رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«النبأ» تحقق فى جريمة قتل داخل أوكار المخدرات.. تفاصيل ذبح مسجل خطر على يد زوجته وعشيقها فى منشأة ناصر

محرر النبأ مع صديق
محرر النبأ مع صديق المجني عليه

«النبأ» تحقق فى جريمة قتل داخل أوكار المخدرات.. تفاصيل ذبح مسجل خطر على يد زوجته وعشيقها فى منشأة ناصر 

أم المجنى عليه «وأخواته» يحرقون ملابس المتهمة فى الشارع بعد القبض عليها 

أصدقاء الضحية يروون لـ«النبأ» تفاصيل العلاقة الحرام بين زوجة المجنى عليه وشريكها فى الجريمة 

حادث مقتل أبو العيال على يد زوجته وعشيقها بـ18 طعنة في الحي الشعبي يسطر نهاية مآساوية لـ«أسرة» مكونة من «4» أفراد 

جيران الضحية: «هشام راجل كويس» ابتعد عن الحرام وفتح بترينة كبدة لكن «مراته شمال بتاعة رجالة»

أهالى «عاطفة أبو دياب» لـ«النبأ»: ضريبة «الحشيش» و«البرشام» يسيطرون على المنطقة.. ومن بعد المغرب «لا حد يقدر يطلع ولا ينزل منهم» 

أحمد عمران 

في حارة الجامع «عاطفة أبو دياب»، المتفرعة من شارع أحمد عبد الحافظ التابعة لمنطقة منشأة ناصر بالقاهرة، تشاهد العشوائية في أبشع صورها، حيث سجلت هذه المنطقة في دفتر الحوادث جريمة قتل بشعة، تمثلت في قيام ربة منزل وصفها جيرانها بـ«الشمال بتاعة الرجالة»، بإنهاء حياة زوجها بـ«18» طعنة، بالاشتراك مع عشيقها. 


في معايشة لـ«النبأ» بمنطقة منشأة ناصر، حيث سكن المجني عليه الذي قُتل على يد زوجته وعشيقها، نهاية مآساوية لـ«أسرة» مكونة من 4 أفراد «أم وأب وطفلين»؛ ليكون السجن مصير الأولى، والثاني فارق الحياة للأبد، انتقلنا للمنطقة والتقينا بالأهالي والجيران، وسردوا لنا التفاصيل الكاملة. 



في البداية، عند وصولنا لمنطقة «منشأة ناصر» وتحديدًا شارع «الرزاز»، وقفنا أمام مطعم صغير «فول وطعمية»، وسألنا صاحبه على مكان جريمة القتل التي شهدتها تلك المنطقة، فوصف لنا مكان الواقعة بالظبط، وأثناء سيرنا في الطريق على نفس الوصفة، دخلنا الشارع الذي أخبرنا عنه صاحب المطعم وقال: هتمشوا فيه للآخر، شاهدنا شاب يقف على ناصية الشارع يبيع مخدر «الحشيش» لشخص وقبض فلوسه، ثم تركه الزبون؛ ومشى، فسألته على مكان الجريمة وصفها لنا وتركناه، ثم بعد ذلك فوجئنا بصوته ينادي علينا، «استنا يا استاذ»، وقفنا ونظرنا نحو الصوت لنجد بائع المخدرات هو الذي ينادي، فوجدت زميلي يقول: «ما لقيتش غير ده تسأله»، قلت له: «استنى نشوفه عاوز أيه»! فوجئنا أنه يرسل معنا «طفلا» صغيرا يصطحبا إلى مكان الواقعة. 



قمنا بالسير وراء «الطفل» الذي أرسله معنا تاجر «الكيف» في شوارع متعرجة ضيقة جدا، منها شوارع تطلع فيها لأعلى، وأخرى تنزلها لأسفل، من الآخر «المكان مش مظبوط خالص»، وأخذنا نسير خلفه في الشوارع حتى وجدنا «الطفل» يقف أمام «بوابة» كبيرة ويحاول فتحها، عندها قلت وصلنا بيت المجني عليه، فأخبرني بأن هذا طريق مغلق بـ«باب»، خاص بأهالي حارة الجامع «عاطفة أبو دياب» منطقة سكن المجني عليه، فنادى على أحد الجيران يفتح لنا الباب، فوجدنا شابين خرجا من داخل مبنى عبارة عن دور واحد عليه بوابة صغيرة، في البداية: «افتكرتهم خارجين من منزلهم لكن عرفت بعدها أن المبنى ده ورشة والشابين دول صنايعية وأصدقاء المجني عليه الروح بالروح، ومدخل المبني اللذين خرجا منه عبارة عن شارع لمساكن وورش تعمل خلفهما، وأخبرتهم بأنني سأعود لهما بعد لسماع رواياتهما عن تفاصيل العلاقة الحرام بين زوجة الضحية وعشيقها بحكم علاقة الصداقة التي تربطهما بالضحية.



فتح الشابان لنا الباب، وعند دخولنا شاهدنا منظرا مرعبا ومقززا خلف الأبواب، في البداية مطلع عبارة عن أكوام من القمامة، صعدنا هذا المطلع بصحبة «الطفل»، الذي أشار لنا إلى المنزل وقال: «شايفين البيت اللي فوق ده وعليه غية حمام» قلت: «آه شايفه»؛ قال: «هو ده بيت الراجل اللي اتقتل»، قولت: «وأنت مش هتكمل معانا» قال: «لأ انا رايح الجامع أصلي العصر» وتركنا.



واقع مرير يعانى منه الأهالي
وقفنا في حالة ذهول من المنظر الذي نشاهده، وانتابتنا حالة من الرعب خاصة بعدما تركنا الطفل، لكن بدأنا في التقاط بعض الصور التي ترصد «الواقع المرير» الذي يعيش فيه سكان حارة الجامع «عاطفة ابو دياب» المتفرعة من شارع أحمد عبد الحافظ، منطقة أعلى الجبل، شوارعها عبارة عن سلالم، فتسللنا هذه السلالم حتى وصلنا للمنزل الذي شهد جريمة القتل.



أطفال وفتيات محرومة
قطعنا شوطا طويلا أثناء تسللنا الجبل وسط الزبالة ومياه الصرف التى تنزل من فوق على «الواطي»، رائحة كريهة تكاد تفقدك الوعي من شدة «العفونة»، لحين وصولنا للمنزل الكائن بذات المنطقة المذكورة، في شارع عبارة عن مطلع له درجات سلالم، عرضه لا يتعدى مترا مربعا، وجدنا مسكن المجني عليه مغلقا، وهناك سيدات جالسات على الدرجات في الشارع واضعات أيديهن على خدودهن أمام منازلهن، المكونة من طابق واحد مسقوفة بالخشب، أما الأطفال والفتيات فتتشح وجوههم بالحرمان بكل ما تحمله الكلمة من معني. 



إشعال النار في ملابس المتهمة 
اقتربنا نحوهم وتحدثت لنا طفلة من الجيران قالت: «البيت مقفول مفيش حد منهم هنا، جاءت أم المجني عليه وأشقاؤه الصبح، خلال نصف ساعة جمعوا ملابس المتهمة وكل متعلقاتها الموجودة في المنزل وأشعلوا فيها النيران من الخارج ومشوا». 



قصة وبترينة الكبدة 
تحكي لنا ربة منزل، تحمل على جانبها طفلا، جارة المجني عليه، قائلة: «هشام راجل كويس قعد معانا في المنطقة لحد ما مات عمره ما رفع عينه على حد مننا ولا من البنات في الشارع، لكن (مراته شمال؛ بتاعة رجالة)، المجني عليه آه كان يبيع برشام وحشيش لكن اتحبس 6 أشهر وأخد جزاءه، ولما خرج من السجن؛ أعلن توبته عن سكة المخدرات، وجاب حلاوة ووزعها على الأطفال وقتها، وفتح بترينة كبدة عند المزلقان واشتغل عليها بعد خروجه من السجن، وقرر يأكل عياله بالحلال ويبعد عن السكة الشمال». 

مصير الأسرة
وتكمل «لكن المتهمة دمرت أسرتها بيدها بعدما قررت إنهاء حياة زوجها وأبو عيالها، هي دلوقتي في السجن، وأم المجني عليه أخذت أحفادها الطفلين ليعيشا معها في منزلها، لكن تظل أم العيال وصمة عار تلاحقهما طوال حياتهما». 



مأساة الأهالي
وتحدث لنا الجيران عن مأساة يعيشونها قائلين: «المنطقة اللي عايشين فيها دي مقطوعة؛ زي ما أنت شايف، ومحدش مننا لا كبير ولا صغير يقدر ينزل الشارع من بعد المغرب، بسبب (ضريبة الحشيش والبرشام) اللي واخدينها على حسابهم كمآوى لهم، ولارتكاب جرائمهم، وتقدمنا بشكوى لرئيس الحي لانقاذنا من الوكر الذي نعيش فيه، وتدني الخدمات والمرافق التي لم تصلنا من الأساس، لكن المسئولين عاملين ودن من طين وأخرى من عجين»، على حد قولهم. 


العلاقة الحرام
والتقينا بأصحاب ورشتي أدوات منزلية، وسبح، أصدقاء المجني عليه الروح بالروح، بذات المنطقة، وسردوا لنا تفاصيل العلاقة الحرام بين زوجة الضحية وشريكها في ارتكاب الجريمة، المتهم الشهير بأحمد العطار. 


العشق الممنوع
يقول رامي سلامة وشهرته «الشيخ»، صاحب ورشة سبح وصاحب المجني عليه، «هشام اتحبس 6 شهور في قضية سرقة، واستغل المتهم أحمد العطار فترة سجنه، وارتبط بعلاقة غير شرعية بزوجة صديقه، فكان يأخذها في سيارته لزيارة زوجها في السجن، ويرجعان ليغرقا في بحر العشق الممنوع». 

التخلص من أبو العيال
ويتابع «الشيخ»: «استمر هذا الحال بين زوجة المجني عليه وصديقه فترة حبس الزوج، وعندما خرج الضحية من محبسه أخبروه الأهالي بمشي زوجة البطال، وعلاقتها غير الشرعية بصديق عمره لكنه ألقى كلام الناس خلفه، ليبدأ مع أم أولاده صفحة جديدة، ويطوي صفحة الماضي بكل أعبائها، وينظر لمستقبل أطفاله وكل همه تربيتهم بالحلال، لكن الزوجة كان لها رأي آخر، وأن خروجه من السجن يحرمها من أحضان العشيق، فافتعلت مشكلة مع زوجها لترك المنزل، وذهبت لأسرتها بالمقطم «غضبانة»، لتتمكن من رؤية حبيبها ليتفقا على التخلص من أبو العيال ليخلوا لهما الجو». 


يوم الجريمة
والتقط أطراف الحديث، على عمر وشهرته «على ألماظة»، صاحب ورشة أدوات منزلية، وصديق المجني عليه، قائلًا: «قبل الجريمة بيوم هشام كان قاعد معايا وأخبرني بأنه اتصل على مراته في بيت أهلها ورضاها، واتفق معها على عودتها إلى المنزل، وقاله هروح أنام عشان أصحى الصبح بدري أروح أجيب النظام من بيت أهلها، وعرفت من أخوه إنه اتقتل، أسرعت لمنزله وجدته ملقى على الأرض جثة هامدة وبه عدة طعنات بسكين بأماكن متفرقة بالجسم». 

يقتل القتيل ويمشي في جنازته
ويكمل: «المتهم أحمد العطار كان واقف معانا ومش باين عليه أي حاجة كما يطلق عليه (يقتل القتيل ويمشي في جنازته)، وعندما حضر رجال الشرطة وبدأوا في استجواب الزوجة بصينا على المتهم بجوارنا كأنه (فص ملح ودأب)، وبتضييق الخناق على المتهمة اعترفت بارتكاب الجريمة بالاشتراك مع عشيقها». 


يذكر أن الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، كشفت ملابسات واقعة مقتل مسجل خطر داخل مسكنه بمنطقة منشأة ناصر، وتبين أن زوجته وصديقه وراء ارتكابها، تم ضبطهما وإحالتهما إلى النيابة العامة. 


بدأت أحداث الواقعة عندما تلقى ضباط مباحث قسم شرطة منشأة ناصر، بلاغًا يفيد بالعثور على جثة «هشام. ع»، 28 سنة، عاطل، وله معلومات جنائية مسجلة مقتول داخل مسكنه الكائن بدائرة القسم، وبه عدة طعنات بأجزاء متفرقة بالجسم. 


ونظرًا لما تمثله الجريمة من خطورة على الأمن فقد تم تشكيل فريق بحث جنائي بالتنسيق مع قطاع الأمن العام، توصلت جهوده إلى أن وراء ارتكاب الواقعة كل من زوجته «ميادة ج. ع» 22 سنة، ربة منزل، و«أحمد م. أ.»، عاطل، 26 سنة، وشهرته «أحمد العطار»، مُقيم بدائرة القسم، صديق المجنى عليه، لوجود علاقة غير شرعية بينهما، أمكن ضبطهما. 

وبمواجهتهما اعترف المتهمان بارتكاب الواقعة، وقررت الزوجة أنه نظرًا لوجود خلافات بينها وبين المجني عليه استعانت بالثاني وعزما على التخلص منه ليخلو لهما الجو ويتمكنا من الزواج، وفي سبيل تنفيذ مخططهما افتعلت الأولى مشاجرة مع زوجها وتركت على أثرها المنزل وأبلغت الثاني بتواجد زوجها بمفرده فتوجه لسكن الضحية ودلف للشقة وتعدي عليه بسكين أرداه قتيلًا. 

وأضاف الثاني بتخلصه من الأداة المستخدمة بإلقائها بأحد مقالب القمامة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، وبالعرض على النيابة العامة؛ قررت حبس المتهمين على ذمة التحقيقات.