رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بمشاركة إسرائيل .. جدل فلسطيني بحريني أمريكي حول مؤتمر «السلام من أجل الازدهار»

النبأ

أصدرت مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية بيانا مشتركا عبرتا فيه عن تطلعهما لورشة العمل المزمع عقدها في البحرين، والتي ستشكل الجزء لأول مما يُعرف بـ"صفقة القرن"، وأكدتا عمق الشراكة التي تجمعهما وسعيهما المشترك لإنعاش اقتصاد المنطقة ومنح فرصة لشعوب المنطقة، من ضمنهم الفلسطينيين، لعيش حياة أفضل.

وجاء في البيان الذي تلقته CNN: "ستستضيف مملكة البحرين بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية ورشة العمل الاقتصادية "السلام من أجل الازدهار" في المنامة في الـ25 والـ26 من يونيو 2019".

وتابعت المنامة وواشنطن بيانهما قائلتين: "ستشكل ورشة العمل هذه فرصة جوهرية للقاء الحكومات والمجتمع المدني والقادة الاقتصاديين بهدف تشارك الأفكار ومناقشة الاستراتيجيات وتوفير الدعم للاستثمارات الاقتصادية المحتملة والمبادرات التي يمكن التوصل لها باتفاقية سلام".

وتضيف البحرين وأمريكا في بيانهما: "ستوفر ورشة "السلام من أجل الازدهار" نقاشات حول طموح ورؤية قابلة للتحقيق وإطار عمل يضمن مستقبلا مزدهرا للفلسطينيين والمنطقة، بما في ذلك تعزيز إدارة الاقتصاد وتطوير رأس المال البشري وتسهيل نمو سريع للقطاع الخاص".

وأكدت الدولتان أن بحال تبني هذه الرؤية وتطبيقها، فإنها من الممكن أن تغير حياة الأشخاص وتضع المنطقة على الطريق نحو بناء مستقبل أكثر إشراقا.

من جانبه، قال وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوشن: "أتطلع قدما إلى النقاشات الهامة حول الرؤية التي توفر فرصا جديدة مثيرة للاهتمام للفلسطينيين ليدركوا إمكانياتهم الكاملة، ستشمل هذه الورشة قادة من جميع دول المنطقة من أجل دفع الدعم الاقتصادي ومنح فرص لشعوب هذه المنطقة".

رفض فلسطيني

هذا البيان أثار حفيظة الجانب الفلسطيني.

فقد أعلنت الحكومة الفلسطينية في بيان رسمي انه :”لن يكون هناك تمثيلا فلسطينيا في الورشة بالمنامة” وشددت ان “كل فلسطيني سيشارك فيها سيعتبر متعاونا مع الولايات المتحدة وإسرائيل”.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، إن السلطة الفلسطينية ترفض مقايضة الموقف الوطني بالمال.

وأوضح اشتيه في تصريح له، أن الأزمة المالية، التي تعيشها السلطة الفلسطينية هي نتيجة لحرب مالية هدفها الابتزاز، مضيفا أنه لم تتم استشارة مجلس الوزراء الفلسطيني حول خطة “ورشة العمل”، التي أعلنت عنها واشنطن والمنامة والتي ستستضيفها البحرين في يونيو/حزيران المقبل. وأكد “أن السلطة الفلسطينية والقيادة لا تتحدثان عن شروط تحسين حياة تحت الاحتلال الإسرائيلي”.

وأكدت حركة المقاومة الفلسطينية حماس، أن عقد ورشة اقتصادية برعاية أميركية في البحرين تندرج ضمن صفقة القرن.

وقالت حماس في بيان لها:"تتابع حركة حماس بقلق بالغ الإعلان الأميركي عن عقد "ورشة عمل" اقتصادية في شهر يونيو/حزيران المقبل في العاصمة البحرينية المنامة باعتبارها أول فعالية أميركية ضمن خطة "صفقة القرن" الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية".

وأضافت حماس: "نحذر من الأهداف الخبيثة من وراء أي خطوات أو أنشطة تمثل بوابة للتطبيع والانخراط العربي العملي في تبني "صفقة القرن" وتطبيقها، واعتماد الرؤية الإسرائيلية (نتنياهو-ترامب) لما يسمى السلام الاقتصادي لإنهاء القضية الفلسطينية، والذي يتعارض مع القرار العربي والموقف الفلسطيني الموحد برفض الصفقة الأميركية التصفوية، ويمثل خروجا عن الثوابت العربية والإسلامية".

وأضاف البيان: "تتطلع حركة حماس إلى رفض البحرين وشعبها الأصيل لتدنيس أراضيها من قبل العدو الصهيوني قاتل الفلسطينيين، وتشدد حركة حماس على رفضها لأي خطوات اقتصادية أو سياسية أو غيرها من شأنها تمرر أو تمهد لتنفيذ صفقة القرن".

وأوضح البيان: "تطالب حماس الدول العربية بعدم تلبية دعوات المشاركة، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني بكل الوسائل والأدوات، ودعمه لمواجهة الخطة الأميركية وإفشالها".

كبير مستشاري البيت الأبيض

وقال كبير مستشاري البيت الأبيض، جاريد كوشنر، ومهندس خطة السلام في الشرق الأوسط: "نحن ممتنون لمملكة البحرين لدعوتها لنا للمشاركة في استضافة ورشة العمل هذه وتوفير فرصة لنا لطرح أفكارنا من أجل خلق اقتصاد أكثر حيوية في المنطقة".

وأضاف كوشنر قائلا: "نتطلع قدما للعمل مع القادة الاقتصاديين والمفكرين من جميع أرجاء المنطقة والعالم بهدف بناء إجماع حول أفضل خطوات يمكن للمجتمع الدولي أن يتخذها من أجل تطوير البنية لمستقبل مزدهر، الفلسطينيون وجميع شعوب الشرق الأوسط يستحقون مستقبلا يعيشون فيه بكرامة، وفرصة لعيش حياة أفضل".

وتابع كبير مستشاري البيت الأبيض قائلا: "يمكن تحقيق التطور الاقتصادي عبر رؤية اقتصادية صلبة وحل الخلافات فقط، نتطلع لعرض رؤيتنا حول الخطط لحل المشاكل السياسية العالقة في المنطقة قريبا".

ويقود كبير مستشاري البيت الأبيض وصهر الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، ومبعوث أمريكا للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات ، الجهود المتعلقة بخطة السلام في الشرق الأوسط، وقد أمضى المسئولان فترة طويلة في التحضير لهذه الخطة التي يترقب العالم شقها السياسي، الذي من المقرر أن يُعلن عنه في وقت لاحق من العام الجاري.

وكان كوشنر قد قال في تصريحات لـCNN حول الخطة: "الناس يسمحون لصراعات أجدادهم بالتأثير على مستقبل أبنائهم، هذه الخطة ستقدم طريقا مثيرا للاهتمام وواقعيا ومستداما، وهو أمر غير متوفر حاليا".

أهداف الخطة

وقال مصدر أمريكي لـCNN إن الخطة ستتضمن 4 عناصر وهي: البنية التحتية، والصناعة، والتمكين والاستثمار في الشعوب، بالإضافة إلى الإصلاحات الحكومية، وذلك من أجل خلق بيئة جاذبة للاستثمار في المنطقة.

وتسعى الخطة لحل النزاعات التي أثرت على عملية السلام وتسببت بإطالة أجل نجاحها، ومن ضمن هذه النزاعات: حق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة، ووضع القدس، والإجراءات التي تتخذها إسرائيل من أجل الدفاع النفس، بالإضافة إلى قضية اللاجئين الفلسطينيين.

وقال المسئول الأمريكي إن خطة السلام ستؤثر إيجابيا على اقتصاد المنطقة بشكل عام، إذ ستهدف لتحويل الأموال التي يتم إنفاقها على الأسلحة إلى تنمية الاقتصاد.

بيان بحريني

قال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، إن استضافة بلاده لورشة عمل اقتصادية بالتعاون مع واشنطن في يونيو المقبل تحت عنوان (السلام من أجل الازدهار)، تندرج ضمن نهج المنامة المتواصل بدعم الشعب الفلسطيني.

وقال الشيخ خالد بن أحمد في بيان نشرته الخارجية البحرينية عبر موقعها الالكتروني، إن "موقف مملكة البحرين الرسمي والشعبي كان وسيظل ثابتا ومناصرا للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه المشروعة في أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ودعم اقتصاد الشعب الفلسطيني في كل موجب دولي وثنائي".

وأضاف أن "استضافة مملكة البحرين لورشة (السلام من أجل الازدهار) تندرج ضمن نهجها المتواصل والداعم للجهود الرامية لتمكين الشعب الفلسطيني من النهوض بقدراته وتعزيز موارده لتحقيق تطلعاته المشروعة"، مشددا على أنه "ليس هناك أي هدف آخر من استضافة هذه الورشة".

وأعرب وزير خارجية البحرين عن "خالص التقدير للقيادة الفلسطينية ومواقفها الثابتة وجهودها المستمرة لصيانة حقوق الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته المشروعة"، وأكد أنه "لا مجال للمزايدة أو التقليل من نهجهم السلمي".

وشدد على أن "مملكة البحرين ستبقى على عهدها، كما كانت دائما، تجاه الشعب الفلسطيني".

مشاركة إسرائيل

قال مسئول إسرائيلي بارز، إن الولايات المتحدة أرسلت دعوة رسمية إلى إسرائيل للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي المزمع عقده في البحرين الشهر المقبل ضمن إطار “صفقة القرن”.

ونقلت القناة “13” للتلفزيون الإسرائيلي عن المسئول الإسرائيلي البارز قوله، إن الإدارة الأمريكية وجهت لإسرائيل دعوة رسمية للمشاركة في المؤتمر المزمع عقده في البحرين الشهر المقبل.

وأضاف المصدر أنه تم إرسال الدعوة بنسخة ورقية وهي في طريقها إلى إسرائيل عبر البريد الدبلوماسي، موضحا أنه من المتوقع أن تستجيب إسرائيل للدعوة وأن تشارك في المؤتمر.

التاريخ سيحاكم السلطة الفلسطينية بقسوة

انتقد مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط جيسون غرينبلات السلطة الفلسطينية الاثنين بعد اعلان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية ان السلطة الفلسطينية لن تشارك في ورشة العمل الاقتصادية في البحرين التي دعت اليها الولايات المتحدة للكشف عن الجزء الأول من خطة السلام الامريكية.

وقال غرينبلات :” من الصعب ان نفهم لماذا ترفض السلطة الفلسطينية ورشة عمل صممت لمناقشة رؤيا مع إمكانية لتغيير جذري لحياة الناس ووضع الناس على طريق نحو مستقبل أكثر اشراقا”.

وأضاف المبعوث الأمريكي ان :”التاريخ سيحاكم السلطة الفلسطينية بقسوة لتضييع فرصة يمكنها ان تعطي الفلسطينيين شيئا مختلفا جدا، وشيئا إيجابيا جدا، مقارنة بما لديهم اليوم”.