رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

سيناريوهات المواجهة العسكرية بين الصين وروسيا وأمريكا في فنزويلا

النبأ

تحولت الأزمة الفنزويلية إلى ساحة صراع بين القوى الكبرى، روسيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن هددت الإدارة الأمريكية بالتدخل عسكريا لدعم مرشح المعارضة، وبعد أن اطلقت كل من الصين وروسيا تحذيرات من عواقب التدخل العسكري المحتمل في فنزويلا.

خيار التدخل العسكري

توقع محلل سابق في البنتاجون أن تعارض القيادة العسكرية الأمريكية استخدام القوة العسكرية في فنزويلا، حتى ولو كان الصقور في إدارة الرئيس دونالد ترامب يروجون لخيار التدخل العسكري.

وقال المحلل السابق في وزارة الدفاع الأمريكية، الكولونيل كارين كفياتكوفسكي لوكالة نوفوستي الروسية اليوم الثلاثاء:"بالنسبة لأشخاص مثل مستشار الأمن القومي (للرئيس الأمريكي) جون بولتون، فإن غزو فنزويلا يمكن أن يكون له معنى، لأنه يتوافق مع الخطاب الذي يلتزم به. ولكن هذا لا يلبي المصالح الأمريكية، ولا مصالح الجيش الأمريكي".

وغرّد مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، على تويتر قبل يومين معتبرا إن أي عنف وتهديدات في فنزويلا ضد الدبلوماسيين الأمريكيين وزعيم المعارضة، خوان غوايدو، أو الجمعية الوطنية "سيشكل انتهاكا خطيرا لسيادة القانون وسيلقى ردا كبيرا".

وأشار كفياتكوفسكي أيضا إلى أن استخدام القوة العسكرية سيسبب عدم رضا الناخبين في الولايات المتحدة.

وقال:"من غير المرجح أن يدعم الشعب الأمريكي أي مشاركة (من قبل الولايات المتحدة) في تغيير الحكومة الفنزويلية، على الرغم من حقيقة أن هناك فريقاً محافظاً من المحافظين الجدد في البيت الأبيض".

وفقا لهذا المحلل المعروف، فإن الحجة المؤيدة للتدخل بالنسبة للمحافظين الجدد هي "قدرة روسيا على نشر طيران عسكري في البلاد (فنزويلا)، وكذلك وصولها إلى Citgo، "الابنة"الأمريكية لشركة النفط الفنزويلية العملاقة PDVSA.

وكما يلاحظ المحلل السابق في البنتاغون، فإن الميزة الوحيدة للحل العسكري للولايات المتحدة ستكون زيادة مؤقتة في أسعار النفط العالمية، الأمر الذي سيؤدي إلى عدم اليقين أو الصراع في المنطقة.

ومع ذلك، وكما لاحظ، في ظل الظروف الحالية، عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالتدخل في شؤون الدول المنتجة للنفط، من الضروري الأخذ بعين الاعتبار "مخاوف روسيا والصين"، بالإضافة إلى مصالح "الجيران الإقليميين مثل المكسيك أو البرازيل".

 

وأعرب المحلل كفياتكوفسكي، عن اعتقاده بأن السياسة العسكرية والدبلوماسية الأمريكية تستمر في التمحور حول دولارات النفط ورغبة البلاد في التأثير على سعر النفط. ومع ذلك، "لم تعد مثل هذه الاستراتيجية ناجحة، فهي لا تحظى بشعبية، لذا سيكون من الصعب على أي رئيستسويقها "، على حد قوله.

تورط واشنطن في حرب لا نهاية لها

فيما أعلن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، باتريك شاناهان، أن البنتاغون يراقب عن كثب الوضع في فنزويلا، حذر خبير أمريكي من خطر تورط واشنطن في حرب لا نهاية لها في هذا البلد.

وقال شاناهان في معرض رده على سؤال بالخصوص: "نحن هنا في وزارة الدفاع نراقب الوضع في فنزويلا عن كثب"، رافضا إضافة أية تعليقات أخرى حول هذه المسألة.

كارثة على شعب فنزويلا

إلى ذلك، قال دانيال لاريسون، كبير محرري مجلة "The American Conservative " إن الولايات المتحدة تخاطر بالانخراط في "حرب لا ضرورة ولا نهاية لها".

 وأوضح الخبير الأمريكي أن إدارة ترامب تدخلت في "نزاع سياسي داخلي ببلد آخر حين قررت دعم المعارضة الفنزويلية"، لافتا إلى وجود "خطر حقيقي يتمثل في إمكانية أن يتعامل ترامب باندفاع مع الأحداث في فنزويلا ويأمر بالقيام بعمل عسكري قد يجر الولايات المتحدة إلى حرب أخرى لا نهاية لها ولا ضرورة.

 وشدد لاريسون على أنه "إذا هاجمت الولايات المتحدة الحكومة الفنزويلية، فسيكون ذلك كارثة على شعب فنزويلا. لن تكون هناك حرب سريعة وسهلة، كما يعتقد ترامب".

وأعرب الخبير الأمريكي في الوقت ذاته عن اعتقاده بأن مستشاري الرئيس ترامب يبذلون محاولات لثنيه عن النظر في خيار استخدام القوة ضد حكومة فنزويلا الحالية، برئاسة الرئيس نيكولاس مادورو.

وفي منشور آخر، انتقد لاريسون بشدة قرار وزير الخارجية الأمريكي، مايكل بومبيو، بشأن استحداث منصب المبعوث الخاص لفنزويلا، وتعيين إليوت أبرامز، الذي يطلق عليه في واشنطن أحيانًا "منصب الوزير المساعد للحروب القذرة" في هذا المنصب.

ووصف الخبير الأمريكي تعيين أبرامز مبعوثا خاصا إلى فنزويلا بالخطأ الفادح، مضيفا أن تعيين شخص بسلسلة طويلة من "دعم الحروب الأهلية والانقلابات في أمريكا اللاتينية" أمر يجب أن يثير قلق الجميع.

الصين تعارض وتحذر من النتائج الخطيرة

حمّلت الصين واشنطن مسؤولية العواقب الخطيرة للعقوبات التي فرضتها على كاراكاس، وأكدت أنها تعارض العقوبات الأمريكية الأحادية، وستزيد تعاملاتها الاقتصادية مع فنزويلا، متحدية العقوبات.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، جين شوانغ، اليوم الثلاثاء في مؤتمر صحفي: "العقوبات التي تفرضها بلدان معنية ضد فنزويلا ستؤدي إلى تدهور حياة السكان. وعليها تحمل مسؤولية النتائج الخطيرة التي ستؤدي إليها هذه العقوبات".

وأعلن شوانغ في تعليقه على فرض واشنطن عقوبات جديدة ضد فنزويلا: "نحن نعارض العقوبات الأحادية. والتاريخ أكد أن التدخل الخارجي وفرض عقوبات يعقدان الوضع أكثر وغير قادرين على حل المشكلة".

وفي تحد واضح للموقف الأمريكي، قال شوانغ ردا على سؤال حول ما إذا كانت العقوبات الأمريكية ستؤثر سلباً على التعاون الثنائي بين بكين وكاراكاس، إن" الجانب الصيني سيزيد من التعاون مع فنزويلا في كل المجالات على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة"، مشيراً إلى أن الصين شريك تجاري واقتصادي هام لفنزويلا، وأن التعاون الثنائي لسنوات عديدة يجلبُ منافع عملية متبادلة لشعبي البلدين.

تنتهك النظام الدولي وتعمق الأزمة

انتقد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ما تقوم به الولايات المتحدة وحلفاؤها في الشأن الفنزويلي، مشيرا إلى أن واشنطن وحلفاءها يحاولون عبر العقوبات ضد كاراكاس مصادرة أموالها.

وأوضح لافروف في مؤتمر صحفي بموسكو مع نظيره السيراليوني، اليوم الثلاثاء، أن العقوبات على فنزويلا غير شرعية وتنتهك النظام الدولي وتعمق الأزمة، مضيفا أن العقوبات التي فرضتها واشنطن ضد النفط الفنزويلي من شأنها تقويض الثقة في الدولار ومفاقمة الأوضاع في هذا البلد.

وأضاف وزير الخارجية الروسي أن الولايات المتحدة تعوق الجهود الدولية لتسوية الوضع في فنزويلا، مؤكدا أن روسيا ستقوم بكل ما بوسعها لدعم السلطة الشرعية في فنزويلا.

كما ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بالدعوات الصريحة للتدخل في فنزويلا التي تطلقها واشنطن، وذلك خلال تعليقه على مذكرة لجون بولتون، تكشف نشر آلاف الجنود الأمريكيين في كولومبيا.

وقال لافروف اليوم الثلاثاء:"لقد قرأت للتو التقارير التي تفيد بأن جون بولتون، الذي كان على ما يبدو يعقد مؤتمراً صحفياً أمس، ترك وفقاً لوسائل الإعلام ملاحظات سرّية غير مكشوفة لاحظتها الكاميرات، وقد احتوت على عبارة:"خمسة آلاف جندي في كولومبيا".

وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقده في موسكو:"إن هذا يؤدي لإثارة الكثير من الأفكار والهواجس، خاصة في ظل الدعوات الصريحة في الولايات المتحدة وفى العديد من الدول الأخرى، لاستخدام الدول المجاورة لفنزويلا معبرا للتدخل عسكريا في أزمتها، تحت ذريعة الوضع الإنساني الصعب".

 

وجددت الرئاسة الروسية (الكرملين) اليوم الثلاثاء، تحذيراتها من العواقب السلبية لأى تدخل عسكرى أجنبى فى شؤون فنزويلا.

وقال دميترى بيسكوف السكرتير الصحفى للرئيس الروسى، حسبما نقلت قناة "روسيا اليوم" الإخبارية: "بالنسبة للتدخل العسكرى لأطراف خارجية فى الأزمة الفنزويلية، فقد حذرنا منذ البداية من النتائج السلبية لأية إجراءات متهورة من هذا القبيل".

ورداً على سؤال حول المساعدات العسكرية المحتملة من قبل روسيا للسلطات فى فنزويلا..أجاب ممثل الكرملين قائلاً: "إنها مسألة حساسة للغاية ومثل هذه التصريحات لا تسهم فى تطبيع الوضع فى فنزويلا ولا فى حل المشاكل الداخلية لهذا البلد".

 

المصدر: RT + وكالات+ نوفوستي+ روسيا اليوم+ تاس