أسرار «إسفين» أردوغان لتشويه مصر فى «قمة العشرين»
استمرارًا لسياساته العدوانية وحقده «الدفين» ضد مصر منذ ثورة «30 يونيو» التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان المسلمين من السلطة، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتدويل قضية وفاة الرئيس المعزول محمد مرسي.
وزعم «أردوغان» أن مرسي «لم يمت بشكل طبيعي لكنه قُتل»، مطالبا بلجنة دولية تحقق في الأمر، وتعهد الرئيس التركي بأن بلاده ستفعل ما بوسعها من أجل مقاضاة السلطات المصرية في المحاكم الدولية.
وقال أردوغان: «سنتابع التطورات المتعلقة بوفاة مرسي، وسنفعل كل ما يتطلبه الأمر لمقاضاة مصر في المحاكم الدولية».
ودعا الرئيس التركي، منظمة التعاون الإسلامي إلى القيام بواجباتها حيال وفاة مرسي، مشددًا على أنه «لا بد من قيام المنظمة بما يلزم»، وأكد أنه سيطرح قضية مرسي خلال مشاركته في قمة العشرين التي ستعقد نهاية الشهر الجاري في اليابان.
وقال الرئيس التركي إنه يعتقد أن الأمم المتحدة ستبحث في ملابسات وفاة «مرسي»، وستحاسب المسؤولين عنها.
وأضاف: «أعتقد أن الأمم المتحدة التي أيدت موقف بلدنا بشأن جريمة قتل خاشقجي ستتناول موضوع وفاة مرسي وستحاسب المسؤولين عن قتله"، مضيفا: "لن نلتزم الصمت أمام قتل مرسي حتى لو بقي الغرب صامتا".
ورفضت القاهرة مزاعم وفاة مرسي بشكل غير طبيعي، وقالت إنها "لا تستند إلى أي دليل"، و"قائمة على أكاذيب ودوافع سياسية".
وأصدرت «الخارجية» بيانين متتاليين ترد فيهما على مزاعم الرئيس التركي، ويحملان هجوما حادا على سياساته.
جاء البيان الأول على لسان المتحدث باسم الخارجية أحمد حافظ، الذي اتهم ما سماه "دكتاتوريات مستبدة" تسعى نحو البقاء في السلطة باستخدام الوسائل الممكنة وتحويل بلادها إلى سجون كبيرة يتم التلاعب فيها بنتائج الانتخابات وفرض إعادتها عنوة دون سند.
وأعقب ذلك بيان آخر لوزير الخارجية سامح شكري، قال فيه إن «أردوغان يرغب في التغطية على تجاوزاته الداخلية والدخول في مهاترات عبثية لخدمة وضعه الانتخابي والعمل حصرًا نحو اختلاق المشاكل».
وأضاف شكري، في بيانه أن "الاتهام بقتل مرسي والتلويح بإثارة الأمر دوليًا يعتبر تصريحات غير مسؤولة، ولا ترقى لمستوى التعليق الجاد عليها".
وشدد الوزير على أن كلام أردوغان "المرسل الذي يملأ به خطاباته وتصريحاته لا يعكس سوى حقيقة ارتباطه العضوي بتنظيم الإخوان".
واتهم شكري الرئيس التركي بتبني فكر الإخوان الذي "اعتنقته القاعدة وداعش وغيرهما من التنظيمات الإرهابية، والذي وظف ليؤدي إلى استشراء النزاعات وإزهاق أرواح الأبرياء".
وأكد أن "هذا السلوك من جانب أردوغان ينم عن حقد دفين تجاه ما يحققه الشعب المصري وقيادته من مكتسبات ونجاحات متنامية على كافة الأصعدة"، مشددا على أن تلك التصريحات "تنطوي على افتراء واضح لا يعدو كونه مصدرا للتندر والسخرية، فالأمر برمته يضاف إلى قائمة التجاوزات الكثيرة التي لا تليق بمكانة الشعب التركي الشقيق".
وصعدت السلطات المصرية من إجراءاتها ضد تركيا عقب تعهد الرئيس التركي بمقاضاة من وصفهم بقتلة مرسي ومقاضاة السلطات المصرية دوليا، وحجبت المزيد من المواقع التركية في مصر بما في ذلك وكالة أنباء «الأناضول».
وأطلقت «حزمة» من المواقع والحسابات على مواقع التواصل تسخر من أردوغان وتهاجم تركيا بعنف.
أما بشير عبد الفتاح، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فقد وصف التراشق السياسي والإعلامي بين مصر وتركيا بـ«الحادث الموسمي المؤقت»، مؤكدا أنه «لن يستمر طويلا، وأن أيا من البلدين لا يسعى للتصعيد، وأن تصريحات الرئيس التركي ربما تستهدف فئات في الداخل التركي أكثر من توجيهها للخارج، قبيل انتخابات داخلية مقبلة».
ويرى «عبد الفتاح» أن تركيا توقفت منذ نحو عامين عن استفزاز القاهرة من خلال تصريحات أو بيانات، فيما "جاءت وفاة مرسي لتكسر القاعدة كظرف مؤقت".
ويضيف الباحث لـ«بي بي سي» أن أردوغان لجأ إلى التصعيد لإرضاء الإخوان المسلمين الموجودين بتركيا.
ويقول اللواء عبد الرافع درويش، القيادي في حزب «حماة مصر»، إن تصريحات الرئيس التركي هدفها تصدير مشاكله الداخلية إلى مصر، لاسيما بعد الضربة التي وجهتها له المعارضة بالفوز بمدينة إسطنبول في الانتخابات البلدية، مشيرا إلى أن «أردوغان» يسعى إلى عودة الامبراطورية العثمانية من جديد، لافتا إلى أن الغرب يرفض انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي بسبب سياسات أردوغان وأنه عضو في جماعة الإخوان المسلمين وكان يسعى إلى إقامة ولاية إسلامية في سيناء، كما يحاول أن يقود العالم بفكر جماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أن إسقاط الإخوان في مصر قضى على أحلام الرئيس التركي.
أما السفير جمال البيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، فقد وصف تصريحات الرئيس التركي بالهرطقة السياسية، مشيرا إلى أنها لا تستحق الرد ولا الاهتمام، مؤكدا أن أردوغان لا يستطيع تدويل قضية وفاة مرسي.
وأكد الدكتور طه على، الباحث السياسى، أنّ «أردوغان» اصطدم بكافة طوائف الشعب التركى، فأهان الجيش على الهواء بزعم مشاركة بعض جنوده في محاولة انقلاب، وشن حملة تطهير ضد مؤسسات الدولة كان آخرها وزارة الخارجية التى خسرت كبار الكفاءات الدبلوماسية، ومن قبل ذلك اصطدم باتحاد الأطباء التركي بسبب اختلاف بعض أعضائه مع سياسات أردوغان.
وتابع طه على: إن أردوغان لم يكن يعنيه شأن محمد مرسى لا من قريب ولا من بعيد سوى أنه كان بوابة يتدخل منها في شئون مصر الداخلية والسيطرة على صنع القرار فى مصر، الأمر الذي يفسر حقده وأزمته النفسية تجاه كل ما يتصل بثورة 30 يونيو، والتى حالت دون تحقيق حلم أردوغان الذى تمنى أن يصل إليه عبر محمد مرسي وجماعة الإخوان.