رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«سرداب» و«12 غويشة» وجمعة عظيمة.. قصة قتل «سودانية» على يد طالب «حقوق حلوان» ووالده

أرشيفية
أرشيفية


عقدت محكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار محمد علاء الدين عباس، وعضوية المستشارين جمال رزق، وهشام بشير، وحسن قنديل، بسكرتارية أحمد كمال، ومحمود مصطفى، أولى جلسات محاكمة المتهمين في القضية رقم «31960» بولاق الدكرور، المتهم فيها «جواهرجي» ونجله بقتل سيدة سودانية وتقطيع جثتها وتوزيع أشلائها على «مقالب القمامة» بمحافظتي القاهرة والجيزة.


وكشفت التحقيقات في القضية التى انكشفت بالعثور على رأس آدمية وأجزاء متفرقة من جسد سيدة سودانية تدعى عواطف حسن محمد بيلا، في العقد الخامس من عمرها، بمقلب قمامة بجوار مدرسة نجيب محفوظ الابتدائية الكائنة بطريق مساكن كفر طهرمس، العديد من المفاجآت، وتبين أنها حضرت من دولة السودان وتغيبت في ذات اليوم من المكان التي كانت تقيم فيه بفندق أبو سمبل الكائن في شارع الجمهورية بوسط البلد.


وبمجرد نشر صورة الجثة حضر المدعو فتح الرحمن أحمد عبد الله، 65 سنة، كان يعمل بالفندق، إلى وحدة مباحث بولاق الدكرور، وقرر أنه يعرف المجني عليها وأدلى ببياناتها من خلال عمله بفندق «أبو سمبل».


كما أكد تلك المعلومات شخص يدعى صلاح محمد أحمد شرف الدين، 63 سنة، موظف بمطعم الخرطوم بميدان الأوبرا التابع لفندق الأنوار، وبعرض الصور عليه أكد أنها خاصة بالمجني عليها، وقرر أنها تركت معه بعض المشغولات الذهبية على سبيل الأمانة ثم قامت بأخذها منه مرة أخرى، عقب اتصالها به تليفونيًا وقام بتسليمها المشغولات، وأضاف أنها كانت تعمل في التجارة بالمشغولات الذهبية ومستحضرات التجميل والمنتجات الغذائية.


تم تشكيل فريق بحث، ووضع خطة تمثلت أهم بنودها في حصر منطقة العثور على أشلائها والعقارات المُطلة به، نشر أوصاف جثة المجني عليها وحصر وفحص العاملين بهيئة التجميل والنظافة، وكذا المترددين على هذا المكان، فحص خطوط السير المؤدية لمكان العثور للوصل إلى أية معلومات تفيد في كشف غموض الحادث، وحصر وفحص النوعيات الخطرة المسجلة جنائيًا والمفرج عنهم حديثًا من النيابات والسجون قاطني المنطقة للوصول إلى ثمة معلومات تفيد كشف هوية المتهمين، والاستعانة بالتقنيات الحديثة والفنية وفحص الكاميرات المتواجدة بالمحلات التجارية مكان العثور على الجثة.


وأثناء السير في تنفيذ تلك الخطة، بجمع المعلومات وإجراء التحريات السرية بفندق أبو سمبل بوسط البلد (محل إقامة المجني عليها)، أمكن التوصل إلى أنها دائمة التردد على البلاد منذ فترة طويلة وأنها تعمل في مجال التجارة حيث تقوم بجلب كميات كبيرة من اللحوم المجمدة والمشغولات الذهبية من دولة السودان لبيعها داخل البلاد، ثم شراء بعض المنتجات الغذائية والعودة بها إلى دولة السودان مرة أخرى.


وباستكمال التحريات، أمكن التوصل إلى أنها تحصلت على «12» غويشة ذهبية من المدعو صلاح محمد أحمد شرفة الدين، والتي كانت قد تركتهم لديه على سبيل الأمانة منذ فترة، وذلك للتوجه إلى منطقة الصاغة لبيعها.


وباستكمال فحص خط سير المجني عليها، أمكن التوصل إلى أنها ترددت على منطقة الصاغة عقب ذلك وتحديدًا على محل «أمين الصاغة» الكائن في وكالة أبو الروس بشارع المعز بدائرة قسم شرطة الجمالية.


وبتكثيف التحريات، أمكن التوصل إلى أن مرتكبي الواقعة هم هشام سمير حسين محمد، 50 سنة، جواهرجي صاحب محل «أمين الصاغة»، ونجله «محمد» 22 سنة، طالب بكلية الحقوق جامعة حلوان، المقيمان بشارع عبد الفتاح سعيد بميدان الساعة بمنطقة كفر طهرمس، وتبين أن «الأول» تخلص من جثة المجني عليها داخل الحانوت الخاص به بمنطقة الصاغة حتى تمكن من إخراجها من المنطقة دون افتضاح أمره وإلقائها بعدة أماكن مختلفة.


وبعرض التحريات على النيابة العامة، أمر المستشار محمد عمر، وكيل النائب العام بنيابة حوادث جنوب الجيزة، بضبطهما وإحضارهما.


وعليه تم إعداد مأموريات بالتنسيق مع قطاع الأمن العام ومديرية أمن القاهرة، وبإعداد عدة أكمنة بمناطق تردد المأذون بضبطهما، أسفرت إحداهما عن ضبطهما، وبمواجهتهما بالواقعة وما توصلت إلى التحريات، اعترف «الأب» بارتكاب الواقعة بقصد سرقة مشغولاتها الذهبية، وقرر أن المجني عليها كانت دائمة التردد على منطقة الصاغة لبيع مشغولات ذهبية كانت تحضرها من دولة السودان للبلاد على سبيل التجارة منذ عدة سنوات، وأنها يوم الواقعة حضرت لمحلهما للاستفسار والاستعلام عن أسعار الذهب بالأسواق المصرية.


وأضاف، أنه قام باستضافتها داخل المحل وأثناء قيامها بعرض بعض المشغولات على نجله والسابق علمه بأنها تحضر بمفردها للبلاد وأن جميع ذويها مقيمين بالسودان وأنها دائمًا تحضر معها كميات من المشغولات الذهبية، فطرأ بذهنه فكرة شيطانية وهي الإجهاز عليها لقتلها وسرقة ما تحمله وترتديه من مشغولات ذهبية؛ نظرًا لمروره بضائقة مالية وتراكم بعض الديون عليه.


واختمرت في ذهنه تلك الفكرة الشيطانية، وساعده على ذلك بأن المنطقة المحيطة به تغلق أغلب محلاتها في ذات اليوم؛ لوجود مناسبة دينية لدى الأقباط وهي «الجمعة العظيمة»، وكذا وجود مكان متسع أسفل المحل الخاص به يحوي تجويفا كبيرًا يتسع لإخفاء جثة المجني عليها «سرداب».


وأحضر «أمين الصاغة» سكينًا كبير الحجم من داخل المحل وانتهز انشغال المجني عليها في الحديث مع نجله، وقام بمباغتتها من الخلف ونحر رقابتها وطعنها عدة طعنات ثم سقوطها أرضًا للتأكد من إزهاق روحها، ثم أطفأ «أنوار المحل» من الداخل، وهدد نجله والتنبيه عليه بعدم الإفصاح عن ما حدث، ثم أمره بالخروج من المحل ومنع دخول أي شخص استعدادًا لغسله وتنظيفه من أثار الدماء.


وأخفى المتهم جثة المجني عليها داخل «السرداب» أسفل المحل، وتنظيف ملابسه وغسلها والجلوس خارج المحل مدخنًا «الشيشة» أمام محله؛ لتدبير أمره حيث أوعظ له شيطانه بأن يقوم بتقطيع وتجزئة جثتها إلى عدة أجزاء ووضعها داخل أكياس سوداء لكي يتمكن من إخراجها من المنطقة خشية افتضاح أمره.


وعقب شراء الأكياس أحضر «دلو» من المياه لتنظيف مكان الجثة  من الداخل عقب تلطخه بالدماء لإخفاء معالم جريمته، وساعده نجله في ذلك ومراقبة حركة الشارع، وقام بدوره بالنزول إلى «السرداب» وإحضار حقيبة يد «السيدة السودانية» والاستيلاء على ما بها من متعلقات ذهبية فوجد أسورة ذهبية وكذا خاتم، وقام بتجريدها من مصوغاتها الذهبية التي كانت ترتديها عبارة عن «2» خويشة، وترك باقي متعلقاتها داخل الحقيبة ومنها الهاتف المحمول الخاص بها.


ثم قام عقب ذلك بتقطيع وفصل جثتها إلى عدة أجزاء منفصلة وتعبئتها داخل عشرة أكياس تمهيدًا لإخراجهم دون افتضاح أمره، والتخلص من تلك الأكياس بإلقائها بأماكن متفرقة للحيلولة وعدم التمكن من التعرف عليها، وأرسل نجله «طالب الحقوق» لإحضار سيارتهما الملاكي لمقابلته بشارع الأزهر، واستعان بفرد الأمن الخاص بمنطقة الصاغة ويدعى صلاح محمود حسين هريدي، فرد أمن إداري، بعد إيهامه أن تلك الأكياس لكميات من الأسماك المملحة «الرنجة» سيقوم بتوزيعها على بعض أقاربه حيث قام «فرد الأمن» و«الأب المتهم» بحمل ستة أكياس وغلق المحل بعد ترك عدد أربعة أكياس بداخله، ثم قاما بالترجل إلى خارج «الصاغة» واستقل إحدى السيارات الأجرة والتوجه إلى منطقة الدراسة حيث كان ينتظرهما «نجل الأول» وتقابلوا جميعًا وجلس «الأول» بالمقعد الخلفي بجوار الأكياس، و«فرد الأمن» بالمقعد الأمامي بجوار «طالب الحقوق».


واستمر في اعترافاته أنهم عقب ذلك اتجهوا للتخلص من الأكياس بمناطق متفرقة من محافظتي القاهرة والجيزة، خاصة بأماكن إلقاء القمامة، إمعانًا منهم في اختفاء وتفرقة جثة المجني عليها لعدم التمكن من التعرف عليها، ثم كرر نفس الأمر مرة أخرى للتخلص من بقية الأكياس في اليوم التالي، وأرسل نجله لتصريف جزء من المشغولات الذهبية المستولى عليها من الواقعة لدى أحد تجار الصاغة بنفس المنطقة يدعى محل «حمدي موسى» وأبدى «المتهم» استعداده للإرشاد عنه ومكان باقي المشغولات الذهبية المتواجدة أسفل وخلف المحل الخاص به، حيث قام بوضعهم بقطعة من الرخام وتثبيتها.


وبمناقشة نجله أيد ما جاء باعترافات والده، وقرر أنه فوجئ بفعلة والده وأنه ساعده واشترك معه في جريمته الشيطانية؛ خوفًا من فقدان عائل الأسرة، مضيفًا أنّ المتهم هدده.