محمود قطية أشهر بائع جرائد فى سوهاج: أنا شاهد على الصحافة وما جرى بها منذ «35» عامًا
يقول محمود أحمد أبو زيد، صاحب رحلة كفاح في خدمة صاحبة الجلالة: «مهنتنا متاكلش عيش.. وبرغم تراجع بيع الصحف والمجلات خلال السنوات الماضية لم أفكر يوما أن أترك العمل بسبب حبي الشديد لها».
وأكد أن الصحف الورقية لها متعتها الخاصة، التي لا يمكن أن تتغير، ولها قراؤها الذين لا يمكن أن يستغنوا عنها، مهما حدث من تطورات في المهنة.
وتابع: قضيت سنوات طويلة أجلس بفرشتي أمام مديرية التموين بمدينة سوهاج بالقرب من مبنى المحافظة والمديريات المختلفة التى تعد مركز التقاء زبائن وقراء الصحف الورقية بالمحافظة، منتظرا زبائني الذين ينقصون يوما وراء يوم، وعانيت كثيرا من تعنت المسئولين حتى حصلت على ترخيص كشك عالم توزيع الصحافة بجوار مديرية التموين منذ سنة بعد رحلة كفاح والدي وأنا من بعده.
وقال «قطية»، أشهر بائع صحف بسوهاج، إن مكسبه في بيع النسخة الواحدة لايتعدى 20 قرشا، وأنه مع تناقص كمية التوزيع أصبحت الحصيلة اليومية لمكسبه لا تكفي لشراء «رغيفين طعمية».
وقال «قطية»: «إحنا بنطلع في الروح ومفيش رحمة عند مندوبين الصحف القومية.. أنا أبيع بمدينة ناصر شرق محافظة سوهاج بعيدا عن ميدان المحطة، وأذهب كل يوم إلى هذا الميدان لاستلام نسخ جريدة الأهرام وأعود إلى فرشتي ثم أذهب مرة أخرى إلى المحطة لاستلام نسخ الأخبار؛ لأنها تتأخر، ثم أعود مرة أخرى لفرشتي لاستكمال عملي ثم أقوم آخر النهار بحمل المرتجع عائدا إلى ميدان المحطة، وهذا الأمر يكلفني أكثر من 15 جنيهًا مواصلات يوميا.. إحنا بنكسب كام 15 جنيها في اليوم».
وتابع: «من المفترض أن يقوم بهذا العمل مندوبو الصحف القومية.. هم مش بيطلعوا من المكاتب.. طب بياخدوا رواتب ليه»، مطالبا رؤساء مجالس إدارات الصحف القومية بالنظر في هذه المشكلة.
وأضاف قطية: أنا شاهد على مهنة الصحافة وما جرى بها منذ أكثر من 35 عامًا، حيث إنني تعاملت مع الكثير من رؤساء مجالس إدارات الصحف المختلفة سواء قومية أو خاصة أو حزبية أو محلية، وانخفاض معدل التوزيع للصحف الورقية، يعود بشكل مباشر إلى رؤساء مجالس الإدارات؛ لأمرين؛ أولهما عدم نقل نبض الشارع المصري، وعدم الاهتمام بأمر المواطن، وكل ما ينشر على صفحاتها يتعارض مع واقع الشارع المصري، وثانيا عدم الاهتمام بالتوزيع، ولا بمسئولي البيع، وعدم الاجتماع بهم من حين لآخر".
وطالب «قطية» رؤساء مجالس وتحرير الصحف بكل أنواعها، بمقابلة بائعي الصحف ومناقشتهم في الأزمات التي تقابلهم، ومعرفة مدى إقبال المواطنين على الصحف، مشيرًا إلى ضرورة الاجتماع بالبائع من حين لآخر، فضلًا عن تخصيص معاش للباعة.