رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تخريج 17 من أئمة إفريقيا بعد تدريبهم على الإفتاء ومواجهة التطرف

دار الإفتاء - أرشيفية
دار الإفتاء - أرشيفية

عقدت دار الإفتاء المصرية حفل تخريج الدفعة الأولى من البرنامج التدريبي لأئمة دول قارة إفريقيا، تحت مظلة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم؛ والذي استمر من الفترة من 31 مارس حتى 10 إبريل 2019.

وأكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، خلال فعاليات الحفل أن العلاقات بين مصر والقارة الإفريقية ضاربة في القدم، وراسخة في نفوس جميع الشعوب الإفريقية، الذين تجمعهم حضارات مشتركة ومتقاربة.

وأضاف فضيلته، أن دار الإفتاء المصرية حريصة أشد الحرص على مد يد العون إلى الدول الإفريقية الشقيقة، حيث تمثل إفريقيا أمنًا قوميًّا لمصر، عبر نشر المنهج الوسطي الإسلامي الذي يعد حصنًا منيعًا أمام الفكر المتطرف الذي بات يهدد الجميع، مؤكدًا أن الدار والأمانة ستعملان بكل إمكانياتهما من أجل تفعيل التواصل واستمراره مع الخريجين ومؤسساتهم.

وأوضح مفتي الجمهورية، أنه قيامًا بواجب الوقت، سعت دار الإفتاء إلى إيجاد كيان دولي يجمع المفتين والهيئات والمؤسسات الإفتائية من مختلف دول العالم، فأنشأت عام 2015م "الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم" من أجل التشاور في القضايا التي تهم الأمة مع مراعاة خصوصية كل بلد، وتبادل الخبرات والتعاون فيما بينهم من أجل صالح الأمة، والإفادة من خبرة الدار في تدريب الأئمة والمفتين على مهارات الإفتاء ومواجهة الفكر المتطرف، ومن بينها هذه الدورة التي خرَّجت 18 من أئمة إفريقيا.

من جانبه، صرح الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بأن هذه الدورة المهمة تأتي استكمالًا لمجهودات الدار والأمانة في نقل خبرتها في مجال الإفتاء ومواجهة الفكر المتطرف، من أجل تأهيلهم ليعودوا إلى بلادهم حاملين شعلة العلم وناشرين صحيح الدين.

وأوضح "نجم"، أن المشاركين في البرنامج التدريبي هم 17 إمامًا من أئمة إفريقيا، وتم مراعاة تمثيلهم لجميع بلدان القارة السمراء، مثل: أوغندا وتنزانيا، وغانا، وإفريقيا الوسطى، وتشاد، وتوجو، والنيجر، وكوت ديفوار، وغينيا، وبوركينا فاسو، والسنغال، وجنوب إفريقيا، وكينيا، والكاميرون، وبنين، وأثيوبيا.

ولفت إلى أن هذا التدريب لم يكن الأول لدول أفريقيا ولن يكون الأخير، وذلك إيمانًا من دار الإفتاء والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بدورها القومي والإقليمي، حيث عملت على تقديم كافة أشكال الدعم العلمي والشرعي لدول القارة الأفريقية، خاصة في مجال التدريب على الفتوى، حيث تولت تدريب عدد كبير من الطلبة من مختلف الدول الأفريقية على فنون ومهارات الإفتاء، عبر برامج تدريبها المختلفة التي تمتد إلى ثلاث سنوات، أو الدورات المختصرة التي يتم إعداد برامجها وفقًا لحاجة من يريدون التدريب على الإفتاء مع مراعات خصائص البلدان الأفريقية، عند إعداد المناهج التدريبية لهم.

وعبَّر الأئمة الأفارقة الخريجون -في كلمتهم التي ألقاها نيابة عنهم الشيخ جدة عبدالقادر- عن سعادتهم بالمشاركة في هذا البرنامج التدريبي، الذي جاء في الوقت المناسب بهدف وحدة الأمة الإسلامية من خلال المحافظة على موروثها وثوابتها الدينية في سبيل تحقيق الوسطية والاعتدال.

وأضاف: "استفدنا منها استفادة تامة، ولمسنا من القائمين على التدريب مدى حرصهم على الدين ونشر الوسطية في ربوع الأرض"، كما أن الدورة لم تقتصر على العلوم الدينية فحسب، بل كان القائمون عليها حريصين كذلك على الإرشاد الفكري السليم وتفسير حقائق الدين وفق تطور العقول والعلوم ليستمر في إيجاد الحلول لكل أنماط الحياة البشرية.

وأشار إلى أن الدورة وضعت منهجية مهمة في صناعة عقلية المفتي تنير طريقه لأداء دوره كمُفْتٍ في المجتمع. كما قامت بتنقية وتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة الشائعة الدخيلة على الإسلام وأفسدت عقلية بعض من يقومون بالإفتاء لكي نتجنبها.