رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل «مرمغة وش» أردوغان وتميم فى السودان وليبيا برعاية «الثلاثة الكبار»

أردوغان وتميم
أردوغان وتميم


طرح سقوط الرئيس السوداني عمر البشير أسئلة حول مستقبل علاقات السودان مع قطر وتركيا من ناحية، ومصر والإمارات والسعودية من ناحية أخرى؛ بسبب الصراع السياسي بين هذه الدول للسيطرة على البحر الأحمر والقرن الإفريقي.


وخلال سنوات حكمه، اتّبع «البشير» سياسة الحياد مع كل هذه الدول، فقد رفض الانضمام للسعودية ومصر والإمارات في مقاطعة قطر، كما رفض سحب قوات بلاده في الحرب في اليمن، ووطد علاقاته مع تركيا، ومنحها جزيرة «سواكن».


كما تشهد ليبيا، صراعًا آخر بين هذه الدول، فمصر والسعودية والإمارات، يدعمون بكل قوة، ما يقوم به الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر ضد حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا، في المقابل تدعم قطر وتركيا حكومة الوفاق الوطني بكل قوة.


ورغم أن حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج، هي الحكومة المعترف بها دوليا من قبل الأمم المتحدة، إلا أن روسيا وأمريكا وفرنسا، أعلنت بشكل ضمني دعمها لـ«حفتر»، أما إيطاليا فدخلت في صراع مع فرنسا في هذا الملف.  

 

وكان عزل «البشير» وما تبعه من استتباب حكم العسكر في السودان سببًا فى تقدم محور دول المقاطعة، على حساب محور آخر يجمع قطر وتركيا ممتدا حتى إيران.


وتزامنا مع إعلان الرياض وأبو ظبي والمنامة دعمها المجلس العسكري الانتقالي برئاسة عبد الفتاح البرهان، اكتظت الصفحات الموالية للسعودية وحلفائها في مواقع التواصل الاجتماعي بصرخات نصر، تركز على هزيمة جديدة للإخوان في المنطقة، ما يمثل ضربة لمشاريع الدوحة وأنقرة وطهران.


وربط أنصار محور المقاطعة انقلاب السودان مع التطورات في ليبيا، حيث يقود «حفتر» حربا ضروسا ضد قوات حكومة الوفاق الوطني، التي تراها هذه الدول معركة حاسمة أخرى من أجل اقتلاع «المشروع الإخواني» المدعوم من قطر وتركيا.


وكثر الحديث في هذه الأوساط عن "طرد" قطر وتركيا من السودان، وإنهاء "أطماع" الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بلادهم عبر استعادة السودانيين جزيرة سواكن على البحر الأحمر.


أحلام أردوغان وتميم في خطر

في نهاية 2017، زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السودان، وتمّ توقيع اتفاقية تأجير جزيرة سواكن السودانية لصالح تركيا لـ99 عامًا.


واعتمدت تركيا على السودان في أن تكون بوابتها للقرن الإفريقي مع الصومال، وساهم في المضي في هذا التحالف العلاقات الشخصية بين البشير وأردوغان.


ومنذ عزل «البشير»، شدّدت تركيا على ضرورة انتقال سلمي للسلطة وأكدت احترام الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين، في الوقت الذي باتت تخشى فيه إلغاء السلطة الانتقالية لاتفاقية سواكن وهو أمر من شأنه أن يعيد خلط الأوراق التركية في المنطقة ويربك جهودها في ترسيخ وجودها في واحدة من أهم المجالات الإستراتيجية والفضاءات الجغرافية التي تعد مجالا حيويا لأمن المنطقة وخاصة لأمن السعودية ومصر.


وبإزاحة «البشير» عن الحكم، منيت أحلام «أردوغان» في السودان ومخططاته للعودة بالدولة العثمانية إلى الحياة مرة أخرى لنهب ثروات الشعوب واستلاب إرادتها وسيادتها بالفشل.


الرئيس التركي ألقى بأوراقه على طاولة ليبيا وراهن على السودان في بقائه لاعبًا أساسيًا في العالم الإسلامي، من أجل بسط سيطرته على إفريقيا، والتحكم في المناطق الإستراتيجية العربية إضافة إلى نهب خيرات البلدين.


تميم وورقة الإسلام السياسي

وكان أمير قطر، تميم بن حمد، من أوائل الذين وقفوا مع عمر البشير في بداية الأزمة السودانية، وهو أمر لم يكن مستغربًا نتيجة الاتفاقيات الاقتصادية الكبيرة بينهما.


التحالف السعودي الإماراتي المصري

لم تكد تمر ساعات على نجاح الثورة الشعبية في السودان في الإطاحة بـ«البشير»، حين سارعت كل من الإمارات ومصر والسعودية للإعراب عن دعمها للمجلس العسكري في السودان، وقدمت السعودية والإمارات حزمة مساعدات مالية عاجلة للسودان تقدر بحوالى «3» مليارات دولار.


ويقول الخبراء، إن السودان «يمثل أهمية بالغة في الوقت الراهن للتحالف السعودي الإماراتي المصري؛ بسبب أهميته في منطقة البحر الأحمر، وباعتباره بوابة مهمة للسيطرة على المنطقة، بعد دخول كل من أبو ظبي والرياض سباق شراء نفوذ في منطقة القرن الإفريقي».


ويؤكد الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير في العلاقات الدولية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن مصر مهتمة بما يحدث في السودان وليبيا باعتبار أن الدولتين حدوديتين، واحدة في الجنوب والأخرى في الغرب، وبالتالي أي اضطراب أمني في داخل السودان أو ليبيا باعتبارهما عمق استراتيجي لمصر، سيؤثر بشكل أو بآخر على الأمن القومي المصري.


وأضاف، أن ومصر ومعها السعودية والإمارات يقفون في وجه تركيا وقطر باعتبارهما يحاولان إشعال المنطقة بحروب وأمريكا مهتمة بليبيا بسبب النفط، ومهتمة بالسودان لأنه قريب جدا من منابع النيل، أما مصر فتهتم بالدولتان، باعتبار أنهما يمثلان عمقا استراتيجيا للأمن القومي المصري، لذلك مصر تساند الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وترفض أي وجود للجماعات الإرهابية وعلى رأسها داعش، المدعومة من قطر وتركيا على  حدودها.