رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بالصور| بعد نجاته من السقوط من الطابق السابع.. ننشر قصة انتحار عامل بـ"العمرانية"

السطح محل راقعة انتحار
السطح محل راقعة انتحار العامل

أقدم عامل في منطقة العمرانية بالجيزة، على الانتحار شنقا، بحبل على سطح المنزل، بدافع إعاقته التي جعلته عاجزا عن تدبير نفقات أسرته، فانتقلت "النبأ" إلى محل واقعة انتحار العامل في شارع العهد الجديد بمنطقة العمرانية؛ للتعرف على ملابسات الواقعة، والأسباب التي أدت إلى إقدام العامل على الانتحار.

وبسؤال أحد جيران المتوفى، ويدعى مصطفى والذي كان دائم التواجد مع المتوفى وتربطه به علاقة صداقة قوية، قال بأنه تفاجأ بخبر وفاته ولم يكن يعلم أنه على مقدرة على فعل ذلك بنفسه رغم جميع الظروف والمشاكل التى يمر بها،  نظرا لهدوئه وخلقه الحسن وسيرته الطيبة بين أهله وجيرانه، وإنه آخر مرة رأى فيها المتوفى كانت ليلة حدوث الواقعة، يوم الاثنين مساء؛ ليصبح على خبر وفاته ظهر الثلاثاء.

وأخبر أن المتوفى يدعى سيد أبو زيد، في العقد الرابع من عمره، متزوج من أحد النساء عاملة بإحدى المدارس، ومنجبا منها بنت وثلاثة أولاد دون «12» من عمرهم، وأن القصة بدأت عندما كان يعمل فى بداية حياته حداد «مسلح»، وفي أحد الأيام حصل له حادث بأن سقط من الطابق السابع، لأحد المنشآت التي يعمل بها، فأدى ذلك لكسر في العمود الفقري وإعاقة في أحد أطرافه «قدمه»، وعلى إثره لم يستطع العمل مرة أخرى.

وأكمل مصطفى "قام المتوفى بشراء دراجة نارية "ترو سيكل"، ليساعد نفسه ويعيل بيته، لكن سرعان ما تلفت هذه الدراجة ولم يستطع القيام بإصلاحها، وذلك بعد أن ساعده كثير من أهل منطقته وأقاربه فى إصلاحها أكثر من مرة، وبعد ذلك أقام فترة كبيرة عاطلا بدون عمل، يطلب يد العون من أخيه وأهل منطقته، فأصيب بحالة من اليأس والاضطراب وعدم الاتزان النفسي؛ بسبب ظروفه المادية الخانقة، وكثرة المديونات وإحساسه بالنقص بسبب احتياجه لمساعدة الناس.

والتقط أحمد أبو زيد، شقيق المتوفى والذى يسكن فى العقار المقابل له أطراف الحديث، قائلا بأنه كان آخر شخصا رأى المتوفى واقفا في شرفة شقته، وذلك قبل إقدامه على الانتحار بـ4 ساعات، عندما كان عائدا من عمله بأحد محطات البترول، وطلب منه أن يرسل له ابنه ليعطيه بعض المال كالمعتاد، لكن العامل المتوفى رفض ذلك لأول مرة.

وتابع بأنه ذهب للنوم بعدها، ولم يفق إلا على صرخات زوجة المجني عليه، بعد أن اكتشف أطفالها وفاة أبيهم شنقا فوق سطوح العقار، الذي يقطن فيه، فذهب ليرى حقيقة الأمر فوجد أخيه المتوفى، مشنوقا بحبل ربط بأحد الأخشاب فوق السطح، فترك كل شيء فى مكانه، وقام بإبلاغ شرطة النجدة؛ لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

وأوضح، أن المتوفى كان يتردد على هذا السطوح باستمرار في الفترة الأخيرة، وكان دائما يتحدث عن أحد الجيران بالمنطقة، الذي ارتكب نفس الفعلة من زمن، ويبدو أنه كانت تراوده الفكرة، لذلك أعد الحبل لها.

وأكد شقيق المتوفى، أن ظروفه المادية الصعبة وعدم مقدرته على إعالة أولاده، هي التي دفعته للانتحار، وأنه قبل وفاته، ذهب ليستخرج معاش بسبب إعاقته، لكنه رفض وكان قد رفع عنه معاش الكرامة التي تتقاضاه زوجته، ليصبح مصدر دخله الوحيد من الديون، والاعتماد على أخيه في سدادها، حتى قام بشنق نفسه ظنا منه أنه ستحل مشاكله بذلك. 

وتعود تفاصيل الواقعة، لتلقى العميد محمد نبيل مأمور قسم شرطة العمرانية، بلاغًا من دائرة إدارة شرطة النجدة، بالعثور على جثة شخص داخل منزله بدائرة القسم.

على الفور انتقلت قوة أمنية بقيادة محمد غراب، وكيل فرقة العمرانية والطالبية إلى محل البلاغ، ليروا عاملًا مشنوقا بحبل على سطح منزله، فقاموا بالتحفظ على الجثة، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لتباشر التحقيق.