رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تحقيقات النيابة تكشف أسباب وفاة «استورجي» حرقًا فى «محل أكل عيشه» بالبساتين

محرر النبأ مع شهود
محرر النبأ مع شهود العيان

كشفت تحقيقات النيابة العامة التي باشرها المستشار إسلام علوي، وكيل نيابة البساتين الجزئية، برئاسة المستشار مصطفى البتناوي، عن أسباب الحريق الذي شب داخل ورشة «استورجي بشارع الأوقاف المتفرع من شارع محمد نور الدين بمنطقة عرب المعادي بالبساتين ونتج عنه وفاة صاحب الورشة متفحمًا.

وتبين من خلال التحقيقات أن صاحب الورشة يعتمد في عمله على مواد ملتهبة «سريعة الاشتعال» وأن الحريق نتج أثناء قيامه بوضع الموادة على النار والإعداد لخلطها وأثناء ذلك التهمت النيران المشتعلة في المواد الذي كان يعدها «الاستورجي» لعمله بها ولم يستطيع السيطرة عليها فاشتعلت بملابسه والأخشاب الموجودة بالورشة وخرج من وسط النيران مصابا بحروق بالغة وتوفى قبل وصوله المستشفى.

وأضافت التحقيقات أن تحريات المباحث أكدت عدم وجود شبهة جنائية في الحادث، وصرحت النيابة بدفن الجثة وتم حفظ القضية.   


بدأت أحداث عندما الواقعة تلقى قسم شرطة البساتين بلاغا من غرفة عمليات النجدة يفيد باندلاع حريق بدائرة القسم ووجود حالة وفاة.

وانتقل الرائد أحمد مختار معاون مباحث قسم شرطة البساتين والقوة المرافقة ورجال الحماية المدنية إلى مكان الحادث وبالفحص تبين أن الحريق نشب داخل ورشة استورجي بدائرة القسم، وتمت السيطرة على النيران وإخماده.

ونتج عن الحادث وفاة صاحب الورشة إثر إصابته بحروق بأماكن متفرقة بالجسم، وتم نقل الجثة إلى المستشفى، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وأخطرت النيابة العامة لتتولى مباشرة التحقيقات.

انتقل محرر «النبأ» إلى شارع الأوقاف بمنطقة عرب المعادي بالبساتين، ورصد على أرض الواقع التفاصيل الكاملة للحادث، وتبين أن صاحب الورشة يدعى أيمن فكري، 40 سنة، استورجي، حضر لمنطقة البساتين بالقاهرة مع زوجته وطفليهما بسبب ضيق الرزق في بلدته بمحافظة الشرقية واستأجر شقة ليقطن بها وفتح ورشته للعمل بها ليستطيع الإنفاق على أسرته المكونة من أربعة أفراد.

كان صاحب الورشة يستيقظ كل صباح ويذهب لورشته التي تبعد عن مسكنه بعدة شوارع، وكان محبوبًا من جيرانه «الصنايعية»، حيث تلاصق ورشته بنفس الصف مغسلة سيارات لصاحبها شخص يدعى «باسم» وفي الناحية المواجهة للاستورجي ورشة ميكانيكي موتسيكلات ويوجد على الصفين محلات كثيرة لكنها مغلقة.

والتقى محرر «النبأ» الأهالي والجيران وشهود العيان، وسردوا لنا تفاصيل الحادث، بداية من قيام صاحب الورشة صباح كل يوم لفتح مصدر رزقه كعادته، مرورًا باندلاع الحريق ووفاة صاحب الورشة، وصولا لعملية إخماد النيران بواسطة شباب وأهالي المنطقة، قبل وصول رجال الحماية المدنية بساعتين تقريبًا بالإضافة إلى تلقين الاستورجي للشهادة ونقله إلى مستشفى قصر العيني بسيارة أحد الجيران.

يقول أيمن عيسى، ميكانيكي موتسيكلات بشارع عمارات الأوقاف: «أيمن فكري الاستورجي يحضر ليفتح ورشته الساعة العاشرة من كل صباح كعادته، وفي يوم الحادث الساعة كانت تدق الخامسة مساء، فوجئت بصاحب المغسلة المجاورة لورشة الاستورجي يصرخ بصوت عال وينادي (النار مولعة في ورشة أيمن) قالها قبل أن يكمل: (مكناش نعرف إن الاستورجي بالداخل)، ثم اتصلنا بالنجدة وقسم الشرطة».

وأضاف، أنه بدأ في عملية إخماد النيران بالمياه وطفايات الحريق بمساعدة شباب وأهالي المنطقة وتمكنوا من إخماده، مشيرًا إلى أنه فوجئ بخروج صاحب الورشة من وسط النيران، على قدميه وعقب خروجه مباشرة سقط أرضا بالشارع متابعًا: «أنا شوفته طالع من داخل الورشة خلصان لكن كان فيه الروح ولقنّاه الشهادة، ونقلناه إلى مستشفى قصر العيني بواسطة سيارة أحد الجيران».

واستطرد قائلًا: «احنا طفينا النيران ونقلنا صاحب الورشة إلى المستشفى والنيابة وصلت وعاينت الحريق وبعدها شركة الغاز عاينت أيضًا موقع الحادث، بالإضافة لحضور الرائد أحمد مختار من مباحث قسم شرطة البساتين كله هذا ولسه المطافئ ما وصلتش، وفوجئنا بعد مرور ساعتين تقريبا على الحريق بوصول رجال الحماية المدنية بسيارات الإطفاء».

والتقط أطراف الحديث، شهاب إبراهيم، سائق، أحد شباب المنطقة، قائلًا: «النيران التهمت كل شغل الموبيليا بتاع الزبائن الموجود داخل الورشة من أوض نوم وأنتريهات وكراسي، النار أكلت ومخلتش حاجة يعني (ميتة وخراب ديار)» حسب قوله.

وأضاف السائق في حديثة لـ«النبأ»: «الأسطى أيمن فكري الاستورجي شاب محبوب في المنطقة، يسكن مع زوجته وطفليه في شقة مستأجرة بشارع الجمهورية بذات المنطقة أصل محافظته الشرقية، والورشة كمان مستأجرة وليس ملكه».

وبسؤالنا عن أسباب الحريق، أكد الأهالي والجيران أنهم لا يعلمون أسبابه، وتواصل محرر «النبأ» بضابط وحدة مباحث قسم شرطة البساتين لمعرفة سبب الحريق، لكنه لم يُجب عن السؤال.

والتقينا بـ«حسن الخطيب»، صاحب مكتب عقارات وأحد أهالي المنطقة، وكشف عن أن سبب الحادث ماس كهربائي، مضيفًا أن الاستورجي جميع أدواته في العمل مواد مشتعلة عبارة عن «تنر وجمالكا، وورنيش، سيبرتوا، ومادة بنية اللون» بالإضافة إلى الخشب مؤكدًا أن أقل شرز يحدث داخل الورشة يتسبب في اشتعال النيران وتكون عملية السيطرة عليها صعبة.

وتابع صاحب مكتب العقارات: «الأسطى أيمن خرج من وسط النيران وسقط أرضًا ونقلناه مستشفى قصر العيني لكنه وصل خلصان وتوفى في وقتها، بدأنا في الإجراءات وصرحت النيابة بدفن الجثة ونقلنا جثمانه إلى مسقط رأسه بمحافظة الشرقية وتم دفنه.