رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أيتها الإعارة وما يرتكب باسمك؟

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

** فى عام 2008 أصدر الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم قرارا ينص على عدم خوض لاعب مباراة أمام فريقه المعار منه، وفسر الاتحاد هذا القرار بأنه منعا لتضارب المصالح بسبب انتماء هذا اللاعب قانونا للفريقين المتباريين. لكن فى المقابل رفض الاتحاد الأوروبى هذا الشرط فى موضوع كورتوا حارس مرمى تشيلسى المعار إلى أتليتكو مدريد ورفع عن الشرط الجزائى بسداد ثلاثة ملايين يورو نظير اللعب فى تلك المواجهة. وهذا البند معمول به فى إسبانيا وفى إيطاليا، وربما فى دول أخرى.
** أستعين بتجارب الأوروبيين فى الرياضة وفى كرة القدم كثيرا، لكن ليس معنى ذلك هو الموافقة على كل ما يطرحونه من قرارات وافكار. ولم ولن أقتنع ببند منع اللاعب المعار من اللعب أمام ناديه، للأسباب التالية:
أولا: هذا افتراض بسوء النية وسوء القصد فى منافسة رياضية شريفة.
ثانيا: الاحتراف معناه أن تنتمى وتؤدى عملك بكل طاقتك فى موقعك أينما كان هذا الموقع.
ثالثا: لماذا يترك النادى نجومه إذا كان يخشاهم مستقبلا؟
رابعا: هذا البند يهز مبدأ تكافؤ الفرص بشكل عام.
** الأهلى من جهته أكد عن طريق المهندس عدلى القيعى مستشار التعاقدات أن النادى مستعد بعدم وضع هذا البند فى عقود إعارات لاعبيه بشرط أن يعمم ذلك على كل الأندية، فليس من المعقول أن يتعاقد أى فريق مع عشرين لاعبا ويخرجهم على سبيل الإعارة ويمنع مشاركتهم ضده فى مباريات.
** أثق أن الأهلى نفسه يرفض هذا البند لأسبابى نفسها. لكنه أضطر إلى ذلك لأن الزمالك فرض هذا الشرط على لاعبيه المعارين منذ سنوات إلى أندية أخرى. وفى قصة سيسيه وزميله داوودا فى الاتحاد السكندرى ومشاركتهما فى البطولة العربية كنموذج لهذا البند ولهذا الخلاف بين الزمالك وبين الاتحاد السكندرى.
** سبق أن تحدثت عن موضع سيسيه وداوودا فى حينه، وسبق رفضى لتلك البدعة العالمية التى تم استيرادها محليا. وكان رفضى واضحا وهو ما كررته بشأن لاعبى الأهلى المعارين للجونة، ولكل اللاعبين المعارين بكل الأندية. فالأهلى ليس هو الوحيد الذى يفعل ذلك، وقد فعله متأخرا، لأنه وجد الأندية الأخرى تمارس حقا هو لم يمارسه.
** القضية عامة وليست قضية الأهلى ( لعل الجملة تكون واضحة). فلماذا يلعب سيسيه مع الاتحاد السكندرى ويتألق أمام الأهلى، بينما لا يلعب أمام الزمالك. أليس فى ذلك عدم عدالة وإهدار لمبدأ تكافؤ الفرص؟ وبالمثل لماذا يلعب نجوم الأهلى مع الجونة أمام بيراميدز أو الزمالك بينما لا يلعبون أمام الأهلى؟
** أرفض البند تماما حتى لو طبق فى الكوكب كله. وأستند فى رفضى على مبادئ وعلى منطق. لا سيما أن هوجة الإعارات انتشرت فى الكرة المصرية، حيث تقوم أندية بإعارة عشرة لاعبين وتحرمهم من اللعب ضدها. بينما فى تطبيق هذا البند بأندية أوروبا قد يسير الأمر على لاعب أو لاعبين وليس على فريق كامل من اللاعبين المعارين كما هو الحال فى ملاعبنا الفريدة فى كل شىء..!
** عندما يعلو صوت الفوضى يكون الحل فى القانون الذى يطبق لمبادئ العدل والمساواة. وهذا دور اتحاد كرة القدم صاحب السلطة التشريعية فيما يتعلق بنظام ولوائح اللعب. وهو نفسه دور الاتحاد الإنجليزى الذى أقر الشرط، ودور الاتحاد الأوروبى الذى رفض هذا الشرط..
** تلك وجهة نظرى.. راجيا أن تكون وصلت ولم تضل الطريق.. أيتها الإعارة كم ما يرتكب من الأخطاء باسمك؟
نقلًا عن "الشروق"