رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بالصور.. أسرار تقلب الموازين تكشفها أسرة «مكة» طفلة دار السلام بسوهاج

النبأ




شهد مركز دار السلام جنوب شرقي محافظة سوهاج، واقعة قيام طبيب نساء وتوليد بإجراء عملية جراحية فى غير تخصصه لطفلة من قرية «أولاد خلف»، ما نتج عن الجراحة تشويه فى وجه الطفلة.



وكشفت والدة الطفلة مكة، عن تفاصيل الواقعة قائلة إنها: «بدأت المأساة عندما توجهت لعيادة طبيب النساء والتوليد، لعمل كشف دورى عقب الولادة، وكانت معها رضيعتها والذى كان يوجد في الجانب الأيمن من وجهها ورم بسيط للغاية، فسألته عن سببه فقال لها الطبيب: (ده كيس دهنى ولازم نشيله علشان البنت وجهها زي القمر ولازم تبقى أحلى وأحلى.. وعلشان كده تعالي بكرة بعد مواعيد العيادة حوالي الساعة 10 بالليل علشان نفتح ونشيله ودي حاجة بسيطة أوي متخافيش)».



وأضافت أم الضحية، أنها توجهت بالفعل للطبيب في الموعد المحدد وقام بفتح واستخراج الكيس الدهني من وجه الطفلة وكتب لها نوعي دواء وأخبرها بأن تعود له عقب مرور أسبوع حتى يطمئن على الجرح، وقبل مرور الأسبوع وجدت الأم أن حالة الطفلة تسوء وأخذ الجرح يتورم، فتوجهت مرة أخرى لعيادة الطبيب وعندما شاهدها قال لها: «لا يا ماما متقلقيش خالص دا الجرح كويس متخفيش هو جايز يكون اتلوث روحي ارتاحي في البيت والبنت هتبقى كويسة».



وكلف الدكتور أحمد الأنصارى، محافظ سوهاج، الدكتور هانى جميعة، وكيل وزارة الصحة بفحص واقعة الطفلة مكة، ووجه بالتواصل مع أسرة الطفلة وتقديم المساعدة الطبية لها.



وقال الدكتور هانى جميعة، وكيل وزارة الصحة، إن المديرية فحصت الواقعة، وتبين بالفحص أن الطبيب «م.ف.م» من مركز دار السلام طبيب النساء والتوليد، أجرى عملية جراحية بوجه الطفلة «مكة خالد»، أدت لحدوث مضاعفات، وتمت إحالة الواقعة إلى النيابة العامة، وغلق عيادة الطبيب ومخاطبة نقابة الأطباء لإحالته إلى لجنة آداب المهنة، ونقل الطبيب خارج مستشفى دار السلام.



وأضاف «جميعة» أن هناك شقة أخرى بجوار عيادة الطبيب يقوم باستخدامها لإجراء العمليات الجراحية، وبها غرفتان للعمليات، و4 آسرة إقامة، وعلى الفور تم اتخاذ الإجراءات العاجلة لغلق عيادة الطبيب والشقة المجاورة، وإحالة تلك الواقعة للنيابة العامة، حيث إن الطبيب خالف آداب وقيم المهنة ومارس تخصصا غير تخصصه.



وأكد أنه تم التواصل مع والد الطفلة لتقديم المساعدة الطبية لابنته، ونقلها إلى مستشفى الحسين الجامعى بالقاهرة لتلقى العلاج اللازم، مضيفًا أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة ضد الطبيب، لتسببه فى إصابة الطفلة، وتفاقم حالتها وممارسته تخصصا غير تخصصه، حيث تم غلق عيادته الخاصة، وإحالة الواقعة للنيابة، ومخاطبة نقابة الأطباء لإحالة الطبيب الى لجنة القيم.



وكشف عم مكة لـ«النبأ» عن أنه تعرض بالطفلة للطرد من داخل المستشفى الجامعي بسوهاج ومستشفى أبو الريش بالقاهرة، مؤكدًا أنه توجه في البداية إلى المستشفى الجامعي وطُرِدوا منها، واصطحب شقيقه ووالدة الطفلة وتوجهوا بها إلى أبو الريش وعقب وصولهم طردهم أحد الأطباء.



وقال «عم الطفلة إنه انتقل إلى مستشفى الحسين وأثنى ثناءً حسنًا على حُسن استقبالهم بالمستشفى، معبرًا بنبرة فرح من داخل قلبه على اهتمام الدكتور وائل عياد الطبيب المعالج لحالة الطفلة، والذي قرر بإجراء عمليتين لمكة.
وتابع خلال حديثه لـ«لنبأ» قائلًا: إن والد الطفلة تبرع لها بالدم وحدد الدكتور المعالج بمستشفى الحسين موعد إجراء عملية استئصال الورم من وجه «مكة»؛ وبعدها عملية التجميل.



وطالب عم «مكة» وزيرة الصحة، هالة زايد، بالتّوصل للطبيب الذي طردهم من داخل مستشفى أبو الريش بالقاهرة، وإجراء تحقيق معه في هذه الواقعة التي تُعد تعديًا صارخًا على حقوق المواطن، وكذلك المستشفى الجامعي بسوهاج والكشف عن سبب عدم استقبالهما للحالة وطريقة تعاملهما مع أسرة الطفلة بهذا الشكل، مؤكدًا أنه لم يترك حق الطفلة.



وبعد ست أشهر على الواقعة وخضوع الطفلة إلى عملية جراحية أكدت أسرة الطفلة أن العملية لم تنجح، على حد قولهم.. وأنهم عادوا بالطفلة من القاهرة إلى بلدتها وما زال وجه مكة «مشوها» بعد استئصال الورم من وجهها.



وقضت محكمة جنح دار السلام بسوهاج برئاسة المستشار أبوبكر ياسين بعضوية المستشار أحمد صادق وكيل النائب العام وأمانة سر وائل حشمت فى القضية رقم 21282 لسنة 2018، والمتهم فيها «ميشيل فليب متى» طبيب النساء والتوليد بالحبس عامين مع الشغل وغرامة 20 ألف جنيه عن التهمة، وهي الرعونة والإهمال الطبى الجسيم، و20 ألف جنيه فى التهمة الثانية وهى إجراء عملية جراحية بدون ترخيص و20 ألف جنيه عن التهمة الثالثة الخاصة بحقوق الطفل.



كما شمل الحكم بأن يؤدى المتهم للمدعى بالحق المدنى بصفته؛ مبلغا ماليا قدره 100001 على سبيل التعويض المدنى المؤقت ومبلغ 50 جنيهًا أتعاب محاماة ومصاريف.



وتكونت لجنة الدفاع من عبد الدايم بكرى نقيب محامين دار السلام وأحمد حسن نور الدين المحامى بالنقض بمشاركة 50 محاميًا من أبناء دار السلام دار السلام.