رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

خطة اصطياد 2500 «داعشي» ومنع انتقالهم من تونس لمصر

عناصر داعش
عناصر داعش


خلال القمة العربية الأوروبية التي عقدت في شرم الشيخ، طُرح سؤال مهم عن الأماكن التي سيذهب إليها «الدواعش» العائدون إلى بلادهم، خاصة أن القادة الأوربيين بحثوا عن مكان لاحتواء الفارين من سوريا والعراق والبالغ عددهم 800 مقاتل، طرحت قضية هؤلاء المتطرفين بعد القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب نحو ألفي جندي أمريكي من سوريا يشكلون سندًا لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، وهو تحالف كردي عربي يقاتل تنظيم «داعش».


وتعد فرنسا معنية أكثر من سواها بهذه القضية، خصوصًا أنها تعرضت في الأعوام الأخيرة لاعتداءات عدة دبرت أحيانًا في سوريا، فضلا عن أن المقاتلين الأكراد يعتقلون نحو 130 متطرفًا فرنسيًا.


وأعلنت باريس أنها تدرس كل الخيارات لتجنب هروب هؤلاء الأشخاص وتفرقهم من دون أن تستبعد إعادتهم.


وتتخوف الدول الأوروبية من عودة المقاتلين الأجانب فى صفوف تنظيم داعش الإرهابى إلى بلدانهم، فيما رحبت الحكومة الألمانية على لسان المتحدث باسم الداخلية الألمانية بعودة المقاتلين الألمان فى صفوف داعش إلى برلين، مؤكدا أن من حق كل مقاتلى داعش الذين يحملون الجنسية الألمانية العودة.


بدوره قال مسئول عسكرى أمريكى إن مئات المسلحين التابعين لتنظيم داعش فروا من سوريا إلى جبال وصحراء غربى العراق، فى الأشهر الستة الماضية، وبصحبتهم ما يصل إلى 200 مليون دولار نقدا.


ويتزامن الإعلان الأمريكي عن فرار مقاتلي تنظيم داعش من سوريا إلى العراق فى ظل أزمة تعيشها حكومة بغداد، وفى وقت سابق من هذا الشهر، قال قائد القيادة المركزية الذي يشرف على القوات الأمريكية فى الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل إنه لا يزال هناك ما بين 20 إلى 30 ألفا من مقاتلي داعش، الأمر الذي يتوافق مع تقديرات الأمم المتحدة الصادرة فى أغسطس الماضى.


وشهدت مباحثات الثنائية بين القادة العرب والأوربين أزمة عودة الدواعش، حيث شهد اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي وقائد السبسي الرئيس التونسي، بحث التنسيق الأمني بين البلدين، لاسيما أن هناك مخاوف مصرية من نزوح أكثر من ألفين ونصف مقاتل داعشي لمصر موجودين في تونس والظروف مهيئة لهم بالهروب إلى ليبيا ثم مصر.


وكشفت المباحثات داخل المؤتمر، أنّ هناك ما يقرب من ألفين ونصف داعشي كانوا في صفوف تنظيم الإرهاب في سوريا والعراق تعود أصولهم للدول العربية وتحديدا لمصر وتونس وليبيا والسودان، وهم الآن في طريق العودة عن طريق إسرائيل والسودان ثم ليبيا وتونس، ولكن نجح الجيش المصري في فرض حراسة أمنية مشددة لمنع دخولهم لمصر على الحدود الغربية والجنوبية وعبر السواحل.


ونشر مركز «سوفان» المهتم بالقضايا الأمنية مؤخرًا دراسة تفيد بأن 5600 شخص ممن التحقوا بالتنظيم، عادوا إلى ديارهم.


ويشير التقرير، إلى أن هؤلاء ذهبوا إلى العراق وسوريا من 33 دولة، قبل أن يتوقف تدفقهم بشكل نهائي هذا العام مع خسارة التنظيم مساحات كبيرة من الأراضي.


أما العدد الكلي، بحسب التقرير، فهو أكثر من 40 ألف شخص من أكثر من 110 بلدان حول العالم، سافروا إلى سوريا والعراق إثر إعلان «دولة الخلافة» المزعومة عام 2014.


وساعدت البيانات التي وجدت بعد سقوط الرقة في توثيق أسماء 19 ألفًا منهم، والأطفال الذين انضموا إلى داعش، أو كما في حالة بعض الأطفال ممن ولدوا في مناطق «داعش». فالتعامل مع هؤلاء يستدعي، بصورة عاجلة، استحداث آليات للسلامة العقلية والدعم الاجتماعي، لأن بعضهم دُربوا على حمل السلاح والقتل، فيما أوصت الولايات المتحدة الدول الغربية عمومًا وفي مقدمتها فرنسا، بأن تعيد مواطنيها الذين انضموا إلى صفوف تنظيم «داعش» في سوريا ثم اعتقلتهم القوات الكردية في معاركها أثناء تحرير المناطق التي كانت تحت سيطرة التنظيم الإرهابي وملاحقتهم قضائيا أولا ومن ثم إعادة دمجهم في المجتمع، حسب الخارجية الأمريكية.


وأفاد المركز الدولي للتصدي للإرهاب بأن ثلث المقاتلين الأوروبيين المنتمين لتنظيم داعش غادروا سوريا، وأشار إلى أن غالبية المقاتلين السابقين يقطنون حاليًا في بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا.


وأكد أنه على الأرجح، سيلجأ بعض العائدين إلى استخدام العنف ضد مدنيين أو في مناطق حرب قريبة، سواء لأسباب أيديولوجية (إذ يسعون لقتل أو طرد أولئك الذين لا يتبنون رؤيتهم داخل الأراضي الخاضعة لسيطرتهم)، أو لأسباب تكتيكية.


وتتحدث أرقام المفوضية الأوروبية عن 10000 مسلح أوروبي سافروا إلى العراق وسوريا منذ ظهور «داعش» في هذين البلدين، وإن نصفهم ينوي العودة إلى بلادهم وتكمن الخطورة في مؤهلاتهم الجديدة، وقدراتهم القتالية التي اكتسبوها جراء تدريب مكثف الذي نالوه.


من جانبه استبعد نهائيًا اللواء نصر موسي، الخبير الأمني، موافقة دول عربية أو بمنطقة الشرق الأوسط على تأسيس معتقل «جوانتانامو» على أرضها لاستضافة وسجن دواعش أوروبا بعد رفض قبولهم هناك والبالغ عددهم حتى الآن ما يقرب من 800 فرد طالب ترامب الدول الأوربية باستلامهم، مؤكدًا أن قضية مكافحة الإرهاب كانت على مائدة القمة العربية الأوربية، وتمت فيها مناقشة أزمة احتواء الدول العربية للجماعات الإرهابية ودعم الإخوان، وطالبت مصر بضرورة تسليم المطلوبين أمنيًا، ورفض احتواء نشاطهم على الأراضى العربية.


وقال الخبير الأمني، إن هناك تنسيقًا أمنيًا مصريًا مع جميع الدول العربية لمنع دخول «دواعش أوروبا» لمنطقة العربية خاصة السودان وليبيا متوقعا حل هذه الأزمة بقيام أمريكا بسجنهم في معتقل "جوانتانامو" حيث ضم خلف جدرانه عناصر إرهابية من كافة أنحاء العالم، من بينهم عدد كبير من أعضاء تنظيم القاعدة الإرهابى وحركة طالبان، والذين بدأ انضمامهم للمعتقل فى عام 2002، فى أعقاب حادث 11 سبتمبر، وبدء الحرب الأمريكية على أفغانستان، كما أنه يمثل بديلا مثاليا للإدارة الأمريكية لنقل دواعش أوروبا، الذين سبق وأن هدد ترامب بإطلاق سراحهم فى حالة عدم استجابة حلفائه لدعوته باستعادتهم.


وأشار إلى أن استخدام «ترامب» لغة التهديد فى خطاب ترامب تجاه حلفائه الأوروبيين يمثل استباقا محتملا لعرض أمريكى يقوم على نقل دواعشهم من سوريا إلى المعتقل، خاصة مع اتجاه العديد من الأصوات الأوروبية لكيل الانتقادات الإدارات السابقة بسبب الممارسات التى كانت تتم هناك تجاه المعتقلين، وبالتالى تمثل التهديدات الأمريكية لقادة أوروبا محاولة من قبل الرئيس ترامب للحصول على موافقتهم ومساومتهم حتى لا يكونوا بعيدين عن الانتقادات المتوقعة من قبل العديد من المنظمات الحقوقية سواء داخل بلدانهم أو فى بلدان أخرى.


في السياق ذاته قال الدكتور إبراهيم المنسي الخبير في مكافحة الإرهاب، إن آلاف الإرهابيين الأجانب يمثلون أزمة فى المنطقة العربية، فإذا كانت أعداد الأوروبيين تقدر ما بين 4 و6 آلاف، هناك 40 ألف داعشى حسب بعض تقديرات مركز الإرهاب فى الأمم المتحدة من دول عربية وإسلامية، بعضهم هرب وتسرب إلى زحام المدنيين، أو يفكر فى العودة لبلاده. 


وإذا رفضت أوروبا تسلم مواطنيها من الإرهابيين، فهناك أكثر من احتمال لمصائرهم، منها أن ينتقلوا إلى مناطق أخرى، إلى ليبيا، أو يختفوا مؤقتا فى العراق أو سوريا، وبعضهم هرب إلى باكستان أو أفغانستان، ليتحولوا إلى مرتزقة ينفذون عمليات لمن يدفع، وهو الأمر الذي كان محور القمة العربية الأوروبية.


وعن طريقة هروب الدواعش من سوريا، كشف الخبير في مكافحة الإرهاب، أن الكثير منهم خرج عن طريق تركيا، عبر الحدود الكردية التركية، وهناك من غير في شكله بشكل تام وانغمس داخل المجتمع، ومن تركيا عبر السواحل يتم تهريبهم عبر الدول الأوروبية وتحديدًا بلجيكا وإيطاليا وبريطانيا، وهناك من يدخل الحدود الليبية عبر البحر، والآخر دخل السودان ثم بعض الدول الإفريقية عبر إسرائيل.