رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

خطة من «6» بنود لوقف تشريد «36» ألف معلم

النبأ


تصاعدت أزمة المعلمين المؤقتين خلال الفترة الماضية، خاصةً في ظل تحركات هؤلاء المعلمين التي تكشف عن الإصرار في المضي قدمًا نحو تحقيق مطالبهم المتمثلة في تجديد العقود المؤقتة التى تقرر انتهاؤها آخر مايو الماضي، بعدما اضطر معظمهم إلى ترك أعمالهم من أجل التفرغ للقب «معلم مؤقت»، الأمر الذي ترتب عليه بطالة معظهم.


واستطاع المعلمون المؤقتون حصد مكاسب من خلال تلك التحركات، وهو ما ظهر في عشرات الاستجوابات وطلبات الإحاطة ضد وزير التربية والتعليم طارق شوقي الأمر الذي يبشر بنتائج إيجابية ويؤكد أن هناك قرارات إيجابية قريبة رغم عزم الوزارة على تنظيم مسابقة جديدة.


من جانبها ترصد «النبأ» خريطة تحركات المعلمين المؤقتين التى تكشفها خطتهم المكونة من «6» بنود، للضغط على الحكومة.


صفحات الفيس بوك والهاشتاج

دشن المعلمون المؤقتون خلال الفترة الماضية عشرات الصفحات والمجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» منها "تعاقدات التربية والتعليم 2019" و"تجديد العقود المؤقتة" وغيرها من الصفحات التى تضم الآلاف من المعلمين المؤقتين، وكذلك الهاشتاجات التي تم إطلاقها في عدد من مواقع "السوشيال ميديا" أبرزها تعيين المعلمين المؤقتين.


صفحة طارق شوقى

تبنى المعلمون المؤقتون سياسة التواصل مع وزير التربية والتعليم عبر "فيسبوك"، إذ تعمد بعضهم كتابة شكواهم ورسائلهم المطالبة بالاستجابة وحل الأزمة في تعليقاتهم على منشورات طارق شوقي عبر صفحته التى تضم عشرات الآلاف من المتابعين.


الوقفات الاحتجاجية

في محاولة أخرى للتصعيد، دعا عدد من المعلمين إلى تنظيم وقفات احتجاجية أمام وزارة التربية والتعليم وكذلك أمام المديريات التابعة لكل محافظة، من أجل الضغط على الوزير ولكن هذه الدعوات لم تلق قبولا كبيرا في أوساط المعلمين المؤقتين إذ اعتبرها البعض تحريضية تستهدف إحداث الوقيعة بين الحكومة والمعلمين خاصة في ظل المكاسب التى حصدها المعلمون وتعاطف الكثيرين معهم.


دق أبواب البرلمان

حقق هذا المسار مكسبا كبيرا للمعلمين المؤقتين، فالمتابع على مدار الفترة الماضية سيجد أن البرلمان يشكل رقما مهما في المعادلة لصالح المعلمين، بعدما أعلن نوابه تعاطفهم معهم وحقهم في التعيين، ما دفعهم لإصدار طلبات إطاحة وبيانات عاجلة، انتهت إلى إعلان رئيس لجنة التعليم بالبرلمان عن عقد جلسة بشأن الأزمة خلال الأيام المقبلة.


جددها يا ريس

لم تقف حد الاستغاثات عند وزير التربية والتعليم طارق شوقي ولكنها وصلت إلى مطالبات بتدخل رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي وكذلك رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، فقد قام بعضهم بعمل "بانر" وجه من خلاله رسالة يناشد السيسي بالتدخل لحماية 36 ألف معلم من التشريد مزيلا بهاشتاج "جددها يا ريس".


إخلاء طرف

في محاولة أخيرة من المعلمين المؤقتين، لجأ بعضهم لتجاهل مطالب بالإمضاء على إخلاء طرف، خاصة في ظل ظهور بعض الأصوات المؤكدة بأن هناك تجديدا سيتم وإن إخلاء الطرف يعنى التنازل حقهم في التعيين.


وفي هذا السياق، قال عبد الناصر إسماعيل، رئيس ائتلاف المعلمين المستقلين، إن هذه الأزمة تكشف عن سياسة وزارة التربية والتعليم في التعامل مع المعلمين، التى تتسم بعدم الآدمية وتجاهل حقوقهم.


وأضاف «إسماعيل» لـ«النبأ» أنّ العقود المؤقتة التي كانت مدتها لمدة شهرين أشبه بعقود المناديل الورقية والتي يتم استخدامها لمرة واحدة ومن ثم إلقائها في سلة المهملات، مؤكدا حق هؤلاء المعلمين في الشعور بالأمان الوظيفي والاستقرار.


وأشار إلى أن الأزمات المادية الحالية اضطرت هؤلاء المعلمين للتقدم لهذه العقود التي تعكس في مضمونها إذعان، مبديا تخوفه من تحول العقود المؤقتة إلى سياسة خلال الفترة المقبلة بحجج عدم وجود ميزانية من أجل التنصل من جميع التزاماتها من معاشات وتأمينات.


ولفت «إسماعيل» إلى أن الحل يتمثل في الإصرار على  المطالبة بعمل عقود للتثبيت تشمل الجميع وليس المعلمين المؤقتين بمفردهم متابعا مدة الشهرين ليس كافية للتمييز، كما أنه لا يحق لهؤلاء المعلمين منع غيرهم من قصر التجديد عليهم دون غيرهم.


وتابع: الخيارات مفتوحة أمام المعلمين المؤقتين للجوء إلى القضاء، ولكن الأزمة تتلخص في أن العقد كان واضحا من البداية في تحديد مدة العقد التى كانت شهرين.


من جانبه، انتقد الخبير التعليمي، الدكتور كمال مغيث، تجاهل وزارة التربية والتعليم، لمطالب المعلمين المؤقتين، بعمل عقود دائمة، وعدم إجراء مسابقة جديدة.


وقال «مغيث» لـ«النبأ»، إنّه مع حق الـ«36» ألف معلم الذين تم تعيينهم وعمل عقود دائمة بعد اختبارات تمكنوا من اجتيازها، وتمكنوا من سد العجز في مدارسهم.


وأضاف، أن العمل حق إنساني، تكفله الدولة بحكم الدستور، مضيفا: المعلمون الذين تريد الحكومة الاستغناء عنهم لديهم أسر ومسئوليات وسيكون مصيرهم البطالة.