رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«النبأ» داخل غرفة التحكم المركزية لـ«حركة قطارات الصين».. معايشة فصول السنة الأربعة في رحلة واحدة خلال 8 ساعات

خالد مهران من داخل
خالد مهران من داخل مركز التحكم


أجرى خالد مهران، رئيس تحرير جريدة «النبـأ الوطني»، جولة داخل غرفة التحكم المركزية لحركة قطارات الصين، والتي تعد ثلثي حركة قطارات العالم.

ويصل عدد ركاب القطارات الصينية يوميًا إلى 10 ملايين راكب على 8 آلاف قطار.

وتنطلق هذه القطارات من الصين إلى 50 مدينة في 15 دولة، كما يصل إجمالي الخطوط إلى 150 ألف كيلومتر، وبينها خطوط فائقة السرعة تصل إلى 30 ألف كيلو متر.

ولكن ما يدعو للفخر حقيقية، هو الاختراع الصيني المذهل المسمى بالقطار الطلقة ÉMU، والذي تصل سرعته إلى 350 كيلومترا في الساعة؛حيث يعد أسرع قطار على وجه الأرض ويسير بين بكين وشنغهاي وتم إطلاقه عام 2017.

إذا سألت أي صيني، "ما هو أكثر شيء تفتخر به في وطنك حاليًا؟"، سيقول لك خطوط السكك الحديدية، ولما لا و"ثلثي قطارات العالم" تسير في الصين، وهي الدولة التي أصبحت الأكثر تقدمًا في العالم في مجال تصنيع وتشغيل القطارات؛ فقد وضعت الصين خطتها الطموحة، تحديدًا بعد المؤتمر الثامن عشر للحزب الاشتراكي الصيني، ومن وقتها انطلقت الصين لقيادة العالم في مجال السكك الحديدية، وكانت لي فرصة زيارة مركز التحكم الرئيسي لحركة القطارات في الصين، والذي يوجد في العاصمة بكين، أمام المتحف العسكري مباشرة.


 

وعلى عكس المتوقع وجدت الصالة الكبيرة في غاية الهدوء، والشاشات العملاقة المتصلة تظهر لك كل شيء تريد متابعته؛ تستطيع أن تعرف عدد القطارات التي تسير الآن، ومتى خرجت، ومتي تصل، وعلى أي سرعة تسير، وعدد الركاب، وهل توجد أعطال، وإذا وجدت ما الإجراءات التي اتخذت، ومتي يعود القطار للعمل، ومن هم المسئولون في هذه اللحظة عن أي عملية تشغيل في أي منطقة تتخيلها، والشاشات تظهر عدد القطارات التي تعمل، وكم كيلومترا قطعت، وعلى أي سرعة تسير، والكاميرات تظهر بث مباشر لحركة القطارات سواء يسير القطار أعلى الجبال أو على البحر أو في الحقول أو داخل الصحراء أو وسط الثلوج.

 



فالقطارات تسير وتعمل في كافة أنحاء البلاد؛ حيث الطبيعة المختلفة وتحديات كبيرة، والكاميرات تراقب جميع المحطات والعربات وخطوط القضبان، ولن تفلت "نملة" إذا خالفت شيئًا، وتستطيع أن تعيش الأربعة فصول في رحلة واحدة على متن القطار السريع من بكين إلى جوانزو، خلال ٨ ساعات؛ لترى الصيف ثم الخريف ثم الشتاء ثم الربيع، وأنت تجلس على الكرسي في إحدى العربات الفاخرة متمتعًا بخدمة الواي فاي لتكون متصلًا بالعالم، وتوفر القطارات مطاعم متحركة تقدم وجبات شهية على متن الرحلة.

 



وقبل كل ذلك فالحصول على تذكرتك لن يستغرق دقيقة، من خلال برنامج الحجز على المحمول، تدفع القيمة ويتم إرسال التذكرة إلكترونيًا بعد أن تحدد الكرسي الذي ترغب في الجلوس عليه والدرجة التي ترغب السفر عليها.

 



وقد استثمرت الصين ١١٧ مليار دولار في الأصول الثابتة للسكك الحديدية في عام ٢٠١٨، وتنوي استثمار ١٠٧ مليارات دولار في ٢٠١٩؛ فقد وصلت خطوط السكك الحديدية إلى ١٣٠ ألف كيلو متر في ٢٠١٨، و٢٩ الف كيلو متر، خطوط فائقة السرعة، وستصل الخطوط إلى ١٥٠ ألف كيلو متر، و٣٠ الف كيلو متر خطوط فائقة السرعة في ٢٠٢٠.



وتنقل سكك حديد الصين ١٠ ملايين راكب يوميًا على متن ٨ آلاف قطار، وأيضًا تنقل ١٠ ملايين طن بضائع يوميًا على ٢٠ ألف قطار بضائع.

 


وإن ما يدعو للفخر حقيقة، هو الاختراع الصيني المذهل المسمى بالقطار الطلقة،ÉMU والذي تصل سرعته إلى ٣٥٠ كيلومتر في الساعة ويعتبر أسرع قطار على وجه الأرض، ويسير بين بكين وشانغهاي وتم إطلاقه في عام ٢٠١٧.

 

وبعد وصول الصين إلى قيادة العالم في عملية تصنيع العربات والجرارات وتكنولوجيا التشغيل مع تطبيق أذكي نظام ملاحي في العالم وتنفيذ أعلى برامج صيانة مستمرة من خلال أمهر العاملين، تسابقت العديد من الدول للاستفادة بالخبرات الصينية الفائقة، مثل ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية.


 

ويوجد بالفعل تجارب حية في العديد من الدول، مثل إندونيسيا ولاوس والمجر وصربيا وروسيا وكازخستان وكينيا واثيوبيا وجيبوتي، ونجحت الصين في تصدير ١٥ ألف قطار.

 


كما تتحرك القطارات من الصين إلى ٥٠ مدينة في ١٥ دولة، وأتمني أن تستفيد مصر من الخبرات الصينية المهولة ونحن نبني بلادنا من جديد على أسلوب علمي، وأعتقد رغبة الرئيس عبد الفتاح السيسي في سرعة الانجاز بأعلى مستوى لن يجدها إلا مع الجانب الصيني، فهل نرى خطوط قطارات العاصمة الإدارية ومدينة ٦ أكتوبر والعاشر على أرض الواقع قريبًا؟