رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

هذا ما قاله مراقبون صينيون بشأن زيارة ولي العهد السعودي لبلادهم

ولي العهد السعودي
ولي العهد السعودي

وصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الصين، اليوم الخميس، في زيارة تستغرق يومين لن تحرفها الملفات السياسية المعقدة في المنطقة عن تنمية العلاقات الاقتصادية الثنائية كهدف أول.

وتأتي زيارة ولي العهد إلى الصين بعد زيارته لباكستان والهند، وقبل يومين من زيارة رئيس البرلمان الإيراني على لاريجاني ووزير الخارجية جواد ظريف إلى الصين.

ويرى المراقبون في الصين أن الهدف من الزيارة هو الاقتصاد وليس وساطة سياسية بين العدوين اللدودين في الشرق الأوسط، وتأتي في سياق سعى المملكة إلى تنويع دبلوماسيتها الخارجية.

وتكتسب زيارة ولي العهد أهميتها من الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والمملكة وفي ظل وجود مبادرتين مهمتين على رأس أولويات السعودية والصين، ألا وهما رؤية 2030 بالنسبة للأولى، ومبادرة الحزام والطريق بالنسبة للثانية.

وفي هذا السياق، فإن زيارة ولي العهد تهدف إلى تعزيز التحالف الاستراتيجي بين البلدين بما يخدم تعزيز التعاون المشترك في سياق مواءمة المبادرتين التنمويتين والبحث عن أسواق ثالثة للتعاون، وفقا للخبراء.

وقال "دينغ لونغ"، أستاذ بجامعة الصين للاقتصاد الدولي في بكين والخبير في شئون الخليج، إن استثمارات السعودية الكبيرة في باكستان ستعزز بناء الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني.

وخلال زيارة ولي العهد لباكستان وقعت المملكة العربية السعودية وباكستان اتفاقيات تعاون استثماري بلغت 20 مليار دولار. 

كما ستقوم المملكة العربية السعودية بإنشاء مصفاة للنفط ومجمع للبتروكيماويات في مدينة جوادر الباكستانية، حيث تقوم الصين هناك بمشاريع ضخمة.

من جانبه، أثنى المتحدث باسم الخارجية الصينية يوم الثلاثاء على ذلك، مؤكدا أن الصين "سعيدة لرؤية" التعاون بين باكستان والسعودية.

وخلال زيارته، سيلتقي الرئيس شي جين بينغ ونائب رئيس الوزراء هان تشنغ مع ولي العهد على التوالي وسيوقع الجانبان سلسلة من اتفاقات التعاون.

وهان تشنغ هو عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي وهو مهتم بملف الطاقة بشكل كبير وسوف يرأس هو وولي العهد الجولة الثالثة من اجتماعات اللجنة المشتركة رفيعة المستوى بين البلدين.

ويتطلع البلدان إلى مواصلة تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة وتعميق التعاون في مختلف القطاعات في إطار مبادرة الحزام والطريق المقترحة من قبل الصين.

فضلا عن ذلك، سيجرى الجانبان تبادلا متعمقا لوجهات النظر حول القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لتحقيق تقدم أكبر في العلاقات بين الصين والمملكة العربية السعودية.

ويرى المراقبون الصينيون، أن التحديات التي ما زالت تواجهها المملكة بسبب مقتل الصحفي جمال خاشقجي تدفعها باتجاه تقوية روابطها مع الدول غير الغربية مثل الصين والهند، خاصة أن هذه الاقتصادات سريعة النمو ومن كبار عملاء النفط.

ويعد البحث عن حلفاء متعددين خيارًا طبيعيًا للمملكة العربية السعودية، ويأتي تطوير العلاقات مع مستوردي الطاقة الرئيسيين في آسيا في جوهر استراتيجية المملكة العربية السعودية المتمثلة في "التطلع إلى الشرق".

ويتجه،حاليا، نحو 70 في المائة من الخام السعودي المصدر إلى دول آسيوية، وفي عام 2018 استوردت الصين نحو 1.6 مليون برميل من النفط الخام من المملكة العربية السعودية على أساس يومي، وهو ما يمثل 15 في المائة من واردات الصين من النفط الخام، وتم تصدير نحو 8 في المائة من خام المملكة العربية السعودية إلى الهند.

وبالإضافة إلى التعاون في مجال الطاقة، تعتزم المملكة العربية السعودية أيضًا استكشاف وجهات استثمارية جديدة وأسواق تصدير للمنتجات غير النفطية. 

واستثمرت المملكة العربية السعودية بسخاء في البلدان النامية، بما في ذلك باكستان والهند.

كما تقوم الصين والمملكة العربية السعودية بالتعاون في مجالات العلوم والتصنيع والطاقة النووية، وفي عام 2018، ارتفع الاستثمار المباشر الثنائي بين الصين والسعودية بأكثر من 300 في المائة.

ومع تزايد الحمائية التجارية والأحادية، تتملك الدول الآسيوية رغبة مماثلة في تنويع أسواقها، وتعد المملكة العربية السعودية بلا شك شريكا تجاريا واستثماريا هاما.

وقبل زيارة ولي العهد بيومين، التقى عضو مجلس الدولة الصيني ووزير الخارجية وانغ يي بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي كان يرافق رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني في زيارة للصين.

وخلال اجتماعه مع وانغ يوم الثلاثاء، قال ظريف إن الجانب الإيراني يرحب بدور الصين في القضايا المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط مثل سوريا وإعادة الإعمار العراقي وعملية السلام في أفغانستان. 

وأكدت الصين من جانبها حرصها على تطوير الشراكة مع إيران، وفي هذا الشأن، تقول "هوا لي مينغ"، الخبيرة في دراسات الشرق الأوسط، إنه "على الرغم من أن إيران والمملكة العربية السعودية عدائيتين تجاه بعضهما البعض، إلا أن الصين تحافظ دوما على علاقات ودية ومستقرة مع كليهما، مشيرة إلى أن هذا أمر فريد جدا بين القوى الكبرى في العالم ".

وأضافت أن محاولة المملكة العربية السعودية وإيران تعميق التعاون مع الصين يظهر ترحيب دول المنطقة بمشاركة الصين في حل المشاكل في المنطقة، متوقعة أن تنظر بكين في استخدام ميزتها الفريدة في محاولة للتوسط في صراعات الشرق الأوسط مع تنامي تأثيرها في المنطقة والانكماش الاستراتيجي الأمريكي.