رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حياة مئات الآلاف من مرضى السكر والأعصاب في خطر بسبب «جرة قلم» وزيرة الصحة

وزيرة الصحة
وزيرة الصحة




أثار قرار وزير الصحة الدكتورة هالة زايد، بإضافة مادة «البريجابالين» ونظائرها ومستحضراتها إلى الجدول الخاص بقانون مكافحة المخدرات؛ نتيجة لإساءة استخدامها خلال الفترة الماضية، جدلًا واسعًا. ويرى خبراء أن هذا القرار له تبعات ووجوه مغايرة تمامًا لما تم طرحه مما سيؤدي لمشاكل كثيرة؛ لأن البريجابالين يعالج مرضى السكر والتهاب الأطراف العصبية والعمود الفقري، الذين لا يستطيعون الاستغناء عن الدواء، وخاصة مع وجود صيدليات كثيرة لا تستلم أدوية الجدول، وأن الكمية المحددة لن تكفي في بعض المناطق، ومن ثم يفتح بابا لمافيا التهريب من الهند والصين إلى مصر، ويكون «سبوبة» كبيرة لتجار «الكيف»، فضلًا عن أن القرار يحدث نوعًا من الاحتكار لصالح بعض الصيدليات لظروف أمنية معينة. 



ونصّ القرار الذي حمل رقم 475 لسنة 2019، على «إضافة مادة (البريجابالين) نظائرها وأملاحها إلى الفقرة (د) من الجدول رقم 3 الملحق بقانون مكافحة المخدرات رقم 183 لسنة 1960، كما تضاف المستحضرات التي تحتوي على مادة البريجيالين وأملاحها ونظائرها إلى الجدول الأول الملحق بقرار وزير الصحة والسكان رقم 182 لسنة 2011 بتنظيم تداول الأدوية المؤثرة على الحالة النفسية».



بدوره، أكد الدكتور محفوظ رمزي رئيس لجنة التصنيع الدوائي بنقابة صيادلة القاهرة، أن «البريجابالين» هو دواء يستخدم في علاج الالتهابات الطرفية خاصة عند مرضى السكر وبعض أنواع الصرع، وبعض أنواع أمراض العمود الفقري، وهو مرخص منذ أكثر من 15 عامًا، مستنكرا هذا القرار الذي عاقب الذين يستخدمون الدولاء لأغراض أخرى، على حساب المرضى الفعليين.




وأوضح رمزي، أنه إذا كان القرار يهدف إلى حماية الشباب من هذا الدواء، فمن حق المريض أن يصل للدواء بسهولة وانتظام، فالمريض يستخدم الدواء تحت إشراف طبي وبجرعات محدده، ولذلك لا يحدث له إدمان للمادة الفعالة، على عكس من يستخدمه بجرعات مكثفة من الشباب، وهذا من الطبيعي أن يصل لمرحلة الإدمان.



وأشار رمزي، إلى أن «البريجابالين» يختلف عن الترامادول شكلًا ومضمونًا فدخوله جدول أول يتسبب في مشكلة كبيرة جدًا للمرضى، فسوق يمتنع الصيادلة عن استلامه لصعوبة إجراءاته والابتعاد عن «دوشة التفتيش»، مضيفًا أن الصيدليات الكبرى هي التي تستلم جدول أول، فهذا القرار يحدث جزء من الاحتكار لبعض الصيدليات لظروف أمنية معينة، وسوف يساعد لفتح ظهر لسوق سوداء لهذا الدواء، بالإضافة إلى فتح باب لمافيا التهريب من الهند والصين إلى مصر.



ولفت رمزي، إلى أن معنى جدول أول، أن الصنف يكتب في الروشتة لوحده، وحد أقصى للصيدلية صرف الدواء للمريض الجرعة في شهر، ولكي يصرف المريض العلاج مرة أخرى بعد شهر تكون الروشته تسلمت للصيدلي، فيحتاج الذهاب للطبيب المعالج ويتكلف كشف ليكتب له الطبيب الدواء مرة ثانية ليقوم المريض بصرفه في الشهر التالي من الصيدلية وهكذا.



وتابع رمزي، أنه يجب نشر التوعية الصحية للمواطنين بدلًا من دخول البريجابالين جدول أول، وإذا كان داعي دخوله الجدول فيكون ثاني مع تعديل بعض القرارات الوزارية الخاصة بالجدول الثاني، تنسحب على البريجابلين فقط، فبدلًا من أن الصيدلية تستلم 300 كبسولة في الشهر، تستلم 1000 كبسولة على سبيل المثال، ويتم صرفه بروشتة.



وأوضح أن الخطورة في هذا القرار، أن كل 5 أفراد من مرضى السكر تجد 4 منهم يستخدمون (البريجابالين)، وهذا القرار سيجعله بدلًا من بيعه في الصيدليات سيباع في الشوارع، مشيرا إلى أنه يختلف عن الترامادول، حيث أنه ليس له بدائل.