رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كواليس العلاج النفسى داخل الفنادق الشهيرة.. وسر جلسات الـ«أون لاين» بعد منتصف الليل

 الدكتور أدهم المصرى
الدكتور أدهم المصرى


قال الدكتور أدهم المصرى، خبير التنمية البشرية، إنّ الانتحار قد يكون عرضًا من أعراض الإصابة بالاكتئاب فى حالة وصول المكتئب لمرحلة اليأس التام وعدم قدرته على مساعدة ذاته.


وأوضح «المصرى» الفرق بين المرض النفسى الناتج عن اضطرابات كيميائية فى المخ أو العوامل الوراثية، والأمراض النفسية الناتجة عن الاضطرابات الثانوية بسبب الظروف الاجتماعية والتقلبات المزاجية العامة والحالة الاقتصادية وغيرها التى لا تعد شيئًا مرعبًا رغم زيادة نسبتها، لأنها تغيب بغياب أسبابها.


وتابع: النوعية الأخيرة هى الأكثر انتشارًا فى مصر، ونسبة المرضى فيها بسبب الاضطرابات الحياتية والضغوط اليومية تبلغ 60% من الشعب تقريبًا، أما نسبة الاكتئاب فتبلغ 30%.


وأكد «المصرى» أنّ الأمراض العاطفية مثل الاكتئاب والقلق، تكون السيدات أعلى فى نسبة الإصابة بها من الرجال، نظرًا لأن قدرتهن على احتمال هذه النوعية من الضغوط أقل وأضعف، كما أن تغير الهرمونات عند النساء يعد أيضًا عاملًا مهمًا فى تزايد نسب الإصابة، أما فى الأمراض غير العاطفية، مثل الوسواس، والفصام، والهوس العقلى، فنسب الإصابة متساوية بين الرجال والنساء الأكثر شيوعًا.


ونوه خبير التنمية البشرية بأن أكثر الأسباب شيوعا والتي تؤدى إلى الإصابة بالمرض النفسى هى حالات «التعلق» بجميع مراحله والتى تؤدى أحيانا إلى التفكير فى الانتحار.


وأكد «المصرى» أن التعلق المرضى هو حالة عاطفية تحدث لبعض الأشخاص وهى مرتبطة بالحياة اليومية ونمط تصرفاتنا مع الأشخاص وسلوكياتنا، مثل التعلق بأحد الأصدقاء بشدة أو التعلق بأحد الأشخاص في الجانب العاطفى، أو التعلق بالمال أو المسكن أو السلطة أو المخدرات.


واستكمل: ويكون التعلق في هذه الحالة علاقة قهرية لا تميزها روابط مشتركة وتكون خاضعة لظروف نفسية حدثت لفترة من الوقت، هذه العلاقة قد ينتج عنها عدم تقدير الذات، والكثير من التصرفات التى تسبب الضغوط النفسية للطرف الآخر.


وقال «المصرى» إنّ التعلق بشخص بصورة جنونية وإعطائه الثقة الزائدة يجعل الإنسان أكثر عرضة لحدوث «صدمة قوية» تؤدى به إلى حالة نفسية سيئة وتنتهى باكتئاب حاد ويعد هذا أولى مراحل التفكير في الانتحار.


وأشار إلى أن الله يصدم الإنسان المتعلق بشخص بصورة جنونية؛ لأنه اعتبر هذا الشخص إلهًا، لافتا إلى أن التعلق يعتبر «شرك أصغر بالله» على حد وصفه، ويؤكد أن التعلق مرض من أمراض القلوب والذي يشبه إدمان الإنسان على تعاطي المواد المخدرة قائلا: «من تعلق بشيء عُذب به» فإن الله يغفر جميع الذنوب إلا من أشرك به. 


وتابع: «يخضع معظم المرضى النفسيين من خارج البلاد سواء في الإمارات أو السعودية أو غيرها للعلاج من خلال تواجدهم في مصر»، مؤكدًا أنه يزور المرضى لبدء جلسات العلاج معهم داخل بعض الفنادق الشهيرة ومنها: «الميريديان» و«الماريوت» و«موفينبيك».


وقال أيضًا: يدخل الطبيب غرف المرضى للعلاج ومتابعة الجلسات بإذن من إدارة الفندق وأحيانًا في وجود أحد أقارب المريض، لافتًا إلى أن المرضى النفسيين غير المصريين يرفض كثير منهم الخضوع للعلاج داخل عيادة الطبيب.


وأشار إلى أن جلسة العلاج داخل الفندق تستغرق من 3: 4 ساعات، ويتم العلاج أثناء فترة تواجدهم بمصر وبعد ذلك يتم استكمال العلاج والجلسات «أون لاين» وغالبا ما تكون الجلسات «فجرًا» على حسب التوقيت الزمني لبلادهم.


ولفت إلى أنه فى بعض الأوقات يكون الاسترخاء مطلوبًا، ويتم الكتابة على الورق فقط دون التسجيل لتحديد نوع الحالة، ويتم تشغيل الموسيقى كمرحلة فى مراحل العلاج بعد رابع جلسة، موضحًا أن موجات ألفا الموسيقية تهدى العقل؛ لأن المريض يُصاب أحيانًا بـ«السكتة الدماغية» من كثرة التفكير في الأشياء السلبية، ما يؤدى أحيانًا لجلطات تنتهى بالموت فى سن مبكرة.


وأكد «المصرى» أن أكثر البلاد عرضة للمرض النفسى هى السعودية وقطر والجزائر والمغرب؛ فهم يعيشون في مجتمع مغلق، وتعاني السيدات لديهم من مرض التعلق بأزواجهم بشكل مفرط، ما يؤدى إلى تعرضهم للصدمة عند الانفصال.


جدير بالذكر أن الدكتور أدهم المصرى بدأ عمله كمذيع بالراديو عام 2012 ثم اتجه لبث تسجيلات صوتية على «يوتيوب» وذاع صيته في جميع أنحاء العالم وخاصة فى لبنان والأردن وتونس والمغرب. 


درس التنمية البشرية وتطوير الذات وتخصص في العلاقات الذهنية والسلوك النفسي، ويعالج المرضى داخل عيادات خاصة به فى منطقة أكتوبر والهرم.