رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كيف رأت وسائل الإعلام الصينية مؤتمر «وارسو»؟

مؤتمر وارسو
مؤتمر وارسو

شككت وسائل إعلام صينية وعالمية في قدرة مؤتمر وارسو الذي اختتم، أمس الخميس، في العاصمة البولندية، على عزل إيران وتكوين كيان أو حتى موقف عالمي موحد ضدها.

وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا"، إن الهدف الأساسي من المؤتمر الذي دعت إليه الولايات المتحدة في يناير خلال جولة وزير خارجيتها مايك بومبيو في الشرق الأوسط ألا وهو توحيد الجهود الدولية لإقامة تحالف ضد طهران يواجه ٣ مصاعب. 

أول صعوبة تتمثل في الانقسام الأوروبي إزاء سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إيران ونقضه للاتفاق النووي الإيراني الذي توصلت إليه ٦ قوى كبرى مع إيران في عام ٢٠١٥ إبان إدارة سلفه بارك أوباما. 

وأوضحت أن رفض الدول الأوروبية وخاصة المعسكر الغربي للخطوة الأمريكية دفعها إلى وضع آلية تعامل خاصة للالتفاف على العقوبات التي بدأ ترامب العمل بها في مايو العام الماضي. 

وأضافت أن رفع ترامب شعار "أمريكا أولا" وعمله بشكل أحادي وانسحابه من عدد من المنظمات والمعاهدات الدولية واشتباكه مع أوروبا نفسها حول قضايا الأمن والتجارة، تسبب باستياء الدول الأوروبية الرئيسية وأظهر الخلاف الواضح بين الجانبين.

وبرز الخلاف بشكل أوضح بحسب التقرير في اختيار الولايات المتحدة لعاصمة بولندا لاستضافة المؤتمر ولم تنظر إلى عواصم أوروبية أخرى مثل باريس أو برلين. 

واعتبرت الوكالة سياسة الانكماش الاستراتيجي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط مكسبا ثاني وراء صعوبة تشكيل التحالف. 

وفي ديسمبر الماضي، أعلن ترامب سحب جميع القوات الأمريكية من سوريا بعد تحقيق ما وصفه بـ"الانتصار" على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، مما أثار القلق من انسحاب القوات الأمريكية من منطقة الشرق الأوسط أوسع. 

ورغم أن بومبيو حاول جاهدا في القاهرة تبديد قلق الحلفاء، لكن وعده من الصعب أن يقنع الحلفاء في المنطقة في ضوء عدم القلق من الإجراءات الأمريكية التي تتناقض مع أفعالها. 

وتعتقد إدارة ترامب أن الإرهاب لم يعد التهديد الرئيسي للأمن القومي للولايات المتحدة، وبدأت التقليل من الاستثمار في الشرق الأوسط والاعتماد أكثر على الحلفاء الإقليميين، مشيرة إلى أن دعوة بومبيو دول الشرق الأوسط إلى تحمل المزيد من المسؤولية والمساهمة أكثر في أمنها الخاص تكمن خلفها غاية أمريكية في مواصلة قيادة الشرق الأوسط بدون بذل المزيد من الجهد والمال.

واقترحت الولايات المتحدة إنشاء تحالف عسكري يمثل نسخة عربية من "الناتو" لإضعاف نفوذ طهران في المنطقة. وسعى بومبيو خلال جولته إلى توحيد الدول العربية إزاء الفكرة الا ان شينخوا رأت ان انقسام الدول الغربية نفسها وتباين أولوياتها ومواقها تجاه إيران يصعب من مهمة واشنطن كسبب ثالث.

وأوضح التقرير أن قطر تعتمد حاليا على إيران ودول أخرى في إمداد السلع بعد مقاطعة السعودية ودول أخرى ولا يتوقع أن تقف قطر بجانب السعودية ضد إيران. 

كما أن عمان تحتفظ بعلاقات جيدة مع إيران، ووقعت الدولتان على اتفاق للتعاون العسكري. 

ولا تريد الإمارات إثارة غضب إيران بسبب النزاع على الجزر، ويرتبط العراق بعلاقات وثيقة مع إيران. 

وتبعد مصر جغرافيا عن إيران وتهتمان أكثر بالصراع العربي، كما أن سوريا والعراق ولبنان بالتأكيد ليست لديها الاستعداد للانضمام إلى التحالف ضد إيران.

في الوقت نفسه، أبدت وسائل إعلامية عالمية أخرى وجهة نظر متشائمة إزاء المؤتمر الذي انتهى بدون وثيقة أو اتفاق. 

وقالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن مشاركة القوى الأوروبية الرئيسية المحدودة في القمة تعكس غضبها المتزايد من السياسة الأحادية للولايات المتحدة بشأن إيران وسوريا.

وأبرزت الصحيفة مغادرة وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت القمة في وقت مبكر، والتمثيل دون المستوى من قبل ألمانيا وفرنسا، ومقاطعة رئيسة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني للحدث.

ولم تشمل قائمة الحضور قطر وتركيا ولبنان وإيران والسلطة الفلسطينية، وغابت أيضا الصين وروسيا عنه.

وخفضت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" من التوقعات بشأن تحقيق فكرة الولايات المتحدة المتعلقة بتشكيل تحالف إقليمي ضد إيران. 

وذكرت في تقرير لمراسلها للشئون السياسية والدفاعية جوناثان ماركوس أن "هذا التحالف يواجه تحديات أبرزها عدم اتفاق دول التحالف على تحديد مصادر التهديد الذي يواجهها"
وذكرت صحيفة "هآرتس "الإسرائيلية أن حلم الناتو العربي ضد إيران يظهر تصدعاته. 

وأضافت أن الخلاف بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية بشأن الاتفاق النووي قد لا يُحل، لكن صورة نتنياهو إلى جانب القمة العربية يمكن أن تعزز العلاقات الدبلوماسية.

وأشارت الصحيفة في تحليل لمحللها زيفي برئيل إلى أن الدول المشاركة لها مصالحها الخاصة ولا تظهر مشاركتها أنها مستعدة لوضع إطار مشترك نشط للعمل ضد إيران. 

وحول الآلية الدولية التي تعمل الولايات المتحدة مع حلفائها على إنشائها، ذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن "أهدافها وسلطتها ضبابية"، مضيفة، "إذا كان الهدف هو بناء ائتلاف واسع لدعم العقوبات، وهو ما سيجبر إيران على الاستجابة للمطالب الأمريكية دون مفاوضات، فإن مثل هذا المؤتمر لا يمكن أن يساعد بدون تعاون روسيا والصين".

واحتفى التقرير بصورة نتنياهو مع ممثلي الدول العربية وخاصة التي ليست لها علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، معتبرة ذلك "تطورا إيجابيا حتى إذا لم يقدم المؤتمر نتائج دبلوماسية ملموسة، مثل إقامة علاقات دبلوماسية أو اتفاقيات تجارية، فإنه لا يزال بإمكانه دفع التفاهمات مع إسرائيل ويعزز أسس الاتفاقيات الرسمية لإسرائيل مع مصر والأردن".

وأشارت تقرير صحيفة "الأخبار الاقتصادية" اليومية البرتغالية إلى أن "وضع بولندا بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يزداد إحراجا بعد تنظيم المؤتمر"، مضيفة أن "بولندا قد تواجه وضعا أكثر عزلة داخل الاتحاد الأوروبي بسبب اختيارها لدعم الولايات المتحدة".

وذكرت صحيفة " ايه بي سي" اليومية الأسبانية أن المؤتمر لم يخرج بنتائج كما كان متوقعا، معلقة على التمثيل بقولها "رغم العدد الكبير من الوفود رفيعة المستوي في المؤتمر، إلا أن المسؤول الأرفع كان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو".

ورأت الصحيفة الأسبانية أن مشاركة الدول الخليجية الرئيسية المناوئة لإيران وكذلك نتنياهو في وارسو يؤكد كيف يوحد العداء تجاه إيران بين بعض الدول العربية وإسرائيل.