رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بالصور.. قصة تعذيب طفلة لمدة «20» يومًا على يد «الأب وزوجته» فى الإسكندرية

الطفلة يسر
الطفلة يسر


عندما يغيب حنان الأم عن منزل أحدهم، يظل يبحث عن أمان الأب، هذا الشعور الرباني، الذي يكبر مع الأطفال منذ صغرهم، ولكن في حالة «يسر»، اختلف الأمر تماما، فغابت الأم بعد تعرضها لمرض السرطان، واختارها الله منذ سنتين، لتترك خلفها ابنة لا تبلغ من العمر «11» عاما، وأخت تصغرها بعامين، وكذلك طفل لا يتعدى عمره الـ«5» سنوات. 

لم يتحمل الأب غياب المرأة في حياته، واختار أن يتزوج بأخرى قبل مرور عام على رحيل «أم أولاده»، فلم ترضى الزوجة الثانية أن يشاركها بزوجها ولا بمنزله أحد، فانهالت بكل ما أوتيت من قوة على هؤلاء المساكين الذين لا حول لهم ولا قوة، بجلسات تعذيب مستمرة.

يقول منعم أحمد، خال الطفلة يسر: «نعيش في منطقة العجمي بمحافظة الإسكندرية، وكانت يسر 13 عاما، في منزل أبيها محمد جابر، بعد وفاة الأم، وحتى عندما تزوج والدها، فلم تكن زوجة الأب إلا جلادًا يواصل جلسات التعذيب على الأطفال المساكين دون شفقة أو رحمة، لم تقبل أن يجمعها في بيت واحد أطفال من امرأة أخرى مع زوجها، وعندما قررت يسر أن تبوح بمشاعرها الطفولية الحقيقية أمام زوجة أبيها، وأعربت عن كرهها لها، لم تكن السيدة بقلب كبير يصفح عن طفلة تبحث عن الحنان الذي لم تجده بعد موت والدتها».

ويضيف: «البنت لها أكتر من سنة بيعذبوا فيها كل يوم، وعندما كانت تستغيث بالجيران لا ينصفها أحد، فمن ذا الذي يتدخل في عقاب أب لابنته، أو حتى زوجة أب لطفلة الزوج، كل ما يقال في مثل هذه الحالات: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، البنت ما قدرتش تستحمل العذاب أكتر من كدة، وهي ساكتة زي كل مرة، ووسط بكاها قالتلها (بكرهك)، لم تكن تعلم أنها أجرمت بنطقها بهذه الكلمة، وأن العقاب سيكون أضعافا مضاعفة من هذا الجرم، لم تهدأ زوجة الأب عن عذاب البنت، التي تعتبرها نسخة مطابقة من أمها نتيجة التشابه الكبير في ملامحهما».

ويتابع: «هي تعبت من ضربها للبنت بعد ساعة متواصلة، وشافت أنها برضو ماخدتش العقاب المناسب، قالت لجوزها: (هتطلقني أو تجيبلي حقي من بنتك)، لم يكن بيد الأب من حيلة سوى أن يختار رضا زوجته على حساب ابنته، ولكن كان الحساب هذه المرة أكبر من أن تتحمله طفلة في مثل عمرها، قام الأب بخلع ثياب ابنته بالكامل بمساعدة زوجته، ووثقا أيديها وأرجلها وكذلك رقبتها بالحبال، ثم انهالا عليها بالضرب، ولم يكتفيا فألقيا بها في (بلوكنة) المنزلهم ليومين كاملين دون ثياب أو طعام وشراب».

ويكمل: «الحبال علمت في أيديها ورجليها بدرجة إن الجروح اللي أصابتها بدأت في التعفن، وألقوا بها في الشقة من غير علاج، مع وصلة تعذيب استمرت 20 يومًا أيضا، إلى أن سمع أحد الجيران ذات مرة استغاثات الطفلة، وكان من أقارب الزوج، فلما رأي ما تعانيه الطفلة من تعذيب، لم يرضخ لذلك، فقام باصطحابها للمستشفى، وهناك وجدوا حالة البنت متأخرة، فالجروح التي بجسدها نتيجة احتباس الدم، أصبحت خطرة، حتى أنهم وضعوا احتمالية بتر قدم منها إن لم تستجب للعلاج، بعد إصابتها بغرغرينة بها، نتيجة تعفن الجروح دون علاج، مع اكتشاف إصابتها بخراج في قرنية العين».

وتم تحرير المحضر اللازم والذي يحمل رقم 1458 جنح الدخيلة، ورقم محضر نجدة الطفل 149879 في الأب «محمد. ج. م»، وزوجته «نعمة .م. ح».