رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بدأت في 2013 ويشارك فيها 65 دولة على مستوى العالم

قائمة بأهم مكاسب مصر من المشاركة فى قمة «الحزام والطريق»

السيسي ورئيس الصين
السيسي ورئيس الصين


خلال الأيام الماضية، أثارت قمة منتدى «الحزام والطريق» للتعاون الدولى، حالة من الجدل بين الأوساط الاقتصادية العالمية، لاسيما أنها ستربط بين قارات إفريقيا وآسيا وأوروبا؛ ما يساعد على تقوية العلاقات بين الدول المشاركة في المبادرة.

ومن ناحيتها، ترصد «النبأ» في السطور التالية تفاصيل مبادرة «الحزام والطريق»، والفائدة التي ستعود على مصر من مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي بها.

أهداف تدشين مبادرة «الحزام والطريق»

في 2013، أطلق الرئيس الصيني «شي جين بينغ» مبادرة «الحزام والطريق» بهدف إحياء طرق التجارة القديمة عن طريق إنشاء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين، من أجل بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية لربط قارات آسيا بأوروبا وإفريقيا.

وتعد «الحزام والطريق» مبادرة ضخمة وطموحة ومن أهم المبادرة للصين، وتهدف إلى دعم التجارة والاقتصاد بين 3 مناطق جغرافية آسيا وإفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، وتعتمد على إنشاء محاور ضخمة بين تلك المناطق.

فالحزام يعني، الطريق البري والسكة الحديدية، ليربط بين الصين وصولا إلى دول أوروبا اختراقا من آسيا الوسطى إلى فرنسا والمملكة المتحدة، عبر 6 محاور طرق برية و6 طرق سككك حديدية بنفس المناطق.

بينما المقصود بكلمة الطريق، الطريق البحري والذى يمتد من الصين عبر بحر الصين الجنوبي إلى المحيط الهندي ومنه إلى القرن الأفريقي (باب المندب ثم البحر الأحمر وقناة السويس ثم البحر المتوسط ثم أوروبا).

وتضم المبادرة التي أطلقتها الصين كفكرة عام 2013، ثم عقد أول مؤتمر في 2017، وهذه المرة تعد الثانية للمبادرة، وتضم 65 دولة التي تمثل نحو 60% من تعداد سكان العالم، و70% من الإنتاج المحلي للعالم.

أسباب مشاركة مصر فى المنتدى

وقال السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن هدف المبادرة الرئيسي هو دعم الاقتصاد والتجارة البينية بين الدول وتسهيل التجارة ومد خطوط الاتصالات، مؤكدا أن المبادرة تتضمن مد خطوط الكابلات والاتصالات والإنترنت والرقمنة البحرية، موضحا أن مصر من أكثر دول العالم التي تمر عبرها الكابلات البحرية والرقمية والديجيتال.

وأوضح «راضي» أن مصر تمثل رقمًا هامًا جدا وله وزنه في المبادرة، آخذا في الاعتبار قناة السويس، وأهمية الموقع جغرافي، كونها تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب، بجانب محور قناة السويس، حيث يمثل قيمة مضافة لقناة لسويس وكذلك المبادرة التي تعتمد بشكل كبير على قناة السويس، إضافة إلى إنشاء المنطقة الصناعية الصينية والمنطقة الاقتصادية الروسية بقناة السويس.

وأكد راضي، أن تلك المبادرة تعتمد بالأساس على مفهوم الممرات الاقتصادية للتنمية، نظرا لأن قناة السويس تعد أهم وأبرز الممرات الملاحية الدولية التي تربط بشكل مباشر بين القارات الثلاث التي تنتمي إليها دول المبادرة، حيث تم تخطيط المنطقة الاقتصادية المحيطة بقناة السويس وفق رؤية مستقبلية، تأخذ في اعتبارها مختلف أبعاد التطور المستقبلي المنتظر في حركة النقل البحري ومعدلات التبادل التجاري الدولي.

وأشار المتحدث الرسمى، إلى أن مصر وضعت إستراتيجية طموحة لتصبح مركزًا إقليميًا للطاقة من خلال تعظيم الاستفادة من موقعها الجغرافي، وكذا الاكتشافات المتنامية في مجالي البترول والغاز، واستغلال توافر البنية التحتية من شبكة خطوط الأنابيب لنقل الغاز ومحطات الإسالة، بالإضافة إلى تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة، وإقامة مشروعات التعاون الإقليمي للربط الكهربائي ونقل وإسالة الغاز.

وأضاف أن قناة السويس تعد المحطة الرئيسية للطريق البحري لمبادرة (الحزام والطريق)، التي تركز على ربط قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، علاوة على الربط البري بين الصين وأوروبا، منوها بأن الطريق البحري للمبادرة يمتد من بحر الصين الجنوبي إلى مضيق البغال والمحيط الهندي والقرن الإفريقي ومضيق باب المندب وصولا إلى قناة السويس.

حصاد ونتائج

وقال تقرير أعدته «الهيئة العامة للاستعلامات» عن نتائج وحصاد زيارة الرئيس للصين، إن هذه المعانى تمت ترجمتها فى الواقع العملي خلال الزيارة، في الحفاوة الكبيرة التي اختص بها الجانب الصيني الرئيس عبد الفتاح السيسى الذي كان من بين قادة قلائل تم اختيارهم لإلقاء كلمات في الجلسة الافتتاحية الرئيسية للقمة وأيضًا فى قمة المائدة المستديرة.

وفى الوقت نفسه كانت الزيارة مناسبة لعقد الرئيس عدد من القمم الثنائية مع قادة العالم، فإلى جانب الرئيس الصيني كانت هناك لقاءات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومع نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة حاكم دبى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومع رئيسى البرتغال وسويسرا، ومع رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبى كونتى، وغيرهم، حيث تناولت هذه اللقاءات قضايا ثنائية وإقليمية عديدة.

أما الملفان الأكبر والأهم خلال زيارة الرئيس فكان الأول: ملف إفريقيا ودور مصر فيها وتطلعاتها بشأن المشروعات العملاقة في مجال البنية التحتية مثل مشروع محور «القاهرة- كيب تاون»، ومشروع النقل النهري ومسار التنمية من بحيرة فيكتوريا إلى البحر المتوسط.

وطبقًا لتقرير هيئة الاستعلامات فإن إفريقيا كانت، بقضاياها وآمالها في التنمية والتقدم، الحاضر الأكبر في كلمات ونشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة منتدى «الحزام والطريق» للتعاون الدولى في العاصمة الصينية بكين، الأمر الذي أكد أن اهتمام الرئيس بالقارة الإفريقية إنما ينبع من رؤية شاملة وحقيقية، وإدراك لدور مصر ومكانتها ومسئوليتها في محيطها القاري والإقليمي، وفهم للأبعاد الواسعة لمفهومي الأمن القومي والمصالح الوطنية لمصر، كما جاء اهتمام الرئيس تجسيدًا أيضا للوفاء بالأمانة التي أولته إياها شعوب إفريقيا وقادتها باختياره رئيسًا لمجلس قادة الاتحاد الإفريقى في الدورة الحالية.

أما الملف الثاني، فكان الجانب الاقتصادي، الذي استحوذ على معظم نشاط الرئيس، وكانت النتائج العملية في معظمها في هذا الجانب، حيث، إلى جانب مقررات المنتدى، وجميعها تنموية واقتصادية، تم تحقيق خطوات عملية في جذب الاستثمارات إلى مصر وتوقيع اتفاقات تصنيع مشترك وتعاون استثماري مع عدد من الشركات.

كما رصد تقرير الهيئة العامة للاستعلامات نشاط الوفد المرافق للرئيس الذي حرص على استثمار هذا التجمع الاقتصادي العالمي، لتأسيس شراكات وعقد اتفاقات عملية مع العديد من الشركات لصالح التنمية والاقتصاد في مصر، كان من أبرزها، توقيع اتفاقية تعاون بين مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات مصنع 200 الحربى التابع لوزارة الإنتاج الحربي وشركة فوتون الصينية المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية، بحضور وزير الإنتاج الحربي الدكتور محمد سعيد العصار والمهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة.

وقال الدكتور العصار، إنّ مصنع 200 الحربي يستعد لانطلاقة جديدة بالمشاركة في مشروع تصنيع الأتوبيسات الكهربائية بالتعاون مع شركة فوتون الصينية لإنتاج 500 أتوبيس سنويًا على مدار 4 سنوات.

وأوضح العصار، أنّ مصنع 200 الذي يتولى إنتاج وإصلاح المدرعات، يشارك في عملية التصنيع بنسبة 45% أمام الجانب الصيني لإنتاج 2000 أتوبيس، بموجب اتفاقية التعاون التي تم توقيعها في إطار السياسة التي تنتهجها وزارة الإنتاج الحربي في تحقيق التعاون مع الشركات العالمية، لنقل أحدث التكنولوجيات على مستوى العالم، وبينها تكنولوجيا تصنيع المركبات الكهربائية في مصر، ومن المقرر أنّ يتبع هذه المرحلة مراحل أخرى لتوطين الصناعة في مصر، وكذا تصنيع أنواع مختلفة من السيارات الكهربائية، وأهدت شركة فوتون الصينية عقب توقيع الاتفاقية، مصنع 200 الحربي أتوبيس مفصلي كهربائي يسع لـ180 راكبًا، لتجربته في مصر.

أهم المكاسب لمصر

في هذا السياق، قال الدكتور صلاح الدين فهمي، أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، إن مبادرة «الحزام والطريق» ستعود على مصر بالكثير من المكاسب لاسيما أن مصر تقع في محور آسيا وإفريقيا وأوروبا، متابعًا: «مصر الضلع الرئيسي في هذا المثلث».

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن مشاركة مصر في المبادرة، يعطيها ثقلًا في التجارة الدولية، كما سيقوي العلاقات الدولية بين مصر وأوروبا وآسيا وإفريفيا، لافتًا إلى أن مصر ستصبح منفذًا لمرور البضائع من وإلى الـ3 قارات.

وتابع: «حجم التجارة المصرية لن يصبح مع دول فقط، بل سيصل إلى 3 قارات، كما تعهدت مصر بتفعيل الجزء الخاص بها وهو من أول البحر المتوسط حتى حلايب وشلاتين، كما سيتم تمهيد السكك الحديدية والطرق البرية».

وأشار «فهمي»، إلى أن ذلك يساعد مصر في زيادة حجم التجارة بينها وبين دول هذه القارات، مؤكدًا أن الاعتماد على اقتصاد مصر سيكون كبيرًا الفترة القادمة وهو الأمر الذي يقلل من الاعتماد على الاقتصاد الأمريكي.

وأكد أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، أن المبادرة ستساهم في زيادة قيمة العملة المصرية «الجنيه»، بالإضافة إلى زيادة الصناعة والتصدير والاستثمار وبجانب تشغيل عمالة، وتنشيط التجارة الدولية لمصر من خلال تسهيل ونقل البضائع.

التحديات

ومن ناحيته، قال النائب عمرو الجوهري، عضو لجنة الشئون الاقتصادية في البرلمان، إن مبادرة «الحزام والطريق» فكرة جاءت من الصين لتقوية العلاقات بينها وبين دول التي معها على خط واحد تجاريًا؛ لزيادة استثماراتها في أوروبا وأسيا وإفريقيا.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن مصر تعد بوابة الصين للدول الإفريقية، وهي لها دور محوري عن طريق قناة السويس، متابعًا: «والصين تسعى إلى السيطرة على العالم وإدخال منتجاتها دول جديدة وخاصة بعد حظر تجارتها في أمريكا».

وأشار «الجوهري»، إلى أن مصر ومشاركتها في المبادرة سيدعم استثماراتها وصادراتها في المنطقة، ولكن هذا يتوقف على سعي الحكومة لتهيئة مناخ جيد للاستثمار وبالإضافة إلى التخلص من الضغوط والقيود الخاصة بصندوق النقد الدولي، والتي من المقرر الانتهاء من منها في 30 – 6 – 2019، بجانب القدرة على المنافسة مع الدول المجاورة.

وأكد أن تنفيذ فكرة مبادرة «الحزام والطريق» يساعد في تقوية مصر في الصناعات التكنولوجية والاتصالات وتوفير فرص عمل وزيادة الصادرات، بالإضافة إلى تعمير بعض المناطق وتفعيل بعض الاتفاقيات مثل «الكوميسا».

وأوضح عضو لجنة الشئون الاقتصادية، أن الصين تحاول لجعل مصر نقطة الارتكاز لها لدخول لإفريقيا، قائلًا: «هناك 32 دولة إفريقية فيهم ما لا يقل عن مليار نسمة فهي تحاول زيادة صناعتها بهذه المنطقة».