رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

عادات المصريين.. فساتين وبطاطا مشوية و«صندوق الدنيا»

النبأ


كانت من أهم مظاهر العيد في الدولة العثمانية، بداية اليوم بصلاة الفجر، ويصعد بعدها الأمراء والقضاة في موكب كبير إلى القلعة، ويتجهون إلى جامع الناصر محمد بن قلاوون وأداء صلاة العيد، ويقفون لتهنئة الباشا والي مصر واختلفت هذه الطقوس والعادات بعد ذلك.


وبعد تغير العادات ليبدأ اليوم بصلاة العيد وممارسة الشعائر والتكبيرات المختلفة، وبعدها ينطلق صوت الست أم كلثوم بالغناء بأغنية "يا ليلة العيد أنستينا"، وبعدها كان ينطلق الأطفال للعب وركوب المراجيح التي كان يركبها الكبار والصغار.


ويتسم العيد بالبساطة بين الناس وزيارتهم لبعضهم البعض وتجميع العائلات كلها في مكان واحد والمباركة والتهنئة بالعيد وزوال المشاكل والخلافات فكان فاتحة خير على الناس جميعا.


وكان الأطفال يحبون جدا ركوب العربات التي تجرها الخيول في الأعياد والفرح والمرح في كل الشوارع والأماكن ومن أبرز معالم العيد في مصر زمان أيضًا هو صندوق الدنيا وكان ينادي عليه صاحبه "اتفرج ياسلام اتفرج على عجايب الزمان"، وكان يأتي إليه الأطفال ويجلسون على دكة خشبية وأمامهم صندوق به فتحة ينظرون من خلالها ليروا مجموعة صور متتالية تحكي قصة أحد المشاهير، ومنهم أبو زيد الهلالي وعنترة ابن شداد وغيرهم.


وكانوا يفضلون جدا تناول البطاطا المشوية في العيد وكانت من أهم مظاهر الفرحة بقدوم العيد، كما كانوا يقومون بركوب الحنطور "وهو عبارة عن عربة يجرها الخيل" للتنقل من مكان لآخر.


ولا ننسى فساتين العيد التي كان الأهالي دوما وما زالوا يحرصون على شرائها بأن تكون جديدة ودوما ما ترتدين البنات الفساتين والأولاد بدلة الضابط، وركوب المراجيح كان من أبرز وأهم ملامح العيد في مصر زمان.


ومثلت زيارة الأهرام في العيد عند الكثيرين في مصر زمان عاملا مهما وأساسيا، كما كان للغناء النصيب الكبير للتعبير عن قدوم العيد فكان يجلس الرجل بالناي والمرأة بالطبلة وأخرى بالرق ويقومون بالغناء للعيد.


أما بالنسبة لصورة العيد فكان لها النصيب الأكبر والأساسي، حيث كان ينبغي أن تذهب الأسرة بالكامل إلى الاستديو لالتقاط صور العيد للاحتفاظ بها وكانوا مرتدين الثياب الجديدة قبل الخروج وإفساد مظهرها الجميل.


وللحلاقة النصيب الأكبر كونها مظهرا هاما من مظاهر الاحتفال بالعيد وقدومه، فعادة من القدم ارتبطت بالعيد وما زالت إلى يومنا هذا وهى الحلاقة والتحفيف قبل العيد للظهور بأفضل حالاتك.


فكان العيد في "مصر زمان" يتسم بالفرحة والبهجة والحيوية والنشاط والشوارع ممتلئة بالسعادة.