعرفت أنه يهودي كان مقيم في مصر وتتبعته، وقام وفد سري بزيارة دمشق وأعطاهم الوثائق وتم إعدامه، وبالتالي عدم تناول الفيلم لدور المخابرات المصرية في الموضوع هدفه  تلميع الموساد وقدراته وعملياته وإظهاره انه ليس له مقابل رغم أن هذا المقابل هو الذي كشف وافسد مخطط إسرائيل، وبالتالي الفيلم يروج للموساد وقدراته ومدى اختراقها في للعالم  العربي.