رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بكين تعلن تحقيق تقدم كبير في مفاوضاتها التجارية مع واشنطن

النبأ

أعلنت الصين، اليوم الإثنين، أنها أحرزت تقدما كبيرا في مفاوضاتها التجارية مع الولايات المتحدة في قضايا محددة، فيما انشغل الجمهور الصيني بالجدل حول التنازلات.

واحتل الحديث عن التنازلات التي يمكن أن تكون قدمت وصولا لهذا التقدم الذي ينبئ بقرب التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب التجارية بين اكبر اقتصادين في العالم مساحة على منصات التواصل الاجتماعي.

وخلال الجولة التي جرت في الفترة من 21 إلى 24 فبراير في واشنطن، وهي السابعة منذ فبراير العام الماضي، قالت وكالة شينخوا الرسمية الصينية نقلا عن الوفد الصيني المشارك في المفاوضات إن الجانبين أحرزا تقدما كبيرا في نقل التكنولوجيا وحماية حقوق الملكية الفكرية والحواجز غير الجمركية وصناعة الخدمات والزراعة وأسعار الصرف.

وعلى أساس التقدم الأخير، سيواصل الجانبان العمل من أجل المرحلة القادمة وفقا للتوافق الذي توصل إليه رئيسا البلدين في اجتماعهما في الأرجنتين على هامش قمة العشرين في ديسمبر الماضي، حيث ترأس الوفد الصيني نائب رئيس مجلس الدولة ليو خه، الذي شارك أيضا بصفته المبعوث الخاص للرئيس الصيني شي جين بينغ، بينما ضم الفريق الأمريكي الممثل التجاري روبرت لايتايزر ووزير الخزانة ستيفن منوتشين.

وتوصل شي جين بينغ ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في الأرجنتين إلى ضرورة إنجاز اتفاق متبادل النفع ومتكافئ الكسب في غضون 90 يوما لكسر الجمود.

ومن أجل تحقيق هذا الهدف، سرع المفاوضون التجاريون الصينيون والأمريكيون منذ ذلك الحين محادثاتهم، وبدأت مشاورات على مستوى العمل للجولة الأخيرة في واشنطن يوم 19 فبراير، بعد أيام فقط من الجولة السادسة التي جرت في بكين يومي 14و15 فبراير الجاري.

وبالجولة التي اختتمت أمس، تكون ثلاث جولات من المحادثات عقدت في أقل من شهر منذ نهاية يناير لإنهاء النزاع التجاري الذي خلف آثارا سلبية على كلا الاقتصادين وأضاف قدرا كبيرا من عدم اليقين إلى الأسواق العالمية والاقتصاد العالمي.

وفي اجتماع مع الوفد الأمريكي في بكين عقب الجولة السادسة من المحادثات التجارية، أبرز "شي" دور التعاون في حل الخلافات والاحتكاكات الاقتصادية والتجارية، وحث المفاوضون من الجانبين على "بذل جهود مستمرة " للتوصل إلى اتفاق مربح للطرفين. 

من جهته، اجتمع ترامب، يوم الجمعة الماضي، مع "ليو خه"، في البيت الأبيض، وأكد أن العلاقات الأمريكية- الصينية مهمة للغاية، مشيرًا إلى أن هناك تقدما كبيرا في المحادثات خلال اليومين الماضيين، بينما لا يزال هناك المزيد من العمل يتعين القيام به.

وقرر الجانبان تمديد المحادثات لمدة يومين حتى أمس، حيث أعلن ترامب في تغريدة له أنه "سيؤجل" زيادة الرسوم على الواردات الصينية المقرر أن تبدأ في الأول من مارس، مستشهدا بالمحادثات التجارية "المثمرة للغاية" بين البلدين.

مخاوف بين الجمهور

مع ذلك، برز مستوى من عدم الارتياح على منصات وسائل التواصل الاجتماعي الصينية بعد الإعلان الذي أدلى به المفاوضون الصينيون.

وكان أحد التفاصيل التي لفتت الانتباه على نطاق واسع وأثارت القلق، هو الحوار بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتايزر، في اجتماعهما بالمكتب البيضاوي مع نائب رئيس مجلس الدولة الصيني "ليو خه".

وقال ترامب: "أنا لا أحب مذكرات التفاهم لأنها لا تعني أي شيء"، وطلب "عقدًا ملزمًا"، فيما رأى "لايتايزر" أن مذكرات التفاهم مستخدمة عمومًا في الاتفاقيات التجارية، الأمر الذي أثار بعض التوقعات حول أن طلب ترامب قد يعطل المحادثات وأن "عقدا ملزما" قد لا يكون في مصلحة الصين.

وأثار إعلان الولايات المتحدة بأن المسئولين الصينيين وعدوا بشراء المزيد من فول الصويا الأمريكي، تكهنات لدى الجمهور بأن الصين قدمت تنازلات، حيث قال وزير الزراعة الأمريكي، الجمعة الماضية، إن الصين تعهدت بشراء 10 ملايين طن إضافية من فول الصويا من الولايات المتحدة.

واحتدم الجدل بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي حول ماهية التنازلات وضرورتها، بينما رأى البعض أن تقديم التنازلات ليست طريقة مثلى في التفاوض التجاري، وأكد آخرون أن الجانب الأمريكي بالتأكيد قدم تنازلات أيضا وإلا المفاوضات ما كانت ستصل إلى هذه النقطة.

واعتقد البعض أن الولايات المتحدة ربما وافقت على رفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية، وتخفيف القيود المفروضة على صادرات التكنولوجيا الفائقة إلى الصين، ووقف الحملات المشحونة سياسيا ضد شركات الاتصالات الصينية، لافتين إلى أنه ما دامت الصين قادرة على حماية حقها في السير في مسار تنموي بمفردها، فإن بعض الحلول التوفيقية قصيرة الأجل ضرورية وجديرة بالاهتمام.

وقال محللون إن الأزمة التجارية التي استمرت قرابة عام أظهرت أن أيا من الطرفين لن يستسلم تحت الضغط وأن التوصل إلى اتفاق نهائي عادل هو السبيل لإنهاء الحرب التجارية.