رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

ظاهرة «الجزء الثانى» من الأفلام تُسيطر على موسم عيد الأضحى

الفيل الأزرق - الجزء
الفيل الأزرق - الجزء الثاني


من جديد، تعود ظاهرة الجزء الثاني من الأفلام السينمائية للسيطرة على موسم «عيد الأضحى» بخاصة مع وجود عدد مهم الأفلام الشهيرة التي تتنافس على شباك التذاكر.


وتكشف «النبأ» فى السطور التالية أهم هذه الأفلام، وقصصها، وأبطالها، ثم آراء النقاد فى ظاهرة الجزء الثاني من الأعمال السينمائية. 


الفيل الأزرق 2

تدور أحداث الفيلم حول يحيى راشد، طبيب الأمراض النفسية الذي يخدم في عنبر 8 غرب بمستشفى الصحة النفسية بالعباسية، وتدور الأحداث بشكل تشويقي، ومثير لا يخلو من مشاهد الرعب، من العالم الآخر، واعتمد صناع الجزء الثاني منه على نجاح الجزء الأول، ومن قبله نجاح الرواية، التي حققت رواجا كبيرا بين القراء.


وحقق الفيلم حتى كتابة هذه السطور أكثر من 47 مليون جنيه في دور العرض، كما تجاوز إعلانه أكثر من 15 مليون مشاهدة عبر الحساب الرسمي للفيلم. 


ويستفيد الفيلم من نجاح الجزء الأول المعتمد على رواية بنفس الفيلم للكاتب الشاب أحمد مراد، كما احتفظ صُناع الفيلم بأبطال الجزء الأول منه، مع الاستعانة بهند صبري وخالد الصاوي وإياد نصار وتارا عماد ومروان يونس في الجزء الثاني. 


ولاد رزق 2

تدور أحداث الفيلم حول «4» أشقاء مات والدهم، ويسيرون في طريق الجريمة على عهد قديم بينهم بعدم الافتراق عن بعضهم البعض، ولكن بشرط أن يستعد الكل لتركها في يوم ما عندما يأتي القرار، شقيقهم (رضا)، الأخ الأكبر، والعقل المدبر لهم، والذي يجسد دوره «أحمد عز»، وتتابع أحداثه بشكل من الإثارة، والأكشن. 


وكشف المخرج طارق العريان عن الملصق الدعائي الرسمي للفيلم عبر حسابه الرسمي على موقع Instagram، وعلق عليه قائلًا: «الملصق الدعائي الرسمي لـ(أولاد رزق2) فيلم عيد الأضحى 2019»، فتقرر طرحه في الـ8 من أغسطس المقبل، واعتمدت صناعته على شهرة ونجاح الجزء الأول منه. 


يشهد الجزء الثاني ظهور العديد من النجوم، مثل غادة عادل، وباسم السمرة، وخالد الصاوي، وإياد نصار، بالإضافة لأبطال الجزء الأول وهم أحمد عز وعمرو يوسف، وأحمد الفيشاوي، وكريم قاسم، وأحمد داود، ومحمد ممدوح.


الكنز 2 

يواصل الجزء الثاني من فيلم «الكنز 2» ما انتهى إليه الجزء اﻷول في حكايات حتشبسوت في العصر الفرعوني، وعلى الزيبق خلال العصر العثماني، وبشر الكتاتني رئيس القلم السياسي الذي يواجه تحديات جديدة في العمل والحب، ويحاول أن يدل ابنه حسن على الطريق إلى كنز يخبره بشأنه من خلال وصيته المسجلة.


هذا الجزء اعتمدت صناعته بشكل كبير على تكملة أحداث الجزء الأول منه، خاصة أنه يدور في أكثر من فترة زمنية، ولكن حتى هذه اللحظة لم يتم الإعلان عن موعد طرح الفيلم بشكل رسمي ونهائي.


الفيلم من بطولة، محمد رمضان، محمد سعد، وهند صبرى، وأحمد رزق، أمينة خليل، أحمد حاتم، روبي، إخراج شريف عرفة، وتأليف عبد الرحيم كمال.


شروط صناعة الجزء الثاني من الفيلم السينمائي

وقال المؤلف محمد هشام عُبيّه، إنّ ظاهرة الأجزاء في الأفلام هي ظاهرة عالمية، متابعًا: «أعتقد أنها بنسبة كبيرة صحية، فمن حق صناع الفيلم_مؤلف أو مخرج_ أن يستغلوا نجاح الجزء الأول، سواء كان متوقعًا ومرتبًا له أم لا، وأن يستثمروا هذا النجاح في أجزاء أخرى، خاصة إذا كانت الشخصيات تسمح بذلك من خلال الجزء».


وأضاف لـ«النبأ»: «الشرط المهم ألا يكون السماح بجزء ثانٍ مجرد ملء أحداث، وبالتالي إذا كان هذا المشروع تم التخطيط له منذ البداية، برؤية صناع الفيلم (مؤلف، مخرج، ممثلون) والذين يرون أن الجزء الأول غير كافٍ لهم لسرد أحداث ما يريدون توصيله للجمهور من خلال جزء واحد فقط من الفيلم، مثلما حدث في فيلم الكنز).


وتابع: «كان واضحًا من البداية توقع جزء ثانٍ لفيلم الكنز لأنه من الصعب سرد كل تلك الأحداث في جزء واحد فقط، وخاصة لأن أحداث الفيلم تدور في أكثر من زمن».


وأكمل: «أما الأفلام التي يظهر لها جزء ثانٍ بعد نجاح الأول بشكل غير متوقع، مثل: الجزيرة، ولاد رزق، والفيل الأزرق، فهذا أمر مشروع؛ خاصة أن الثلاثة أفلام توفرت لديهم القماشة التي تسمح بجزء ثانٍ؛ لأن النهاية كانت مفتوحة بشكل أو بآخر، ونجاحها من عدمه، يكون على حسب كل فيلم، فلا يكون الجزء الثاني للفيلم (بطبيعة الحال) مثل الأول من حيث الجودة».


وأردف: «أحيانا يكون الجزء الثاني على نفس المستوى، وأرى بعد رؤيتي للجزيرة 1 و2، أن الثاني كان قويًا بما يكفي؛ للوقوف في مستوى تقييم جيد جدا مع الجزء الأول، لأن العملين جيدان، وكانا استثمارا جيدًا جدا لمسألة الأجزاء».


متابعا: «لن أستطيع الحكم على فيلمى ولاد رزق 2، والفيل الأزرق 2؛ لعدم رؤيتي لهما حتى الآن، لكنها إجمالا ظاهرة مفيدة، إذا تم استغلالها بطريقة فنية جيدة، بل بالعكس، أرى أن السينما المصرية لا يتوفر بها استثمار سلسلة الأفلام بطريقة منتظمة مثل السينمات الأمريكية، التي يعرف لها أن للفيلم سلسلة أجزاء، وليس جزءًا ثانيًا فقط». 


موضحا أن ما حدث في فيلم "عمر وسلمى"، كان استثمارًا بعد نجاح الجزء الأول منه، فقاموا بصنع باقي أجزائه، ومسألة تقييمه الفني خضعت للآراء وأرى أن مسألة الأجزاء السينمائية في مصر تحتاج نوعية معينة من السينما، مصر بحاجة لها، والتي يقوم فيها البطل بسلسلة مغامرات ما، سواء كانت نفسية، أو أكشن، أو بوليسية، كأفلام جيمس بوند في الخارج، وهذا لم يحدث فى مصر حتى الآن كما حصل في سلسلة أفلام "مستر إكس" في الخمسينات، لفؤاد المهندس، فالبرغم من كونها بوليسية كوميدية لكنها حدثت بالفعل، ولم تتكرر، أن تقوم شخصية بأجزاء في فيلم مصري حديث، باستثناء ولاد رزق».


واختتم «عُبيّه» حديثه بأن ظاهرة الأجزاء هي صحية، ومفيدة للسينما ولصناعها، بشرط أن لا يكون استغلال نجاح الجزء الأول تجاريا هو الهدف الوحيد منها، وأن يتوفر المفيد والجديد لدى صناع الفيلم في باقي أجزائه، ولا يكون مجرد استغلال لنجاح الجزء الأول.


ظاهرة الجزء الثانى ليست فقرًا في خيال المؤلف

من ناحيتها، قالت الناقدة ماجدة خير الله، إنّ عمل جزء ثانٍ من أي عمل فني ناجح ليس شرطا أن يكون امتدادًا لقصة الجزء الأول منه، لكنها غالبا تكون مختلفة بعض الشيء، مع اعتبار أنها تحمل نفس تركيبة العمل، كالأبطال المشاركين وفريق العمل كاملا.


وأوضحت "خير الله" أن هناك الكثير من الأفلام الأجنبية، سواء في الدراما أو السينما، تحقق نجاحا كبيرا عند طرحها على أكثر من جزء، ولا يشترط أن يكون الأول منها حظي بالنجاح المطلوب، لكي يقوم أبطال العمل بتقديم أجزاء أخرى منه، كما حدث بفيلم "الكنز"، فبالرغم من أن الجزء الأول لم يحقق النجاح المطلوب منه، ولكن نهايته المفتوحة تجبر فريق العمل على صناعة جزء ثاني منه.


وتابعت «خير الله»، "لا يعتبر تقديم جزء ثانٍ من العمل الفني، فقرًا لدى المؤلف في إيجاد أفكار جديدة؛ بل هو يطمح في الحصول على النجاح الذي سبق وحققه في الجزء الأول من الفيلم، رغم خوفه من الخسارة التي تكون لها نسبة كبيرة في التوقع».


هذا شرط نجاح «التجربة الثانية»

وأكد الناقد الفني طارق الشناوي، في تصريحات سابقة له أنه يتوفر في موسم عيد الأضحى المقبل، الكثير من الأفلام التي ترفع شعار الجزء الثاني، ما يهدد الجمهور بالخطر، لأنه بطبيعة الحال يريد الجمهور مشاهدة كل ما هو جديد ومختلف، لأن الجزء الثاني دائمًا يكون امتدادًا للأول الذي حقق نجاحًا كبيرًا.


وقال «الشناوي»: «دائمًا يكون الجزء الثاني شبيهًا لقصة الجزء الأول، وليس شرطا أن يحقق نفس النجاح، مع احتمالية سقوطه، أو عدم تحقيقه الإيرادات المطلوبة، ومن الجائز أيضًا أن يحقق نفس نجاح الجزء الأول، ومن الممكن أن تكون القصة مختلفة تمامًا عن الجزء الأول، ولكنها تحمل نفس تركيبة الشخصيات، لذلك يكون نجاح الجزء الثاني متوقفًا على مدى قابلية الجمهور لذلك».


وأوضح أنه ليس من المستحب صناعة جزء ثانٍ من العمل بعدما لم يحقق الأول منه النجاح المطلوب، مثل فيلم «الكنز»، وفي الغالب هنا يكون المؤلف لديه فقر في صناعة القصة.