رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«النبأ» تحقق في جريمة قتل مرشح برلماني سابق داخل شقته بدار السلام

محرر النبأ مع شهود
محرر النبأ مع شهود العيان


في شقة بالطابق السادس بالعقار رقم «5» بشارع محمود حسن حمودة المتفرع من المعهد الديني بمنطقة «أندريا» بدار السلام جنوب القاهرة، كان يعيش دكتور جامعي، والمعروف عنه بين السكان وأهالي المنطقة أنه أعزب، لكن زوجة البواب شاهدت فتيات تصعد إلى شقته أكثر من مرة، وأيضًا تردد بعض أصدقائه عليه من وقت إلى آخر، يبدو عليه أنه كان يسلك طريقًا «مش بطال»، وتأكد كل ذلك بعد العثور على جثته مقتولًا داخل مسكنه، وتبين من تحريات المباحث أن صديقا له وربة منزل وراء مقتله بقصد السرقة، وتم ضبطهما.



انتقل محررو «النبأ» إلى مكان الحادث للوقوف على ملابسات الجريمة ومدى علاقات الدكتور بسكان المنطقة، فضلًا عن أن القتيل كان مرشحًا لمجلس النواب عام 2015 عن دائرة أطفيح بالجيزة.

يقول السيد عيد طه، بواب العمارة إن الدكتور «عمرو. م. ع. ج»، كان مستأجر الشقة من مالكها، يعمل بالخارج منذ عامين، مضيفًا أنه صعد له أكثر من مرة لمطالبته بأجر صيانة الأسانسير فكان يرفض دفع الفلوس، حتى أبلغ مالك العمارة وتحدث معه وبعدها بدأ دفع الفلوس.


ويضيف البواب لـ«النبأ» أن زوجته أخبرته بأنها شاهدت أكثر من مرة صعود فتيات إلى شقة الدكتور، وأنه أبلغ أحد السكان بذلك، وعند مواجهة الدكتور أخبرهم بأن إحدى صديقاته تتردد عليه لتنظيف شقته، وكان يعتمد على «أكل الدليفري» من إحدى المطاعم الشهيرة بالمنطقة، مؤكدًا أن عامل الدليفري كان يحضر له «طلب» يأكل «4» أفراد في أحيان كثيرة، لأنه كان معتادا على السهرات داخل شقته مع أصدقائه.

وتابع: «قبل الحادث بأسبوع حضر شقيق الدكتور وأخبره بأن الدكتور عمرو يذهب إليهم كل أسبوع، لكنه لم يأت هذا الأسبوع، الأمر الذي زاد قلقه عليه ودفعه للحضور من بلدته بأطفيح للسؤال عنه بمسكنه بدار السلام، وأنه اتصل على هاتفه المحمول أكثر من مرة لكنه وجده مغلقا، وطلب أن يكسر باب الشقة، إلا أنه – أي البواب -  رفض ذلك، وطلب منه الذهاب إلى قسم الشرطة لإحضار أمين شرطة في حالة كسر الباب».


ويكمل: «بعد ذلك عاد شقيق الدكتور إلى بلدته وبعد مرور يومين حضر مرة أخرى ومعه أقاربه وأصروا في هذه المرة على كسر باب الشقة فصعدوا إلى الشقة، وأثناء كسر الكالون بدأت الرائحة تخرج من داخل الشقة، وعندما اشتموا هذه الرائحة كسروا الباب، وعند دخولهم تبين وجود جثة الدكتور ملقى على السرير بإحدى غرف النوم، في حالة تعفن وبها عدة طعنات وضربة فوق الرأس باستخدام لوح خشبي متواجد بجوار الجثة».

ويؤكد أن الدكتور عمرو مقتول داخل الشقة منذ عدة أيام لأن الجثة حصل لها حالة انتفاخ وانفجرت، وأن حوائط الغرفة ملطخة بالدماء متابعًا: «أنا شوفت المنظر واشتممت الرائحة وما استحملتش خرجت على طول، واتصل شقيق الدكتور بقسم شرطة دار السلام وأبلغهم بالواقعة».


والتقى محررو «النبأ» بـ«محمود الطباخ» صاحب مطعم مشويات بالمنطقة، الذى قال: "إن الدكتور عمرو كان مجرد زبون عندي في المحل وكان يطلب أولدرات على طول من المحل وأحيانًا كثيرة كنت أنا اطلع بنفسي أسلم الأولدر"، مضيفًا أنه أحيانًا كان يفتح الدكتور بنفسه يستلم «الأولدر» ومرة شقيقه أو أحد أصدقائه، موضحا "لكن مشوفتش منه حاجة غلط وكان زبون كويس".

وتابع: "كان مرات كتير يطلب أولدر تحس إن عنده عزومة يطلب فيه أكل لـ(أكثر من فرد) وكنت أطلع أسلم الطلب وأرجع على الشغل لكن لم أتوقع أن تكون هذه هي النهاية وبهذه الطريقة البشعة، وده أخرة المشي البطال».

وقال مصدر لـ«النبأ» إن الدكتور الجامعي كان يتمتع بسمعة طيبة، والجميع يشهد له بحسن أخلاقه وطيبته، مضيفا أنه كان مرشحا لمجلس النواب عن دائرة أطفيح عام 2015، مضيفًا أن يقيم بالقاهرة نظرًا لعمله بكلية الزراعة، جامعة القاهرة.


كشفت تحقيقات نيابة جنوب القاهرة الكلية، عن أن الدكتور الجامعي كان يتاجر فى المواد المخدرة منذ أعوام، ويعد من أكبر مروجى المخدرات فى المنطقة، وأنه منذ 3 أشهر تعرف على أحد الشباب العاطلين يدعى «أحمد. ش»، 28 سنة ومقيم بدائرة قسم شرطة «برج العرب» بالإسكندرية، وعلم بضيق حالته المادية فطلب منه العمل معه، فاستجاب له وبدأ العمل فى نقل المخدرات وترويجها.

وقال المتهم خلال التحقيقات، إن المجنى عليه استغل حاجته للمال ودفعه للعمل معه فى تجارة المخدرات، ولم يكن يعطيه أى أموال مقابل ذلك، وكان كلما طلب منه أموالًا تهرب منه، وفى إحدى المرات أثناء تصفح الهاتف الخاص بالدكتور، عثر على صورة كنبة عليها مبلغ مالى كبير، وتعرف على مكان الصورة بأنها داخل شقة الشقة سكن الدتور.

وأضاف المتهم أمام النيابة أنه في سبيل ذلك خطط لسرقته، وتوجه إليه بحوزته أقراص «منوم» وضعه له فى العصير، استغرق بعدها الدكتور في النوم واستولى على الأموال ولهاتف المحمول وقبل هروبه، اختمرت في ذهنه فكرة التخلص منه فتوجه إلى المطبخ واستل سكينا، وسدد له طعنة نافذة في مبطقة البطن، استفاق على إثرها الدكتور وحاول مقاومته بطريقة ضعيفة، لكن المتهم باغته بضربتين متتاليتين فى نفس المكان، ثم وجه له ضربة فوق رأسه باستخدام لوح خشبي «مُلة سرير»، أرداه قتيلًا وتأكد أنه قد فارق الحياة.

وتابع: «خططت لسرقته فقط واتفقت مع صديقتى على ذلك، وهى المسئولة عن الفكرة، وهى التى أحضرت لى المنوم لوضعه فى العصير، وكانت تحرضنى على السرقة».


يذكر أن الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، كشفت غموض واقعة العثور على جثة شخص مقتول بالشقة سكنه بمنطقة دار السلام، وتبين أن عاملًا وربة منزل وراء ارتكابها، تم ضبطهما.
جاء ذلك في إطار مواصلة جهود أجهزة وزارة الداخلية لكشف ملابسات ما تبلغ لقسم شرطة دار السلام بمديرية أمن القاهرة بالعثور على جثة شخص بمسكنه بدائرة القسم، وبها عدة طعنات متفرقة، ووجود بعثرة لمحتويات الشقة وعدم وجود متعلقاته الشخصية.

وأمر اللواء محمد منصور مساعد وزير الداخلية، مدير أمن القاهرة بتشكيل فريق بحث جنائى من قطاع الأمن العام بالاشتراك مع الإدارة العامة لمباحث القاهرة، توصلت جهوده إلى أن وراء ارتكاب الواقعة (عامل 28 سنة، مُقيم بدائرة قسم شرطة برج العرب بمحافظة الإسكندرية، سبق اتهامه فى قضية «تبديد» ومحكوم عليه فيها بالحبس 3 أشهر).

وعقب تقنين الإجراءات بالتنسيق مع إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن الإسكندرية تم ضبط المتهم المذكور، وعثر بحوزته على (25 جرام لمخدر الحشيش).

وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة بالاشتراك مع (ربة منزل، مقيمة بدائرة قسم شرطة عين شمس، سبق اتهامها فى إحدى القضايا)، بدافع السرقة، وأقر باستيلائهما على مبلغ مالي قدره 200 ألف جنيه، وهاتفه المحمول، وأضاف بسابقة تعرفه على المجنى عليه واشتراكهما فى الإتجار بالمواد المخدرة.

وتم استهداف ربة المنزل بمأمورية من ضباط وحدة مباحث القسم، أسفرت عن ضبطها، وبمواجهتها اعترفت باتفاقها مع المتهم على سرقة المجنى عليه ونفت علمها بقتله، وتم بإرشاد المتهم ضبط (مبلغ 150 ألف جنيه، هاتف المجنى عليه، مسدس صوت، و45 طلقة "قام بشرائها بمبلغ 2000 جنيه من متحصلات الواقعة).

كما أرشد المتهم عن مبلغ 36 ألف جنيه لدى أحد الأشخاص مُقيم بالإسكندرية أمكن ضبطه، وبمواجهته اعترف بتحصله منه على المبلغ لمشاركته فى إحدى المشاريع بالإسكندرية، ونفى علمه بأنه من متحصلات تلك الواقعة.

وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات والتي أمرت بحبسهم على ذمة التحقيقات.

وأمرت نيابة جنوب القاهرة الكلية، بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات، والتحفظ على كاميرات المراقبة الموجود بمحيط الواقعة لفحصها وتفريغها وإعداد تقرير بها، وطلبت استعجال تقرير الصفة التشريحية لبيان سبب الوفاة وكيفية حدوثها.