رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الدور الخفى لـ«سامح شكرى» فى ترحيل شباب الإخوان من تركيا وماليزيا

النبأ


فى الفترة الأخيرة، أعلنت تركيا وماليزيا احتجاز وترحيل عدد من شباب الإخوان إلى مصر، ما أثار صدمة وغضب شباب الجماعة المقيمين في تركيا، الذين صبوا جام غضبهم على السلطات التركية وقيادات الجماعة.


هذا الترحيل لشباب الجماعة من تركيا وماليزيا أثار الكثير من الأسئلة وعلامات الإستفهام، على رأسها: هل تخلى عنهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي احتضن شباب وقيادات الجماعة الذين فروا من مصر بعد ثورة 30 يونيو، ووفر لهم ملاذا أمنا، وما زال يرفض التعامل مع النظام المصري ويزعم أن ما حدث في مصر  كان انقلابا عسكريا وليس ثورة شعبية، وهل تخلى عنهم أيضًا رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، الذي زار مصر أثناء فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، وعقد اجتماعات مع رئيس الوزراء الأسبق هشام قنديل؛ لبحث سبل استفادة مصر من بعض عناصر التجربة الماليزية، وفتح أبواب ماليزيا لشباب وقيادات الجماعة بعد سقوط حكم الإخوان في 2013.


وكشفت مصادر صحفية، أن السلطات التركية تعتزم ترحيل «12» من عناصر جماعة الإخوان إلى مصر، بسبب مخالفتهم قواعد الإقامة وانضمام بعضهم لتنظيمات إرهابية وجهادية، وانشقاقهم عن جماعة الإخوان.


وأضافت المصادر، أن السلطات تحتجز هؤلاء الشباب منذ أيام، ومنهم عمرو عكاشة وهو شاب إخواني تزوج من فتاة تركية تعمل في مكتب مسئول تركي كبير، وسط أنباء عن قرب تسليمهم لمصر، مشيرة إلى أن جميع هؤلاء العناصر محكوم عليها بالسجن المؤبد والمشدد لتورطهم في قضايا عنف وإرهاب في مصر.


ودشن شباب الجماعة «هاشتاج» على مواقع التواصل أطلقوا عليه «ضد الترحيل» يحثون فيه قادة الإخوان على التدخل، ومنع ترحيل هؤلاء الشباب، كما دشنوا حملات أخرى يستغيثون فيها بقادة التنظيم الدولي للإخوان للتدخل لدى السلطات التركية والإفراج عن زملائهم ومنع ترحيلهم.


يأتي هذا بعد أيام قليلة من لقاء جمع ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعدد من شباب وأعضاء جماعة الإخوان الهاربين من مصر.


ونقل هؤلاء الشباب لـ«مستشار أردوغان» تخوفهم من تكرار ما حدث مع الشاب محمد عبد الحفيظ حسين، الذي تم ترحيله لمصر، بسبب انشقاق بعضهم عن جماعة الإخوان، وعدم رضا قيادات الجماعة عليهم، وانضمام البعض منهم لتنظيمات متطرفة.


وطمأن مستشار أردوغان الشباب الغاضبين، وأكد لهم أنه لن يتم ترحيل أي منهم لمصر، وأن واقعة تسليم الشاب الإخواني المحكوم عليه بالإعدام في قضية اغتيال النائب العام لمصر كانت خطأ غير مقصود ولن يتكرر.


وقبل ذلك، نظّم عناصر الجماعة وقفات واعتصامات أمام مقر القنصلية المصرية في اسطنبول، احتجاجًا على ترحيل السلطات التركية للشاب محمد عبد الحفيظ، بعد وصوله من مقديشو إلى مطار إسطنبول بتأشيرة "غير مناسبة"، حسبما قال ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي، كما أقاموا وقفات أخرى اعتراضا على ترحيل ماليزيا 5 من عناصر الإخوان لمصر، بالإضافة لشاب مصري كان إخوانيًا وانضم لاحقًا إلى "أنصار الشريعة".


وقالت مصادر صحفية، إن اتهامات متبادلة، وتصعيدًا إخوانيًا، جرى عقب تسليم السلطات التركية للشاب محمد عبد الحفيظ، المحكوم عليه بالإعدام في قضية اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، بعد أن قدم من العاصمة الصومالية مقديشو.


وأثار الموقف غضبا عارما داخل الجماعة، وحالة من الفزع والرعب بين شبابها وعناصرها المقيمين في تركيا ضد قادتهم والحكومة التركية.


ودشنت مجموعة من شباب الجماعة المقيمين في تركيا عدة حملات للتنديد بتسليم السلطات للشاب الإخواني، مطالبين بالتحقيق مع قادة الجماعة الذين تقاعسوا عن التدخل لمنع ترحيله، بحجة أنه لا ينتمي للجماعة، وأنه ينتمي لحركة داعش.


وقال القيادي في الجماعة، صبري أبو الفتوح إن السلطات التركية قامت بترحيل محمد عبدالحفيظ بشكل مفاجئ، لافتًا في تسجيل له إلى أن هذه المرة الأولى التي ترحل فيها تركيا مصريا إلى بلده على خلفية أحكام قضائية صادرة في حقه.


غير أن أبو الفتوح، اعترف أن الجماعة ردت في بداية الأمر أن عبدالحفيظ "يتبع جماعة الجهاد ولا ينتمي للإخوان"، وهذه الذريعة تتخذها السلطات التركية كسبب لتبرير ترحيل عبدالحفيظ.


واستطرد أبو الفتوح "لاحقا، عرفنا أنه من الإخوان المسلمين، وقد لامونا (السلطات التركية) لعدم معرفتنا به (عبد الحفيظ) اتصلنا بجهات أمنية (تركية) ولم تعطنا إجابة واضحة حول مصيره، ولاحقا تم ترحيله إلى قسم شرطة في محيط المطار".


وبحسب ما نشره الباحث في الشأن التركي سعيد الحاج فإن ترحيل الشاب سببه تأخر أحد قيادات الإخوان في التنسيق مع السلطات التركية وحين سأله الأمن التركي عن هويته، قال لهم إنه لا يعرفه ولا يعرف أنه من جماعة الإخوان المسلمين، وإنه ينتمي إلى جماعة الجهاد.


بعد أسابيع قليلة من ترحيل السلطات التركية للشاب الإخواني، محمد عبد الحفيظ حسن، المحكوم عليه بالإعدام في قضية اغتيال النائب العام السابق هشام بركات إلى مصر، أعلنت شبكات ومواقع وحسابات تابعة لجماعة الإخوان ترحيل السلطات الماليزية لـ 4 من عناصر الإخوان الهاربين والمحكوم عليهم في قضايا عنف لمصر، بدعوى مخالفتهم لقوانين الإقامة فيها


وكشف الشباب عن هوية هؤلاء الأربعة، وهم: عبد الرحمن عبد العزيز أحمد مصطفى، وعبدالله محمد هشام مصطفى، ومحمد عبد العزيز فتحي عيد، وعزمي السيد محمد إبراهيم، مؤكدين أن أسرهم وعائلاتهم استغاثوا بقيادات الإخوان في تركيا وقطر وماليزيا لوقف ترحيلهم لمصر خشية تعرضهم للسجن.


وبحسب مصادر صحفية، فإن هناك 20 مطلوبا أمنيا لمصر، من شباب الإخوان المتورطين في ارتكاب جرائم عنف وإرهاب ومحكوم عليهم بالسجن، فروا لماليزيا بطريقة غير شرعية وحاولوا الإقامة فيها بصفة غير قانونية، مضيفين أن قيادات الإخوان المقيمين في تركيا، توسطوا للإبقاء على 16 منهم بحجة أنهم ينتمون للجماعة بالفعل، فيما أعلنوا تبرؤهم من الأربعة الآخرين بزعم أنهم ينتمون لجماعات "جهادية".


يقول أحمد عبد الحفيظ القيادي في الحزب الناصري، إن قيام تركيا وماليزيا بترحيل عدد من شباب الإخوان إلى مصر شئ طبيعي ومتوقع، مشيرا إلى أن ذلك طبيعي بالنسبة للدول التي تتخلى عن الجماعات بعد أن تحقق منها أهدافها، لافتا إلى أن موقف الرئيس التركي من الرئيس عبد الفتاح السيسي شئ وترحيل شباب الجماعة شئ أخر، لأن ما يحدث في السر يختلف عن ما يحدث في العلن، وفي النهاية المصالح بين الدول هي التي تسود، ولا يمكن لأي دولة أن تضحي بمصالح شعبها من أجل جماعة.


وأشار إلى أنّ موقف الرئيس التركي المعلن من الرئيس السيسي هو موقف تكتيكي سياسي من أجل إرضاء الجماعة، لكن ما يحدث في الكواليس شئ أخر، موضحا أن موقف أردوغان ومهاتير محمد الجديد من الجماعة كان بسبب اكتشافهما فشل مشروع الإخوان، كما يدخل في إطار الترتيبات الجديدة في الشرق الأوسط بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، لافتا إلى أن أردوغان يحاول من خلال تصريحاته المعادية لمصر وللرئيس عبد الفتاح السيسي امتصاص غضب الجماعة، لكنه في النهاية لن يستطيع التضحية بمصالح الشعب التركي.


من ناحيته، يقول الشيخ نبيل نعيم، القيادي السابق في تنظيم الجهاد، إن الرئيس التركي مجبر على تسليم المتورطين في أعمال عنف والصادر ضدهم أحكام نهائية لمصر، لأن هناك شكوى موثقة بالأدلة تقدم بها سامح شكري وزير الخارجية للأمم المتحدة تتهم تركيا برعاية الإرهاب في مصر ومخالفة قوانين الأمم المتحدة، ويطالب فيها بتسليم المتورطين في عمليات إرهابية عن طريق الإنتربول الدولي.


وأشار إلى أن «أردوغان» سيحاول تفادي العقوبات التي يمكن أن توقع على تركيا من الأمم المتحدة ويقوم ببيع الإخوان، والتضحية بالمتورطين في أعمال عنف، لافتا إلى أن هجوم أردوغان على مصر والرئيس السيسي هو للاستهلاك المحلي، موضحا أن مهاتير محمد ليس إخوانيا، لكن لديه توجهات إسلامية، والإخوان يدعون أنه ينتمي لهم.


وأكد أن مهاتير محمد لن يضحي بمصالح بلاده من أجل الجماعة، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان دائما وطوال تاريخيها تضحي بالشباب بعد أن تورطهم في أعمال العنف، منوها إلى أن حسن البنا تبرأ من قاتل النقراشي باشا وقال مقولته الشهيرة «ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين»، وهذه هي المقولة التي تتبرأ بها الجماعة من الشباب بعد الزج بهم في أتون العنف والإرهاب.