رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بالمستندات.. قصة استغلال شخصيات هامة بالدولة فى النصب على رجل أعمال شهير

تعبيرية - بريشة دسوقي
تعبيرية - بريشة دسوقي البغدادي



على طريقة فيلم العتبة الخضراء للفنان الراحل إسماعيل ياسين.. تعرض رجل أعمال شهير لعملية نصب كبيرة على يد شخص أوهمه بأنه عضو مجلس إدارة إحدى شركات الطاقة والخدمات البترولية، وقام بالاستيلاء على مبالغ مالية كبيرة منه بحجة شراء قطعة أرض وإنشاء محطة بنزين كبيرة تحت مسمى "بروج مصر للطاقة والخدمات البترولية" وذلك عن طريق علاقاته بشخصيات هامة في الدولة. 


اقام المحامي أشرف عبد الغفار والدكتورة عبير أحمد حسن دعوى قضائية رقم 6745 لسنة 2019 جنح العجوزة بناء على طلب محمود زيدان أحمد ضد المدعو عمرو زكي محمود عبد الرحمن 50 سنة ومقيم بامبابة. 



وقرر عبد الغفار في دعواه أنه في غصون شهر 20188 وما بعده، استعمل المتهم طرقا احتيالية للاستيلاء على مبلغ مالي وقدره مليون و132 ألف جنيه مصري من موكله وذلك داخل كافيه شهير بشارع جامعة الدول العربية. 



وأفاد عبد الغفار بأن المتهم استخدم طرقا احتيالية مصحوبة بأعمال مادية ومظاهر خارجية. 



حيث تخلص الواقعة في أن المعلن إليه أوهم موكله بأنه عضو مجلس إدارة بشركة ماسي للطاقة والخدمات البترولية وأن الشركة الأخيرة مستأجرة قطعة أرض بمحافظة الإسماعيلية من شركة مصر للبترول لمدة 22 عاما مرخصة وجاهزة لإنشاء محطة بنزين عليها، وأن شركة ماسي التي ادعي أنه يمثلها تريد التنازل عن عقد الإيجار وأن هناك شركة أخرى تدعى "الفارس الأول"، وادعى أنه شريك بها لديها رغبة في الحصول على عقد الإيجار وأنه سيدخل موكله "زيدان" كشريك معهم بنسبة 50% مقابل دفع مبلغ 500 ألف جنيه مصري، حيث ادعى كذبا أن شركة ماسي دفعت مبلغ مليون جنيه بشركة مصر للبترول مقابل الحصول على ذلك العقد وأن الشخص الذي حصل على المبلغ يدعى "محمد ه" مدير مبيعات مصر للبترول بمنطقة القناة. 



قام المتهم باستدراج المجنى عليه إلى الإسكندرية وجعله يعاين قطعة الأرض وأوهمه بأوراق وهمية ودراسات جدوى، مؤكدا أن هذا المشروع مربح جدا وأن شركة ماسي تنازلت عن عقد الإيجار اضطرارا لدخولها مناقصة تنقيب عن البترول، مما دعاه إلى التنازل عن العقد لعدم وجود سيوله مالية. 


كما أوهمه بأنه سيمنحه توكيل زيوت من شركة ماسي لمحافظة سوهاج، وسيكون الموزع المعتمد لدى الشركة بمحافظة سوهاج للزيوت "تويوتا، ميتسوبيشي، وأنواع أخرى من زيوت السيارات" ومقابل ذلك التوكيل تحصل منه على مبلغ 360 ألف جنيه مصري. 



أوهم المتهم ضحيته بأنه أعد له سيارة لتوزيع الزيوت، وأن شركة ماسي ستبيع له تلك السيارة المستعملة وهي في غير حاجة لها بمبلغ 100 ألف جنيه، وتحصل منه مقابل ذلك على عربون خمسين ألف جنيه وبعد تجهيز الورق ونقل الملكيه يدفع المبلغ الباقي. 



وتحصل المتهم على مبلغ سبعة وتسعين ألف جنيه مصري مقابل شحنة الزيوت؛ حيث أوهمه بأن الشحنة في طريقها إلى محافظة سوهاج. 


في بداية الأحداث أوهم المتهم ضحيته بأنه ينشأ له شركة مساهمة تدعى "بروج مصر للطاقة والخدمات البترولية" وانه سيدخل شريك معه مقابل أنه سيجلب له أعمال مقاولات، ويسهل له كل ما سبق من أعمال عن طريق علاقاته بشخصيات هامة بالدولة ادعى أنه على صلة قوية بها، وأنه سيقوم بإدخال المدير التنفيذي لاتحاد كرة القدم شريكا معه عن طريق نجل شقيقه ليقوم بجلب أعمال تركيب نجيل صناعي للملاعب، وتخصيص أراض للمشاريع التي تقوم بإنشائها الشركة. وادعى أن أحد أعضاء مجلس النواب سيقوم بالتسهيلات اللازمة لذلك، ومقابل ذلك تحصل المتهم على مبلغ 75 ألف جنيه كرسوم تأسيس الشركة. 



قام المتهم بارتكاب العديد من الأفعال المادية التي تجعل المجني عليه يعتقد بصحة أقواله، وقام بإدخال نجل شقيقه أحد الشخصيات السيادية كما ادعى مقابلته في الإسماعيلية ومعاينة الأرض، وإرسال الصور له من شركة ماسي وصور زيوت السيارات وإحضار الأوراق ودراسات الجدوى واستغلال أسماء الشخصيات المعروفة إعلاميا التي ادعى أنه على علاقة قوية بهم، وأظهر صورا شخصية له معهم، وقابل المجني عليه بهم، فكان من ضمن تلك الشخصيات عضو بمجلس النواب، وسيدة بإحدى الأسر الخليجية الحاكمة. 



كان المتهم دائما يعمل على إحداث الأمل بتسديد المبالغ التي حصل عليه من "زيدان" دون وجه حق، ومقابل ذلك تسبب له في خسائر فادحة تمثلت في تحمل تكلفة المواصلات وحجز فنادق لسفره من سوهاج إلى القاهرة، ومن سوهاج إلى الإسماعيلية بناء على الأمل الذي كان يمنحه له المعلن إليه، من إعطائه المبالغ التي تحصل عليها منه، ولكن المتهم كان يتهرب منه في كل مرة وينجح بحجج مختلفة، على سبيل المثال أنه سافر المغرب للزواج وعندما يعود سيعطيه المبالغ التي أخذها منه، ووصلت تلك الخسائر التى تضمنت مصروفات انتقالات وحجز فنادق وغيرها إلى 50 ألف جنيه تقريبا. 



وقرر عبد الغفار في دعواه أن المتهم كان دائم التهديد لموكله مهددا إياه بأنه لو تحدث سيتهمه كذبا ويلفق له عدة قضايا وأنه على علاقة بمسئولين كبار في جهات سيادية وذلك أثناء حديثه مع المجني عليه برسائل الواتس. 



وأكد أن هناك "شهود عيان" على ما كان يدعيه المتهم من أنه على علاقة بشخصية سيادية شهيرة  بل، والأكثر من ذلك أنه ادعى أن له علاقة بشخصية هامة في الرئاسة، وأظهر رقم موبايله على هاتفه الخاص، وهو يرسل له معايدات في المناسبات المختلفة، وادعى في إحدى المرات أنه يعمل في جهاز سيادى والأكثر من ذلك أنه كان يقول في رسائله "انا الدولة".


قرر عبد الغفار في دعواه ان المتهم استخدم طرقا احتيالية في الاستيلاء على مبلغ مليون و132 ألف جنيه واوهمه بأنه عضو مجلس إدارة بشركة ماسي للطاقة والخدمات البترولية وانه سيدخل كشريك معه في الحصول على عقد إيجار لقطعة أرض لإنشاء محطة بنزين عليها وانه سيمنحه توكيل زيوت من شركة ماسي لمحافظة سوهاج وانه اعد له سيارة لتوزيع الزيوت وان شركة ماسي ستبيع له تلك السيارة واوهمه انه سينشأ له شركة مساهمة تدعى بروج مصر للطاقة والخدمات البترولية وانه سيسهل له كل الإجراءات عن طريق علاقاته بشخصيات هامة بالدولة واتخذ المتهم من الأفعال المادية نا يجعل المجنى عليه يعتقد بصحة أقواله.



قضت محكمة جنح العجوزة الجزئية برئاسة المستشار عمرو مصطفى رئيس المحكمة وبحضور المستشار عمر الهواري وكيل نيابة العجوزة في القضية رقم 6745 لسنة 2019 بحبس المتهم 3 سنوات مع الشغل وكفالة 5 آلاف جنيه، وإلزامه بأن يؤدى المدعى بالحق المدني مبلغ ألف جنيه على سبيل التعويض المدني المؤقت، ومبلغ خمسين جنيها أتعاب محاماة والمصاريف.