رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

شهود عيان يروون لـ«النبأ» تفاصيل وفاة «مفطر الغلابة» وإصابة آخرين أثناء تحضير الإفطار للصائمين في حلوان

محرر النبأ مع شهود
محرر النبأ مع شهود العيان

كانت عقارب الساعة تشير إلى السابعة إلا ثلث، في نهار التاسع عشر من شهر رمضان وقبل أذان المغرب، لم يكن يتخيل محمود صادق محمد، صاحب الـ٦٧ عاما، أنها لحظاته الأخيرة في الدنيا التي وهب نفسه فيها لعمل الخير، في لحظه وأثناء تجهيز الوجبات لإطعام الصائمين في شوارع مدينة حلوان، قام سائق سيارة "ترامكو" دون لوحات معدنية، أثناء اللهو مع أحد أصدقائه بدهسه تحت عجلات سيارته، ما أسفر عن مصرعه وإصابة ٤ أشخاص آخرين، منهم طفل في حالة خطر.

انتقلت "النبأ" لمحل الواقعة وتقابلت مع نجل المتوفي ويدعى "سلامة" والذي روى تفاصيل الحادث الأليم، وقال إنه في تمام الساعة السادسة والربع، طلب منه والده أن يشترى له "كنافه" وبالفعل ذهب لشرائها، وعندما عاد وسلمها لشقيقته لتحضيرها سمع صراخ الأهالي، فخرج مسرعاً ليشاهد والده تحت عجلات سيارة يحاول قائدها الخروج للهرب من فعله.

واستكمل "سلامة" حديثه، بأنه قام بتخليص جسد والده، والذهاب مسرعاً لمستشفى الهدي الاسلامي التى تبعد عن الواقعة بخطوات معدودة، ولكن عندما وصل للمستشفى كان والده فارق الحياة.

وأضاف نجل المتوفي، أن وفاة والده بهذه الطريقة البشعة سبب له صدمة حتى أنه عندما وصل قسم الشرطة لم يستطع التعامل معهم أو الحديث بسبب ما حدث لوالده، وظل وقفاً في حالة من الدهشة والصدمة، لا يستطيع الحديث، بسبب المشهد المؤلم الذي لا يريد أن يفارق عقله.

واختتم حديثه بأنه لن يترك حق والده، وأنه واثق في نزاهة القضاء في جلب حق والده "مفطر الغلابة" حسب وصفه.

فيما تقابل محرر "النبأ" مع شاهد عيان، كان يساعد المتوفي أثناء تحضير الطعام، ويدعى "محمد سعداوي"، موظف بحي السيدة زينب، والذي روي تفاصيل الحادث، وأشار إلى أنه أثناء تحضير الوجبات اليومية التي اعتاد علي توزيعها مع "عم محمود" شاهد سائق سيارة ميكروباص لا تحمل لوحات معدنية، ويجري بسرعة جنونية، ويلهو مع صديقه المعلق بنهاية السيارة.

وأضاف أنه تفاجأ بتحول مسار السيارة تجاهه هو وعم "محمود"، وكان سيدهسه لولا أنه رجع للوراء مسرعاً ليصطدم بالرجل المسن الذي يستعد لإفطار الصائمين.

ووتابع: السيارة انقلبت بعد الحادث وأصابت ٤ أشخاص من بينهم طفل يدعى "محمود شريف شلبي"، ١٢ سنة، ومقيم المدبح بالعزبة البحرية، فحملته وجريت مسرعا به إلى المستشفى التي رفضت حالته وأمرت بتحويله لمستشفى القصر العينى، نظراً لخطورة حالته.

وتعود تفاصيل الواقعه بورورد بلاغ للعميد بدوي هاشم، مأمور قسم شرطة حلوان، من مستشفى الهدي الإسلامي، تفيد بوصول كل من محمود صادق محمد، ٦٧ سنة، جثة هامدة، والطفل محمود شريف شلبي، ١٢ سنة، مصاب بجرح قطعي في الرأس، و٣ أشخاص آخرين، مصابين بجروح متفرقة بالجسد، إثر اصطدام سيارة بهم بالقرب من بوابة المستشفى.

على الفور انتقلت الدورية الأمنية بقسم حلوان، وقامت بضبط قائد السيارة المتهم، والتحفظ عليه، وأخذ أقوال الشهود حوال الواقعة، وبعد عمل المعاينة تم رفع السيارة بواسطة إدارة المرور، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم وتم إخطار المستشار أحمد سليم، رئيس النيابة الجزئية بحلوان، لبدء التحقيقات.