رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

رئيس الصين يصل كوريا الشمالية في زيارة هي الأولى منذ 14 عاما

الرئيس الصيني مع
الرئيس الصيني مع رئيس كوريا الشمالية

وصل الرئيس الصينى، شى جين بينغ، اليوم الخميس، إلى بيونغ يانغ في مستهل زيارة دولة تاريخية إلى كوريا الشمالية.

ويصحب "شي"، في الزيارة، كل من زوجته بنغ لي يوان، و دينغ شيويه شيانغ عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وعضو أمانة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ومدير المكتب العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ويانغ جيه تشي عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ومدير مكتب لجنة الشئون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ووانغ يي عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية، وخه لي فنغ نائب رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني ورئيس لجنة الدولة للتنمية والإصلاح.

وستكون هذه هي أول زيارة يقوم بها الزعيم الأعلى للحزب الشيوعي الصيني، والرئيس الصيني إلى كوريا الديمقراطية، منذ 14 عاما وأول زيارة أيضا يقوم بها الأمين العام شي إلى البلاد منذ المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني في 201.

وكان الرئيس الصيني، أكد أمس الأربعاء، في مقالة موقعة باسمه نشرت في وسائل الإعلام الرسمية في الجارة الشرقية على موقف الصين الثابت ببناء علاقات وثيقة مع كوريا الشمالية، وأكد مجددا دعم بكين لبيونغ يانغ في السعي من أجل التسوية السياسية للقضية النووية لشبه الجزيرة الكورية.

وتأتي الزيارة وسط توترات تجارية بين الصين والولايات المتحدة وفشل قمة أخيرة عقدت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ اون في هانوي فيتنام.

وقال "شي"، في مقالته قبيل زيارته التي تستمر ليومين، إنه بغض النظر عن تغير الوضع الدولي، فإن الموقف الثابت للحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية من توطيد وتطوير علاقات الصداقة والتعاون مع كوريا الشمالية لم ولن يتغير.

وتأتى زيارة شي تلبية لدعوة من الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، حيث أعلنت الصين أنها ستدعم كيم بحزم في قيادة الحزب وشعب كوريا الشمالية في تنفيذ استراتيجية وطنية جديدة والتركيز أكثر على النمو الاقتصادي وسبل العيش الأفضل لضمان تحقيق المزيد من الإنجازات في البناء الاشتراكي في البلاد.

وبشأن القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية، قال "شي"، إن كلا البلدين وشعبيهما يواجهان مصاعب ويقدران قيمة السلام تقديرا كبيرا، مشيرا إلى أن التسوية السياسية للقضية واجهت فرصة تاريخية تم تحقيقها بشق الأنفس، ونالت استحسانا عالميا من قبل المجتمع الدولي وأيضا تلبية لتوقعاته.

وأضاف "شي"، أن دفع عملية التسوية السياسية وحماية السلام والاستقرار في شبه الجزيرة يتوافق مع الاحتياجات الإنمائية للبلدين والمصالح المشتركة للشعبين.

في الوقت نفسه، قال الرئيس الصيني، إن بكين تدعم الحوار لمعالجة المخاوف المشروعة لبيونغ يانغ، مشيرا إلى أن الصين مستعدة لتعزيز التواصل والتنسيق مع كوريا الشمالية والأطراف الأخرى المعنية والدفع المشترك؛ من أجل إحراز تقدم في المشاورات حول قضية شبه الجزيرة لتقديم إسهامات إيجابية في السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة.

كما تأتى الزيارة في الوقت الذى تحتفل فيه الصين وكوريا الديمقراطية بالذكرى السبعين لعلاقاتهما الدبلوماسية هذا العام. 

وأوضح "شي"، أن زيارته لكوريا الديمقراطية في هذه اللحظة التاريخية تهدف إلى مواصلة الصداقة التقليدية والدخول في فصل جديد من العلاقات الثنائية، وحث الدولتين على تكثيف الاتصالات الاستراتيجية، ومواصلة التقاليد الرفيعة المتمثلة في التبادلات رفيعة المستوى وتعميق التفاعل بين الأحزاب والتعلم المتبادل في إدارة الدولة وتوسيع التعاون العملي في جميع المجالات.

ولفت "شي"، إلى أنه يريد استغلال الزيارة للعمل مع كيم ورفاقه الآخرين من كوريا الديمقراطية لرسم خطط للتعاون الثنائي وكتابة فصل جديد في الصداقة التقليدية بين البلدين.

ويعتبر نشر مقالات موقعة في صحيفة محلية رئيسية أمر روتيني قبل زيارة القادة الصينيين لبلد ما، ويرتبط البلدان بعلاقة خاصة أكثر وتعتبر الصين التى وقفت دائما إلى جانب استقلال كوريا الشمالية في المحاربة من أجل تحررها الوطني صديقا موثوقا وجدير بالثقة لكوريا الشمالية.

ورغم التباعد في موقف البلدين من الأزمة النووية في السنوات القليلة الماضية، لا توجد اختلافات مع كوريا الشمالية وازداد التوافق بينهما خاصة بعدما قررت الأخيرة التركيز على التنمية الاقتصادية بدلاً من برنامجها النووي، وقد زار كيم الصين مرتين قبل زيارة شي إلى بيونغ يانغ.

ويعتقد المحللون في الصين، أن حل المخاوف الأمنية، لا سيما المخاوف الأمنية السياسية، يمثل دائماً أولوية لبيونغ يانغ، وفي الماضي كانت تعتقد في السابق أن الأسلحة النووية يمكن أن تحل تلك المخاوف بفعالية.

وأشاروا إلى أن الصين تحتاج إلى تشجيع كوريا الشمالية على الاعتقاد بأن التنمية الاقتصادية هي الحل الحقيقي للأمن، وقد اتخذ كيم قرارا صحيحًا وستدعمه الصين بشدة.

وتدرك كوريا الشمالية أن الصين هي الشريك الوحيد الموثوق الذي يمكنه أن يوفر بصدق إحساس قوي وفعال بالأمن.