رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

خطة المخابرات الأمريكية لإعطاء الإخوان «قبلة الحياة»

شعار الإخوان
شعار الإخوان


أطلق القيادي الإخواني الهارب الدكتور أشرف عبد الغفار مبادرة «النداء الأخير» في محاولة منه لإنقاذ «الجماعة» من الخلافات التي تعرضت لها في الآونة الأخيرة.


وقال «عبد الغفار» في مقطع الفيديو الذي نشره على حسابه في فيسبوك: يقول الله تعالي في كتابه الكريم «لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ، وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا».


واعترف القيادي الإخواني الهارب، بأن الجماعة قد مرت، ومازالت تمر بأكبر زلزال وأقسى محنة في تاريخها، ولا يمكن لعاقل أحب الجماعة وعاش فيها أغلب عمره ورسمت له من خلالها حياته أن يقف متفرجًا وهو يشاهدها علي هذا الحال ولا يسعى لإخراجها من كبوتها وإنقاذها من أعدائها وهو أمر يشغلني وأظنه يشغل كل مخلص ليل نهار.


وأكد الإخواني الهارب، أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال القبول بالوضع الراهن ولا يقبل مسلم صادق أن تظل أحوال أمتنا تسير من سيئ إلى أسوأ وأن يعمل أعدائنا لإفقاد أمتنا هويتها، وليعلم القاصي والداني أن قوة إخوان مصر هي قوة للحق في مصر كما هي قوة لكل إخوان العالم ومن ثم الأمة الإسلامية كافة والعكس بالعكس.


وزعم «عبد الغفار» أنّ شبابًا إسلاميين ومن غير الإخوان، تحدثوا إليه بأننا في جماعة الإخوان نطالب بوحدة الأمة وأستاذية العالم وقيادة البشرية في الوقت الذي لم يستطع إخوان القٌطر الواحد الاتحاد بعد فرقة وقالوا: "لمَ تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون".


واستطرد القيادي الإخواني الهارب قائلا: وبعد تفكير عميق وإحساس بالمسؤولية تجاه أمتنا، وإدراكًا أن ما بُني في سنوات لخدمة الإسلام لا يصح هدمه أو تجاوزه أو عدم السعى من أجله، وبعد نقاشات مطولة ومطالبات من إخوة كرام وجدت أن نقوم بهذا العمل، ألا وهو محاولة رأب الصدع الذي أصاب جماعتنا ومحاولة العودة إلى اللحمة القديمة التي جعلت الإخوان مثالا وجماعة يفخر بها الأحباء ويخشى منها الأعداء.


وعن بنود المبادرة فقد أجملها عبد الغفار قائلا:  ترك الماضي خلفنا من خلافات ومشاحنات، عودة الإخوان إلي كيان موحد والاجتماع على موقف موحد ورؤية موحدة وإستراتيجية موحدة قائمة على ثوابت الإسلام ولا ثوابت غير ثوابت الإسلام، الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله في مواجهة ما أصاب أمتنا، أية خلافات في أثناء الاتفاق ترد إلى الله ورسوله "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليما"، الاتفاق على وضع يعود فيه الجميع للعمل والمشاركة بلا إقصاء ولا تهميش، الاستعانة بالثقات والعلماء سواء من داخل الجماعة أو من خارجها لإعادة اللحمة التي هي من مصادر قوتنا وتفويت الفرصة على أعداء الأمة في بث الخلاف والشقاق.


واختتم حديثه قائلا: أدعو كل صاحب قلب سليم وعقل راجح، سواء كان من داخل الإخوان أو من محبيها أو من المخلصين بصفة عامة، أن يعاون في إتمام هذا الأمر بكل الطرق الممكنة والوسائل المتاحة فالوقت الآن ليس في صالحنا.


وأضاف أحسب أن أحدًا لا يمكنه أن يرفض وحدة الجماعة ومن ثم يرفض وحدة الأمة على قيم الإسلام الصحيح ومما يشجع أن كل أطراف الخلاف قد ذهبت في تصريحاتها إلي الاستعداد التام والسعي المخلص للم الشمل واجتماع الفرقاء، أما من يرفض مصالحة على مسار الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله منهجًا، فقد خالف منهجنا ولم يسع لتقوية أمتنا أمام أعدائها المتربصين بها وحسابه على الله.


ويقول الشيخ أحمد صبح، زعيم المنشقين عن «الجماعة الإسلامية»، إن مشكلة جماعة الإخوان والجماعات الإسلامية الأخرى هي أنها تجعل الرأي دينا، مؤكدا أن عجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء، والجماعة لن تعود مرة أخرى كما كانت في السابق.


وتابع: المبادرة الحقيقية هي أن تعترف الجماعة بأخطائها وأن تجلد ذاتها، وأن تعلم أنها فصيل وطني من فصائل الشعب الذي يندرج تحت مظلة الدولة الوطنية وأن تؤمن بالأمر الواقع، وأن تتخلى عن فكرة أن تصبح دولة داخل الدولة، وأن تتخلى عن فكرة أنها هي النظام المؤمن وغيرها نظام كافر، وأن تعود لفقه التغلب الذي كانت تقوم بتدريسه لأنصارها، وتعترف بولاية الحاكم صاحب الشوكة وصاحب القوة الذي إذا ملك البلاد فلابد من أن تعقد له الولاية من الجميع.


وأضاف «صبح» أن المبادرة الحقيقية هي أن تعترف الجماعة بأخطائها، وأن تمارس العمل السياسي تحت المظلة الوطنية وتحت الدستور المصري القائم، مؤكدا أنّ هذه المبادرة هي حرث في البحر، لأنه لا يوجد جماعة غلبت دولة، مشيرا إلى أن ما تمر به الجماعة الآن أسوأ مما مرت به أيام الرئيس جمال عبد الناصر، لأنه أيام عبد الناصر لم تصل لسدة الحكم ولم يجربها الشعب، الشعب الآن أصبح لا يريد وصول أحد من الإسلاميين للحكم، الشعب المصري لا يريد العودة لحقبة الجماعات الإسلامية لأنه جربها، فهي التي هدمت العراق وسوريا وليبيا وتسعى لهدم مصر، عدو هذه الجماعات هو الشعب.


واستكمل: هذه المبادرة هي عمل مخابراتي جديد لهدم الدول الوطنية وقتل أهل السنة وتفريغ الإسلام من داخله، لافتا إلى أن حديث الجماعة عن أنها تسعى لأستاذية العالم كلام باطل يخالفه الواقع ولا يؤيده المنطق ولا يقف على ساق ولا يستوي على قدم، وهو كلام حق يراد به باطل، فالله سبحانه وتعالى هو الذي يحفظ دينه، والله هو الذي تكفل بإظهار الدين وحفظه وليست الجماعات الإسلامية، الأستاذية لن تكون إلا لهذا الدين الخاتم بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم وبفهم صحابته وبترك هذه التشرذمات من شيعة وخوارج ومعتزلة وصوفية وجماعات.


من ناحيته، يقول الشيخ نبيل نعيم، القيادي السابق في تنظيم الجهاد الإسلامي، إنّ أشرف عبد الغفار وابنته التي تعمل في منظمة «هيومن رايتس ووتش» عملاء للمخابرات الأمريكية، مشيرا إلى أن هذه المبادرة هي مبادرة أمريكية الهدف منها إحياء جماعة الإخوان داخل مصر وعودتهم للعمل السياسي مرة أخرى، بعد أن فشلوا في كل الدول العربية، مشيرا إلى أن عودة الجماعة للعمل السياسي في مصر هو مطلب أمريكي، وبالتالي هذه المبادرة هي محاولة لإحياء الإخوان عن طريق المخابرات الأمريكية، وهي مبادرة أمريكية تطلق على لسان أشرف عبد الغفار لمحاولة إعادة الإخوان للحياة السياسية مرة أخرى داخل مصر.


وأضاف «نعيم» أن الجماعة عظمة طرية، لذلك هي تلجأ عبر تاريخها إلى عمل إصلاحات ومراجعات من أجل إخراج قياداتها من السجون، كما حدث في عهد الرئيس السابق جمال عبد الناصر، مشيرا إلى أن الجماعة تعمل ضمن المحفل الماسوني ولها أهداف خبيثة، مؤكدا أن الجماعة تعيش الآن أسوأ فتراتها على الإطلاق، فهي منقسمة ومتشرذمة وضعيفة، وعلى الدولة أن تستغل هذا الانقسام وهذا التشرذم وهذا الضعف داخل الجماعة، وأن توجه لها المزيد من الضربات، وأن تزيد من تمزق هذه الجماعة وتفتتها حتى للقضاء عليها بشكل نهائي؛ حتى لا يتم تصدير وترحيل هذا المشكلة للأجيال القادمة مثلما حدث في عهد حسني مبارك.


وأكد «نعيم» أنّ الجماعة موجودة وبمجرد أن تحصل على فرصة للعودة ستعود لأن لديها إمكانيات مادية ولديها كوادر يمكن تجميعهم في أي وقت، وبالتالي الجماعة لم تنتهِ ولكنها تفتت وعلى الدولة أن تعمل على المزيد من هذا التفتت.


وكشف الباحث في شؤون تيارات الإسلام السياسي، عمرو فاروق، أن مبادرة «النداء الأخير» التي طرحت الأيام الماضية بالتنسيق مع عناصر إخوانية محسوبة على المكتب العام للإخوان، وهي الجبهة المنشقة عن جبهة الدكتور محمود عزت القائم حاليا بأعمال المرشد، تحمل عدة رسائل.


وقال «فاروق» لـ«النبأ» إن جبهة المكتب العام، أو الجبهة الشبابية، تحاول أن تقدم نفسها كتيار سياسي بديل لـ«جماعة الإخوان»، وأنها قادرة على الدخول في تفاوض مع الأجهزة الأمنية المصرية للوصول لإنهاء الأزمة القائمة بين الإخوان والنظام.


وأوضح «فاروق» أن جماعة الإخوان عقب وفاة مرسي لم يعد لديهم ما يطرحونه أمام كفلائهم في الخارج، إذ سقط صنم الشرعية، الذي تاجروا به كثيرا، ومن هنا فإن الجماعة أمام سيناريو جديد خلال المرحلة الراهنة، وهو ضرورة الدخول في خضم التحالفات السياسية لاسيما تيار اليسار المصري الذي ينتهز تلك التصعيدات ليكون في مقدمة المشهد بعيدا عن أي حسابات أخرى.


وأكد «فاروق» أن ثمة شواهد تشير إلى وجود خلافات حادة داخل الإخوان، من جهة وبين الإخوان وحلفائهم في الخارج، بسبب السيناريوهات المقترحة، ومحاولة توظيف «جبهة الشباب» المنقلبة على محمود عزت ورجاله.


وأضاف «فاروق» أن من ضمن هذه الشواهد هو بيان المكتب العام، الذي أكد على فكرة تحويل الإخوان لجماعة ضغط سياسي داخل المجتمع دون أن يكون لها مطامع في المنافسة السياسية، أو في الوصول للسلطة مرة أخرى، ثانيها، نشر شائعة وفاة محمود عزت، ثالثها، إعلان عبود الزمر، التوافق بينه وبين جبهة "المكتب العام"، للدخول في مفاوضات سياسية مع النظام، تقضي بالإفراج عن نساء الإخوان، والمرضى والعواجيز.


وأوضح «فاروق» أنّ هذه الخطوات تهدف لتمرير الإخوان مرة أخرى داخل المجتمع وفقا للرؤية التي طرحها ياسين أقطاب، مستشار الرئيس التركي رجب أردوغان، من ضرورة تخلي الجماعة عن الإطار التنظيمي، والتحول إلى تيار فكري سائل داخل المجتمع يمتلك مجموعة من المؤسسات والكيانات الاجتماعية والاقتصادية، إذ أصبح التنظيم عبئا على الجماع نفسها، ويسهل استهدافه من الأجهزة الأمنية.


وأكد فاروق، أن القيادة التاريخية بزعامة محمود عزت رفضت هذا السيناريو، نهائيا واعتبرت أن التنظيم يمثلها، ويمكنها التحكم في المشهد سياسيا واجتماعيا عكس التيار السائل الذي من خلالها يصعب التحكم في سلوكيات الأفراد، إضافة إلى أنه يجعل لها ثقلا سياسيا أمام دوائر صنع القرار في الغرب بشكل عام.


وأوضح فاروق، أن الأجهزة الأمنية المصرية لن تقبل بهذه المبادرات لكونها تنم عن برجماتية ومنفعة خاصة تخدم التنظيم وفقا ضوابط سياسية مشروطة.


وحول إذا كانت هذه المبادرة تضمنت مراجعات فكرية لمن هم داخل السجون، أكد الباحث في شؤون تيارات الإسلام السياسي، أن المبادرة لم تتحدث عن مراجعات فكرية، متابعًا: «الإخوان مش هتعمل مراجعات فكرية نهائيا، أي مراجعات هتم هتكون بين العناصر الداعشية او العناصر المتورطة في أعمال عنف، وأي مراجعات هتكون بشكل فردي وشخصي، زي مراجعات إخوان الفيوم لأنها الوحيدة التي تطرقت لأدبيات للجماعة، لكن أي مبادرة تطرح تكون من باب التفاوض السياسي فقط».


من ناحيته، قال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن مبادرة «النداء الأخير» لا يمكن الاستماع إليها أو الاستجابة إليها، موضحا بالقول: «الإخوان يتنفسون الكذب والغرض من هذه المبادرة هو التمكين والتمهيد للصلح والإفراج عن الإخوان ولكن لم يتم التفاوض في دم الشهداء».


وأشار إلى أنه لا يمكن لهؤلاء الخروج من السجون بسبب المرض أو خلافه، لأننا في دولة قانون، وإذا كانت نيتهم بالفعل حسنة كانوا على الأقل توقفوا عن العمليات الإرهابية التي يقومون بها باستمرار، ولكن هذا لم يحدث، مؤكدًا أن النظام الحالي لمصر لا يسمح بالتهاون في حقه أو التصالح مع هؤلاء الجماعة التي تتنفس الكذب.