رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

قصة اجتماع الـ«6 الكبار» فى الكونجرس لضرب التعديلات الدستورية

الكونجرس الأمريكي
الكونجرس الأمريكي - أرشيفية



اشتعلت معركة التعديلات الدستورية؛ ففي الوقت الذي يجرى فيه الحوار المجتمعي حول هذه التعديلات داخل مجلس النواب، من خلال مشاركة عدد من الشخصيات البارزة، يعقد عدد من الفنانين وبعض المحسوبين على الإخوان جلسة استماع حول تلك التعديلات داخل الكونجرس الأمريكي، فيما بدت المعارضة المدنية الديمقراطية داخل مصر بقيادة حمدين صباحي شبه «تائهة».


رموز مبارك في البرلمان

وضمت قائمة المدعوين لجلسات الحوار الوطني التي تعقدها اللجنة الدستورية والتشريعية حول التعديلات الدستورية عددًا من شيوخ وفقهاء الدستور والفكر والسياسة المحسوبين على نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وهم: الدكتور أحمد فتحي سرور، والدكتورة آمال عثمان، والدكتورة فوزية عبد الستار، والفقيه الدستوري إبراهيم درويش، والذي يعد الأب الروحي للمحكمة الدستورية العليا، وكاتب نصوصها، وساهم في وضع الدستور التركي الجديد في مايو 2011، يُلقبه تلاميذه بـ«صانع الدساتير».


إخوان وفنانون في الكونجرس

ويشارك عدد من الفنانين المصريين وعدد من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين في الخارج، في جلسة بالكونجرس الأمريكي لمناقشة التعديلات الدستورية، ومن أبرز المشاركين في هذه الجلسة: عمرو واكد وخالد أبو النجا بالإضافة إلى يوسف حسين، مقدم برنامج  «جو شو»، ومحمد سلطان، ابن القيادي في جماعة الإخوان صلاح سلطان والذي أفرجت عنه السلطات المصرية عقب تنازله عن الجنسية المصرية وتمسكه بالجنسية الأمريكية، وبهي الدين حسن مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، ومعتز الفجيري المسئول في جمعية «فرونت لاين ديفندر» تحت راية «المنبر المصري لحقوق الإنسان».


وقالت داليا زيادة، رئيس المركز المصري للدراسات الديمقراطية الحرة، إن حقيقة المنبر المصري لحقوق الإنسان تتمثل في أنه إحدى أدوات جماعة الإخوان المستخدمة من أجل تشويه صورة الدولة في الخارج، موضحة أنه لأمر مضحك أن يشارك مجموعة من الفنانين على رأسهم عمرو واكد وخالد أبو النجا، في جلسة بالكونجرس الأمريكي لمناقشة التعديلات الدستورية، في الوقت الذي تطرح فيه مصر الموضوع للنقاش المجتمعي.


وأضافت أن كافة المشاركين في هذه الجلسة يكرهون مصر والمصريين، وتابعت: "الدولة فتحت الباب أمام جميع المصريين بشأن التعديلات الدستورية للمشاركة وطرحت الأمر للنقاش المجتمعي.. وما يسمى المنبر المصري لحقوق الإنسان هو كيان هلامي يضم مجموعة من الأفراد المتعاطفين مع الإخوان".


وأكدت داليا زيادة أن الإخوان يحاولون اختراق المجتمع المصري من خلال هذه الكيانات سيئة السمعة، والتي تمول من قبل النظام القطري، في أغلب الأحيان أو الإخوان في أحيان أخرى. وتابعت: "بهى الدين حسن أحد المنضمين لجلسة الكونجرس وهذا يعد تحالفًا صريحًا مع جماعة الإخوان الإرهابية من أجل المصلحة المادية.


كما سخر الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة "الدستور"، من ممثلي الكيان الحقوقي المزعوم والذي يحمل اسم "المنبر المصري لحقوق الإنسان"، في جلسة الاستماع بالكونجرس حول التعديلات الدستورية في مصر وتأثير ذلك على حقوق الإنسان.


وقال "الباز"، ساخرًا في برنامجه "90 دقيقة"، المُذاع على فضائية "المحور": "عندما تعلم أن معارضي التعديلات الدستورية الذي يحضرون جلسة الاستماع بالكونجرس هم عمرو واكد وخالد أبو النجا، والأراجوز يوسف حسين، مقدم برنامج  جو شو، فهذه هي المسخرة الكاملة".


وواصل أن هذه الحالة تشبه موقف قديم للإمام الشافعي، الذي كان يتحرج من مد قدمه في مجلسه لوجود رجل وقور في المجلس، وكان الإمام يهابه تحسبًا لأن يكون من أهل العلم، وعندما سأل هذا الرجل سؤالًا أفصح به عن جهله، فقال الشافعي مقولته الشهيرة: آن للشافعي أن يمد قدمه.


وأضاف الباز «أنه آن لمصر أن تمد قدمها في وجه هؤلاء الأجراء الذين يعملون ضدها».


المعارضة في التوهان

أما المعارضة المدنية الديمقراطية التي لم يتم دعوتها للحوار المجتمعي، فقد بدت تائهة لا تعرف كيف تتصرف، فقد قال إن معارضين لتعديل الدستور تقدموا بطلب لدى السلطات بالسماح لتنظيم وقفة احتجاجية أمام مجلس النواب.


يقول أحمد عبد الحفيظ القيادي في الحزب الناصري، إن هذه الجلسات لا تعبر عن الحوار الوطني بالشكل الحقيقي، لكنها عبارة عن جلسات خبراء وقادة دولة سابقين منتقين أغلبهم ينتمي لـ«عهد مبارك»، لكنهم أكثر كفاءة من الحاليين، مشيرا إلى أن هذا الحوار لا يضم معارضين أو أحزاب سياسية أو سياسيين ولا نقابات مهنية، بالإضافة إلى أن الفترة المحددة لهذا الحوار قصيرة جدا.


ويضيف محمد سامي، رئيس حزب «تيار الكرامة»، أنه لم يرى أو يسمع هذه الجلسات على الهواء، وبالتالي هو ليس لديه أدنى فكرة عن ما قيل فيها، وأنه لا يفهم سر عدم دعوة التيار المدني الديمقراطي لهذا الحوار، مشيرا إلى أن خيارات التيار المدني ستكون في إطار التعبير السلمي.


وعن دعوة بعض الشخصيات البارزة مثل الدكتور أحمد فتحي سرور والدكتورة آمال عثمان والدكتورة فوزية عبد الستار لهذه الجلسات قال «سامي»، إنه لا يستطيع التشكيك في كفاءة وفي رؤيتهم القانونية، لكن في كل الأحوال يظل هؤلاء شركاء في ترتيبات تولى جمال مبارك الرئاسة في عهد «مبارك»، وبالتالي من الطبيعي أن يعبروا عن نفس المدرسة القديمة.