رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«تعذيب» طلاب الثانوية العامة وأولياء الأمور برعاية طارق شوقى

طارق شوقي - أرشيفية
طارق شوقي - أرشيفية


يبدو أنّ الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، سيظل يفاجئ المصريين بتصريحات وقرارات جديدة بشأن النظام الجديد، فلا تكاد تنتهى أزمة الدراسة بنظام التابلت، وأزمات امتحانات الأوبن بوك لطلاب أولى ثانوي، حتى خرج الوزير معلنًا عودة نظام الثانوية التراكمية بنظام العامين، بعدما كانت عامًا واحد، الأمر الذي صنع حالة من الجدل على الساحة في مصر، لما تشكله مرحلة الثانوية العامة، من أهمية كبيرة، للدولة، وكذلك الأهالي على حد سواء، نتيجة لسياسات حكومية خاطئة ربطت مواقع الكليات بالمجموع وحده.


وقالت وزارة التربية والتعليم الوزارة، إن الصف الأول الثانوى هو سنة تدريبية فقط (لهذه الدفعة والدفعات المتتابعة) لتدريب الطلاب على نظام التقييم الجديد دون الأخذ بدرجات الامتحانات فى المجموع التراكمي، وأن امتحانات شهرى يناير ومارس ٢٠١٩ تدريبية لا تحتسب درجاتها في النجاح والرسوب، لكن امتحانات شهرى مايو ويونيو سيحاسب عليها الطالب إما بنجاحه أو رسوبه فقط إلى الصف الثاني الثانوي.


وأشار بيان الوزارة إلى أن بقية السنوات والمتمثلة فى الصفين الثاني والثالث الثانوي سنوات تراكمية لمجموع امتحان السنتين ما يتيح للطالب أكثر من فرصة لتحسين المجموع، حيث يؤدي الطالب 4 امتحانات في الصف الثاني الثانوي ويحصل على أعلى درجات امتحانين فيهما، وفي الصف الثالث الثانوي نفس الطريقة، بحيث يلتحق بالجامعة بمجموع درجات أعلى 4 امتحانات في الصفين الثاني والثالث الثانوي.


وأشعلت تصريحات وزارة التربية والتعليم، حالة من الاستنكار والرفض بين أولياء الأمور، الأمر الذي دفع «شوقي» للرد وصب جام غضبه على منتقدي القرار، وذلك في بيان توضيحى طويل حمل عنوان "الرد الرسمي على هواة ومحترفي الجدل والبلبلة الدائمة بخصوص نظام التعليم الجديد المعدل في التعليم الثانوي".


وقال وزير التربية والتعليم، إنه بشأن ملامح النظام الجديد، فإن السنة الأولى الثانوية تعتبر سنة "انتقالية تدريبية" لدفعة ٢٠١٨-٢٠١٩ والدفعات المتتابعة في السنوات القادمة، وهذا ليس قرارًا جديدًا ولا هو استجابة لجروبات السوشيال ميديا ولكنه قرار قديم منذ أطلقنا النظام المعدل، فلسفة القرار تتلخص في منح نفس الفرصة لكل الدفعات للانتقال التدريجي من ثقافة الحفظ والتلقين إلى ثقافة التعلم المستهدف للفهم والتفكير العلمي.


وأضاف: يعتمد النظام التراكمي على حساب الدرجات لامتحانات الصفين "الثاني والثالث الثانوي" عن طريق حساب متوسط الدرجات، على سبيل المثال، إذا تمت ٤ امتحانات في مادة في الثاني الثانوي سوف نأخذ متوسط أعلى درجتين من الأربعة كي تكون درجات الطالب في هذه المادة في الثاني الثانوي (x2) ثم نكرر نفس المنهج في الثالث الثانوي لنحصل على متوسط جديد (x3) وبالتالي الدرجة النهائية في هذه المادة تكون (x2 + x3)٢.


ولم يكن النظام الذي أعلن طارق شوقي عنه حديثًا في مصر، فقد كانت بدايته في مصر بعام 1994 في عهد الدكتور حسين كمال عندما دخلت الثانوية العامة بنظام المرحلتين، وتحولت الدراسة في الشهادة الثانوية إلى النظام الممتد بين العامين الثانى والثالث الثانوي، وكانت الدراسة تتم بموجب مواد إجبارية ومواد اختيارية يختارها الطالب عند التخصص في الصف الثانى الثانوي.


ووفقا لهذا النظام كانت تحسب درجة الطالب بمتوسط ما حصل عليه من درجات في العامين الثانى والثالث للثانوية العامة، وفى نفس العام أدخل الدكتور حسين كامل بهاء الدين نظام تحسين المجموع، ووفقا لهذا النظام كان يحق للطالب دخول الامتحان لخمس مرات بغرض تحسين مجموعه، وبناء عليه حصل لأول مرة في العالم طلاب الثانوية العامة على مجاميع 110% وما يزيد.


وألغى هذا النظام بعد عامين من تطبيقه، وتحديدا في عام 1996 في حكومة الدكتور كمال الجنزوري، ومع هذا ظلت الثانوية العامة تدرس بنظام العامين وبنظام الشعبتين، ليعود مرة نظام العامين بعد توقفه لفترة زادت عن الخمس سنوات.


وفي هذا السياق، انتقد الدكتور كمال مغيث، الخبير التعليمي، نظام العامين التراكمي الذي أعلنه طارق شوقي، قائلًا إن مصر تشهد حالة من العبث في إدارة العملية التعليمة، الذي يصل لحد الجنون، مضيفا منذ إطلاق الوزير الحالي طارق شوقي لفظ التطوير والمنظومة الجديدة، ونحن نطالب بوجود نظام مكتوب ومحدد المعالم حتى نستطيع الإطلاع عليها ونناقش في تفاصيله.


وأضاف في تصريح خاص لـ"النبأ" أن من يقوم بتشييد عمارة أو عمل مشروع يقوم بعمل صيغة مكتوبة تتضمن المدى الزمني والأولويات وكذلك مصادر التمويل يستطيع المعنيون رؤيتها ومن ثم تقييمها، ولكن للأسف الوزير لم يكتب ورقة تتضمن أي خطة وبالتالي لا يوجد أمامنا سوى كلام "فارغ" يقوله الوزير في الفضائيات لعمل "شو" إعلامي.


وتابع: تصريحات طارق شوقي تؤكد حالة الفوضى التى نعيشها، متابعًا "أصبحنا نرى الطلاب يستخدمون التابلت في تصفح المواقع الإباحية، وكان قال إنه لن يحدث، وأعلن عن امتحان تجريبي وبعدها قال "أنا سيبت العيال يغشوا بمزاجى" وبعدها يقول إن الثانوية تراكمية بثلاث سنين ليعود بعدها ويعيدها لعامين بعد الفشل الواضح في فكرة الأوبن بوك، فنحن في كارثة حقيقية.


وأشار إلى أن الأفضل في الثانوية العامة هو العودة باحترام إلى فكرة السنة الواحدة، منذ بداية تطبيقها في 2012، على أن يتم تطوير الامتحانات في الأعوام القادمة، ومن ثم اللجوء بعدها النظام الأنسب.


من جانبه، قال عبد الحفيظ طايل، مدير مركز الحق في التعليم، إن طارق شوقي منذ توليه حقيبة التعليم وهو يدلى بتصريحات لا تعكس الرغبة الحقيقية في إصلاح التعليم، وهو جوهر الأزمة، مشيرًا إلى أن الأزمة تتلخص في أنه لا يعالج المشكلات الأساسية في التعليم، وهو عدم إتاحة التعليم الجيد الشامل والمنصف للجميع المجان.


وأضاف في تصريح خاص لـ"النبأ" أن التفكير بعيد عن صلب هذه الأزمة لن يصنع أي فارق في العملية التعليمية، مضيفا ما فائدة وجود التابليت إذا كان معطلا في بعض المدارس بسبب عدم وجود بنية تحتية، متابعا نحن بحاجة إلى إرادة سياسية ورؤية وممارسات وليس تصريحات إعلامية.


وتابع: طارق شوقي تحدث عن أن الثانوية العامة بأنها ستكون ثلاث سنوات وأنها أفضل نظام، وبعدها قال عامين، وسنوزع التابليت في موعد ثم يؤجل حتى تم تسليمه وتصادمنا بأزمة عدم وجود بنية تحتية وبالتالي هو لا يحل مشكلات.


وأضاف: لا يوجد أفضل في نظام الثانوية العامة ولكن هناك نظام مناسب والذي يستوجب أن تقوم الحكومة بالبحث ودراسة تجارب الدول الأخرى، مضيفا أن كل الممارسات التي تحدث في الثانوية العامة تستهدف إلهاء الناس عن المشكلات الحقيقية في التعليم وهذه سياسة ليست جديدة فكل وزراء مصر السابقين كانوا يفعلون ذلك لأن سياسة الوزارة الخاطئة جعلتها أهم سنة بالنسبة للمصريين.


وأشار إلى أن انتقاد طارق شوقي لرافضي النظام يكشف عن أسلوب لوم الضحية، بمعنى أن من يخطئ في حق المجتمع يوصم الرافض بأنه جاهل لمجرد، مضيفا هذا النظام لن يحل مشكلات التعليم.