رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

من هم آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟

الدكتور شوقى علام
الدكتور شوقى علام مفتي الجمهورية

قال الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الجمهورية، إن "آل البيت" أو "أهل البيت" -ولا فرق بينهما-: فقد اختلف العلماء في المقصود بـهم على ثلاثة أقوال ذكرها العلامة ابن الجوزي؛ فقال:[أحدها: أنهم نساء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، لأنهنَّ في بيته، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس، وبه قال عكرمة، وابن السّائب، ومقاتل.

والثاني: أنه خاصٌّ في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وعليّ وفاطمة والحسن والحسين رضوان الله عليهم، قاله أبو سعيد الخدري، وروي عن أنس وعائشة وأمّ سلمة نحو ذلك، والثالث: أنهم أهل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وأزواجه.

وقال الإمام الرازي، يقال: هم أولاده، وأزواجه، والحسن والحسين منهم، وعليٌّ منهم؛ لأنه كان من أهل بيته؛ بسبب معاشرته ببنت النبي عليه السلام، وملازمته للنبي] اهـ.

أما آل النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، فَيُطلَقُونَ ويراد بهم: أقاربه المؤمنون من بني هاشم وبني المطلب. 

وقولنا: "بني" خرج مخرج التغليب، فيشمل البنات أيضًا، وهذا هو مذهب الإمام الشافعي وجمهور أصحابه،
وذكر المفتي، أنه قيل: إن آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم خصوص بني هاشم؛ وهو مذهب الحنفية والحنابلة. 

وقال العلامة أشهب من أصحاب الإمام مالك: هم بنو هاشم ومن فوقهم إلى غالب. وقيل: هم ذريته وأزواجه خاصة. وقيل: "آله": أتباعه على دينه إلى يوم القيامة؛ روي ذلك عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، واختاره بعض السادة الشافعية، وقال به كثير من علماء الحنابلة في مقام الدعاء خاصة، وقيل: هم الأتقياء من أمته؛ حكاه القاضي حسين وغيره.

وأوضح "علام" ، أن عبارة "أهل البيت" تطلق في سياقٍ آخر ويراد بها معنًى آخر؛ فـ"الآل" بالمعنى السابق تطلق في مقام الزكاة، وقد تطلق في سياق الدعاء ويراد بها ما يشمل كل مسلم ولو كان عاصيًا، وقد تطلق في سياق المدح ويراد بها كل تقي.

قال الإمام البيجوري في "حاشيته على شرح العلامة ابن قاسم لمتن أبي شجاع" (1/ 16-17، ط، مصطفى الحلبي) بعد أن ذكر هذا المعنى: [فتحصل أنهم -أي: آل محمد- مختلفون باختلاف المقامات. 

وقال بعض المحققين: يُنظَر للقرينة؛ فإن دلت على أن المراد بهم الأقارب: حُمِلَ عليهم؛ كقولك: اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آله الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرًا. وإن دلت على أن المراد بهم الأتقياء: حُمِلَ عليهم؛ كقولك: اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله الذين اخترتهم لطاعتك. وإن دلت على أن المراد بهم كل مسلم ولو عاصيًا: حُمِلَ عليهم؛ كقولك: اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله سكان جنتك. والحاصل: أنه لا يطلق القول في تفسير الآل، بل يُعَوَّلُ على القرينة].