رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تصاعد أزمة «مخطط المخابرات البحرينية السري» بين الدوحة والمنامة

النبأ

ما زالت ردود الفعل البحرينية على الحلقة التي بثتها قناة الجزيرة خلال برنامج «ما خفى أعظم»، حول أحداث البحرين والحراك الذي شهدته بعض المناطق البحرينية، تتواصل.

حيث رأى وزير خارجية البحرين أن برنامج "ما خفي أعظم" الذي بثته قناة الجزيرة القطرية الأحد، حلقة جديدة من "تآمر دولة مارقة على مملكة البحرين"، وفقا للخارجية البحرينية.

وقال الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة: "برنامج (ما خفي أعظم) والذي بثته قناة الجزيرة  وما حمله من أكاذيب واضحة ومغالطات فجة، ما هو إلا حلقة جديدة من سلسلة تآمر من دولة مارقة ضد مملكة البحرين وضد أمن واستقرار المنطقة بأسرها".

وأشار وزير الخارجية البحريني أن قطر تشكل الخطر الأكبر على دول مجلس التعاون الخليجي، لافتا إلى أنها تحاول ضرب وحدة صفه وزرع الفتنة بين دوله.

وشدد الشيخ خالد بن أحمد على "ضرورة أن تعمل دول مجلس التعاون على مواجهة تلك الممارسات والأعمال العدائية لهذه الدولة وتصرفاتها غير المسؤولة، واتخاذ كافة الإجراءات الحازمة التي تضمن ردعها، وإلزامها بالتجاوب وبكل شفافية مع المطالب العادلة للدول المقاطعة لها وتنفيذ ما وقعت عليه من اتفاقات، ليستمر مجلس التعاون ويحافظ على منجزاته ويحقق المزيد من التنمية والازدهار والتقدم لصالح دوله وشعوبه".

كما صرح مصدر مسؤول في وزارة شؤون الإعلام البحرينية، بأن أسلوب البرنامج الذي بثته الجزيرة "إرهابي يحث على الكراهية ويحرض على الفرقة وشق الصف الوطني"، لافتا إلى أن قطر "دولة مارقة وإرهابية بالقول والفعل"، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء البحرين الرسمية.

وتبرأت عائلة البلوشي البحرينية من أحد أفرادها لظهوره في برنامج "ماخفي كان أعظم" على قناة "الجزيرة" القطرية، الذي أثار منذ أيام جدلا كبيرا في المملكة البحرينية.

وأصدرت عائلة البلوشي أمس الاثنين بيانا ردا على ما جاء على لسان أحد أفرادها المدعو "هشام هلال البلوشي" من "شهادة ملفقة" قدمها في البرنامج الذي "تضمن الكثير من التلفيقات والتسجيلات المفبركة لمهاجمة البحرين"، بحسب وكالة الأنباء البحرينية.

وذكر البيان أن هشام توفي في وقت سابق، وأنه "خائن لوطنه وأهله"، مؤكدا على "ولاء العائلة لقيادة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين، وانتمائها واعتزازها الوطني وتمسكها بالثوابت والقيم الوطنية".

وعلّقت قناة الجزيرة على بيان مجلسي الشورى والنواب في البحرين، بالقول “يبدو أن السلطات بالمملكة البحرينية اختارت سياسة أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم، فاستبقت عرض البرنامج بمهاجمة دولة قطر تارة والجزيرة وما خفي أعظم تارة أخرى”.

مخطط سري

وكانت قناة الجزيرة قد بثت حلقة من برنامج «ما خفي أعظم»، تحدث عن "مخطط سري نسقته المخابرات البحرينية عام 2003 مع قيادات تولت تجنيدها في تنظيم القاعدة بهدف اغتيال معارضين بارزين". وبث البرنامج تسجيلات سرية تتضمن شهادات لمنفذي المخطط الذي "وُضع بتكليف مباشر من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة"، بحسب قناة "الجزيرة".

وكشف البرنامج، عن تسجيلات قال إنها سرية، توثق تواصل الأمن البحريني مع تنظيم القاعدة للتنسيق بشأن استهداف المعارضة البحرينية.

واستعرض التحقيق، شهادات حية وتسجيلات تعود لعام 2011، تكشف علاقة سرية بين المخابرات البحرينية وقيادات في “القاعدة”، لاستهداف رموز المعارضة وشيطنتها، وتنفيذ أجندة سياسية داخلياً وخارجياً.

وزعم أن ثلاثة مسؤولين في جهاز الأمن الوطني تورطوا في المخطط بتكليف مباشر من ملك البحرين، مضيفا أن “قائمة الاغتيال ضمت قياديين سياسيين في المعارضة البحرينية على رأسهم عبد الوهاب حسين”.

وعرض البرنامج أيضا، معلومات تفيد بأن ملك البحرين تدخل شخصيا لدى الرياض للإفراج عن محمد صالح قائد خلية الاغتيال.

وقال القيادي في التنظيم محمد صالح، في شهادته خلال البرنامج : “نسجل شهادتنا لتكون حمايةً لنا من جهاز الأمن الوطني البحريني، الذي قد يضحي بنا أو يلفِّق لنا أي تهمة”.

 

وأضاف صالح : “اتصلت بي قوات أمن الدولة وأعلموني أن الملك يريد مني أن أواجه الرافضة والشيعة، وتنفيذ اغتيالات ضد قيادات المعارضة، وأبرزهم عبد الوهاب حسين، ورموز الشيعة”.

كما زعم ” أنه أُعطي الضوء الأخضر لتنفيذ الاغتيالات من خلال التواصل مع قيادات “القاعدة” في المملكة العربية السعودية، لجلب الأسلحة، مشيراً إلى أنه تم إلقاء القبض عليه على الجسر بين الرياض والمنامة، وتم التحقيق معه في سبب جلب الأسلحة.

وزعم أنه “عاد إلى البحرين بعد إطلاق سراحه من السعودية، وكان في استقباله ملك البحرين شخصياً، ووعده بالتعويض عن الظلم الذي وقع عليه خلال اعتقاله بالسعودية”.

كما نقل البرنامج عن ضابط مخابرات أمريكي سابق يدعى جون كارياكو، شهادته، حيث قال إن “الحكومة البحرينية استسهلت مطالب الجماهير وراهنت على ضرب الشارع السني بالشارع الشيعي، لكنها فشلت في ذلك”.

وزعم: “وجدنا في مذكرات المدعو “أبوزبيده” أسماء ثلاث شخصيات من الأسرة الحاكمة في السعودية، وعندما اتصلت بالمسؤولين في الرياض اختفى أصحاب هذه الأسماء ووجدوا مقتولين في الصحراء”.

وزعم الضابط الأمريكي السابق: “عندما اعتقلنا (أبو زبيدة) في 22 مارس 2002 -وهو وفق تقرير سابق لـ(الجزيرة) كان الرجل الثالث في تنظيم القاعدة وقت اعتقاله على خلفية هجمات 11 سبتمبر- وجدت معه دفتر مذكرات، وبعد فحصها عثرت بها على أرقام هواتف، من ضمنها أرقام لشخصيات من الأسرة الحاكمة في السعودية، فأرسلت التفاصيل في رسالة سرية إلى مقر الاستخبارات المركزية”.

وأضاف: “خلال أسابيع قليلة قُتل أحد الثلاثة في حادث سيارة وسط الصحراء، والثاني ذهب للتخييم بالصحراء ومات عطشاً، والثالث اختفى ولم يره أحد بعدها”.

كما نقل البرنامج إفادة صلاح البندر المستشار الأمني في الديوان الملكي البحريني قوله: “استطعت تسريب تقرير ” البندر” لأنني أملك الجنسية البريطانية، وأهم الملفات، كان المخطط الهيكلي لعزل الشيعة عن السنة والتمويل كان من الديوان الملكي نفسه”.

وزعم البرنامج بأن “البحريني هشام البلوشي أرسلته البحرين إلى إيران للتجسس والتنسيق مع تنظيم جند الله المعارض للنظام هناك، وتصوير الموانئ العسكرية الايرانية، وقال: ساومني الأمن البحريني للتعاون معهم مقابل الإفراج عن أخي جمال المسجون في المملكة”.

وزعم أن “هشام البلوشي الجاسوس البحريني قال: هربت من إيران إلى باكستان بعد انكشاف أمري وطلبت من سفارتنا مساعدتي للعودة، ولكنهم رفضوا ذلك وبقيت في باكستان مطاردا لمدة عامين”.

وقال البلوشي: “فور عودتي إلى البحرين سألوني كم قتلت من الإيرانيين ثم سألوني عن احتياجات تنظيم جند الله، وقلت لهم يطلبون التمويل للاستمرار في عملياتهم ضد النظام”.

ونقل البرنامج أيضا عن جون كارياكو  قوله: “ما فعلته السلطات البحرينية من تجنيد أعضاء في جماعات متطرفة هو قصر نظر يضرها ويضرب المنطقة على المدى البعيد، ولذلك رفضنا السكوت عنها”.

ونقل أيضا عن ضابط الأمن البحريني محمد البوفلاسة زعمه: “أين المارد السني الذي تم نفخه في مواجهة الشيعة، حكومة البحرين مسحت الشيعة والسنة من المشهد السياسي هناك”.

أما المعارض البحريني سعيد الشهابي فزعم أن: “السلطة البحرينية أشعلت الطائفية من أجل الحفاظ على الحكم وتمزيق النسيج الوطني وضرب أبناء الشعب بعضهم ببعض”.

وقال المعارض البحريني جواد فيروز: “ما دفعنا للغضب الشديد في المعارضة هو مطالبة ملك البحرين بالتصويت على الدستور ثم قيامه شخصيا بإلغاء هذا الدستور”.