رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بسبب «معاهدة نزع الصواريخ النووية».. ترامب يهدد روسيا بعمل عسكري

النبأ

 

أعلن الرئيس فلاديمير بوتين تعليق موسكو التزامها بمعاهدة نزع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى ردا على انسحاب واشنطن منها، مؤكدا أن روسيا ستباشر في تطوير صاروخ فرط صوتي أرضي متوسط المدى.

وشدد بوتين على أن استخدام الولايات المتحدة "الصواريخ الأهداف" ونشرها منصات إطلاق من نوع "إم كي-41" في أوروبا يعتبر انتهاكا سافرا لمعاهدة الصواريخ.

وقال: "أؤيد اقتراح وزارة الدفاع بدء العمل على نشر صواريخ "كاليبر" المجنحة على اليابسة، وفتح مسار جديد للعمل على إنتاج صاروخ فرط صوتي أرضي متوسط المدى".

وأشار بوتين إلى أن روسيا لن تنشر الصواريخ في أوروبا أو أي مناطق أخرى ما لم تفعل الولايات المتحدة ذلك.

ووجه بوتين وزارتي الخارجية والدفاع بعدم المبادرة إلى إجراء مفاوضات جديدة مع واشنطن حول قضايا نزع الأسلحة حتى "ينضج شركاؤنا" للتعاون معنا على أساس تكافؤي.

وجاءت هذه الصريحات خلال اجتماع عقده بوتين مع وزير الخارجية سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو اليوم في موسكو، لبحث الرد الروسي على شروع واشنطن في تقويض معاهدة الصواريخ.

 

وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، قد أعلن، أن بلاده ستُعلق التزامها بمعاهدة نزع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، معطياً موسكو مهلة ستة أشهر للتوقف عن «خرق» المعاهدة قبل انسحاب أميركي نهائي منها.

وفي مؤتمر صحافي، قال بومبيو إنه «يجب أن يكون الأمن أهم أولوياتنا، والاتفاقات التي التزمنا بها ينبغي أن تخدم المصلحة الأميركية، والدول يجب أن تحاسَب إذا انتهكت القوانين»، مضيفاً: «(أننا) تحدثنا مع المسؤولين الروس على أعلى المستويات الحكومية أكثر من 30 مرة، لكن موسكو لا تزال تنفي خرقها للمعاهدة».

ورأى وزير الخارجية الأميركي أن «انتهاكات الروس تضع حياة الملايين من الأميركيين والأوروبيين في خطر وتقلل فرص التقارب السياسي»، إلا أن بومبيو ترك الباب مفتوحاً أمام إجراء مفاوضات مع روسيا خلال مهلة 60 يوماً، من أجل التوصل إلى اتفاق جديد في شأن المعاهدة، إذ شدد على أن بلاده لا تزال تأمل في أن «تغيّر روسيا موقفها»، مبدياً استعداد واشنطن «للعمل مع روسيا في مفاوضات الحدّ من التسلّح».

أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فقد أكد عزمه وضع "خيارات عسكرية" بالتعاون مع الناتو لمنع تفوق روسيا عسكريا نتيجة "خرقها" للاتفاقية.

وقال ترامب في بيان صدر عن البيت الأبيض أمس الجمعة: "سنمضي قدما وسنضع خيارات خاصة بنا للرد العسكري، وسنعمل مع الناتو وحلفائنا وشركائنا الآخرين للتعويض عن أي ميزة عسكرية حصلت عليها روسيا نتيجة أفعالها غير القانونية".

وأضاف ترامب أن إدارته تحافظ على تمسكها بضرورة "الرقابة الفعالة على انتشار الأسلحة والتي تتيح للولايات المتحدة وشركائها مزايا"، موضحا أن الحديث يدور عن "الرقابة على الأسلحة التي يمكن التحقق منها وتنفيذها، وتشمل الشركاء القادرين على الوفاء بالتزاماتهم".

وجدد الرئيس الأمريكي اتهامه لروسيا بـ"انتهاك دون عقاب" بنود معاهدة الحد من الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى الموقعة بين بلاده والاتحاد السوفيتي عام 1987، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستبدأ في الثاني من فبراير الجاري إجراءات الانسحاب من الاتفاقية لتكمل العملية خلال نصف سنة، "إن لم تغير روسيا سلوكها" خلال الفترة المذكورة.

كما أشار ترامب إلى أن شركاء واشنطن في حلف الناتو يدعمون قرارها بالانسحاب من المعاهدة، لأنهم "يدركون الخطر النابع من انتهاك روسيا للمعاهدة والمخاطر المحدقة بخصوص انتشار الأسلحة بسبب تجاهل بنود الاتفاقية".

 

وقد عبر الكرملين عن أسفه للتحرك الأميركي، متهماً واشنطن بـ«عدم الإنصات أو التفاوض لتجنّب مثل هذه النتيجة».

وقال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن «عدم رغبة الأميركيين في الإنصات إلى أي ذرائع وإجراء مفاوضات موضوعية معنا، يبيّن أن واشنطن اتخذت قرار نقض المعاهدة منذ وقت طويل».

كما نددت وزارة الخارجية الروسية بقرار واشنطن، قائلة إنها جزء من «استراتيجية واشنطن للتنصل من التزاماتها الدولية».

وقالت الناطقة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، إن أميركا لم تقدم «أي دليل ولا صورة قمر اصطناعي ولا شهادة تثبت وجود انتهاك روسي»، مشددة على أن موسكو «لا تزال موافقة على إجراء حوار حول المعاهدة». وختمت زاخاروفا كلامها محذرة من أنه «إذا تخلت الولايات المتحدة بالفعل عن المعاهدة، فإن موسكو تحتفظ بحقها في الرد بالشكل المناسب».

وقد أيد حلف «الأطلسي»، القرار الأمريكي،مجدداً اتهامه لروسيا.

وقال الحلف في بيان: «واشنطن تقوم بهذه الخطوة رداً على مخاطر كبيرة على الأمن الأوروبي الأطلسي، يشكلها قيام روسيا باختبارات سرية وبإنتاج ونشر منظومة إطلاق الصواريخ العابرة»، مضيفاً أن «الحلفاء يدعمون هذا العمل بالكامل».

وقد عبر عدد من الدول الأوربية عن مخاوفهم من انهيار المعاهدة.