رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أوراق عمر البشير لإفشال مخطط «إسقاط السودان» وسحق الثورة

النبأ

منذ اندلاع المظاهرات في السودان في شهر ديسمبر 2018، بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار، وجه الرئيس السوداني عمر البشير الكثير من الاتهامات للمتظاهرين، الذين خرجوا للمطالبة بتحسين ظروفهم الاقتصادية.

ورقة «المتآمرين والعملاء والخونة»

فقد اتهم الرئيس السوداني عمر البشير، جهات خارجية، لم يسمها، بالتآمر على السودان والسعي لزعزعة استقراره، كما اتهم ما أسماهم بـ«المتآمرين» بالوقوف خلف أعمال العنف التي تشهدها البلاد.

وقال البشير، إن « التآمر الخارجي مستمر، وهناك حصار اقتصادي، وفقدنا موردنا الرئيسي من النفط، ورغم ذلك ظل السودان صامدا رغم اعترافنا بالمعاناة التي نعمل على حلها».

وتعهد الرئيس السوداني بالعمل على تحسين حياة السودانيين ولاسيما شرائح العمال من خلال تطبيق زيادات في الرواتب وتوفير سكن للعمال وتحسين أوضاع المعاشيين.

وقال «البشير»، إنّ «الذين تآمروا على السودان بكل أسف زرعوا في وسطنا بعض العملاء وبعض الخونة الذين استطاعوا أن يستغلوا بعض ضعاف النفوس الذين كسّروا وحرقوا وخربوا».

ونقلت وكالة السودان للأنباء (سونا) عن البشير القول إن “بعض الخونة والعملاء والمرتزقة والمندسين استغلوا الضائقة المعيشية للتخريب لخدمة أعداء السودان”.

واعتبر البشير، “وقوف واحتشاد الجماهير” لسماع خطابه، ردًا على “كل خائن وعميل”، وعلى الذين روجوا وأطلقوا شائعة القبض عليه ووضعه في السجن.

وسخر البشير من تلك الشائعة قائلاً: “أنا الآن موجود وسطكم”، فيما توعد مطلقيها “بملاحقتهم وإخراجهم”، دون تفصيل.

واعتبر أن هناك حربا تُشن تجاه السودان “لتمسكه بدينه وعزته التي لا يبيعها بالقمح أو الدولار”.

ورقة «اللاجئين وثورات الربيع العربي والشباب»

أكد الرئيس السوداني عمر البشير أن الوصول للسلطة مكانه صندوق الانتخابات مشدداً على الدفاع عن السودان وحفظ أمنه ووحدته واستقراره وسلامة أراضيه وعدم السماح بتحويل الشعب السوداني للاجئين.

وذكّر عمر البشير بأن شعوب "الربيع العربي" يعيش جزء كبير منهم الآن في السودان وأن أعداء الوطن يريدون تشتيت السودان وشعبه كما شتتوا شعوب اليمن وسوريا، مؤكداً أن هذا لن يحدث أبداً.

وجدد الرئيس السوداني احترامه الكامل للشباب السوداني الذي تظاهر بحثاً عن أوضاع أفضل ولتحقيق مطالب اقتصادية، محذرا من استغلال بعض الأحزاب السياسية وأعداء الوطن من المخربين لهذه التظاهرات الشبابية.

وأوضح البشير بأن مطالب الشباب من هذا المنحى مبرر لكنه لا يتم بالتخريب، مؤكدا أن الشباب هم مستقبل السودان وستحقق لهم الدولة مطالبهم العادلة وستحل لهم مشاكلهم.

ورقة «الابتزاز الاقتصادي والدين»

قال الرئيس السوداني، عمر البشير، إن السودان يتعرض، ودولا عربية، لمحاولات الابتزاز الاقتصادي والسياسي من الدول الكبرى، موضحا أن تلك الدول تسعى "لفرض التبعية على الشعوب والذات الوطنية وتركيع الأنظمة ودفعها تجاه تحقيق مصالحها في السيطرة على موارد الشعوب".

وأضاف البشير، إن "الغرب يعادي الشعب السوداني لتمسكه بعقيدته. نعلم معاداتهم لنا، ولكن نصر الله قريب".

وأضاف: "لأننا أعزة وكرام، رفضنا كل المشروعات، رفضنا الركوع لأي دولة، وقلنا لا للاستعمار ولا للاستكبار، لذلك يحاربوننا، لأننا متمسكون بديننا وعزتنا، وكرامتنا لن نبيعها بقمح أو دولار أو يورو"، وتابع: "لا نطلب إلا من الله، ولا نركع إلا لله".

وأضاف خلال خطاب جماهيري، أن "ما يحدث من ضائقة هو ابتلاء سنصبر عليه حتى ينجلي لأن الحكم والقوة والأرزاق بيد الله وهو أمر تأمرنا به عقيدتنا".

واستطرد: "الأزمة الاقتصادية الله بحلها (سيحلها). الناس في عهد الصحابة أكلت صفق الأشجار".

وأضاف البشير، إن بلاده ودولاً عربية يواجهون مخاطر وتهديدات من قبل الدول العظمى، التي "تمارس الابتزاز السياسي والاقتصادي لتركيعنا".

كما اتهم «الخونة والمندسين والعملاء» بالسعي إلى نشر الفوضى والتخريب عبر استغلالهم للأزمة الاقتصادية.

ورقة «المخربين»

توعد البشير بقطع أيادي من وصفهم بـ"المخربين" إثر الاحتجاجات التي تشهدها بلاده منذ أيام، قائلا: "سوف نخرب حياتهم ونقطع أيديهم"، مقرا في ذات الوقت بالأزمة الاقتصادية التي تعهد بحلها في القريب، كما هدد البشير من وصفهم بالمتمردين والخونة أنه سيقوم "بجزهم".

ورقة «المخابرات الأجنبية»     

قال الرئيس السوداني عمر البشير "لن نلعب بأمن بالبلاد مع ناس يدوهم (يعطوهم) تعليمات من مخابرات وسفارات"، من دون تسميتهم.

ورقة «التمويلات خارجية»

اتهم الرئيس السوداني عمر البشير، المتظاهرين في بلاده بتلقي تمويلات من الخارج، وتعليمات من بعض السفارات الخارجية.

وأكد البشير، خلال كلمة له، أمام تجمع من العاملين وأصحاب المعاشات في إطار احتفالات البلاد بالذكرى63 للاستقلال، أن "السودان يتعرض لمؤامرة خارجية مستمرة منذ عام 1955، لافتا إلى أن السودان يتعرض لحصار اقتصادي وحرب مستمرة منذ أكثر من 20 عاما"، وذلك وفقا لوكالة الأنباء السودانية "سونا".

وقال: "رغم كل هذا الحصار وهذه الحرب نعمل على مواجهة تلك التحديات، ونسعى لإيجاد حلول لهذه المعاناة المستمرة".

ورقة « سوريا واليمن والعراق وليبيا»

عزا الرئيس السوداني، الاضطرابات التي تشهدها بلاده، لتآمر "ليس بجديد"، معتبرا أن بلاده تعرضت لمثل ما تعرضت له سوريا واليمن والعراق وليبيا واليمن ومصر وتونس.

وأكد، أن بلاده تتعرض لحرب اقتصادية منذ 21 عاما بسبب العقوبات المفروضة عليها، وحذر من أن "المظاهرات لا تعني التخريب والحرق والتدمير".

وقال البشير، إن السودان رفض أن "يبيع استقلاله وكرامته مقابل دولارات"، مشيراً إلى أن "الخروج من الأزمة الحالية لن يحصل بين يوم وليلة، ولكننا نعرف الطريق".

وانتقد الرئيس السوداني، إدراج بلاده في لوائح الإرهاب بدون مبرر، مضيفا أن البلاد "فقدت الكثير من مواردها، ولا تزال مستهدفة من قوى كثيرة".

وقال في كلمة التي ألقاها بقاعة الصداقة، إن الكثير من المشروعات الخدمية نفذت خلال الفترة الماضية. وشدد على أن الشعب السوداني "يستحق حياة كريمة"

وأوضح البشير، أن الراتب الحالي غير مجز، وأن الشهر الحالي سيشهد بدء تطبيق برنامج لزيادة الرواتب إلى الحد الأدنى المطلوب. وأعلن التزام حكومته برفع المعاشات للفئات التي أعطت من حياتها للبلاد، مؤكدا وضع خطط لبناء المزيد من المساكن لمختلف الفئات.

ورقة «دغدغة العواطف»

تطرق الرئيس السوداني عمر البشير في إحدى خطاباته، إلى معاناته كعامل صغير، وعلق: "كنت عاملا بسيطا في بداية حياتي وأثناء الإجازات المدرسية". وأوضح أنه لا يريد للجميع أن يمر بالمعاناة التي تعرض لها خلال مراحل حياته. وفي نهاية كلمته، وجه تحية إلى المرأة العاملة، مشيدا بالإنجازات التي حققتها.

من هو عمر البشير؟

ولد عمر حسن أحمد البشير عام 1944 في قرية صغيرة تسمى "حوش بانقا" التي تنتمي إلى قبيلة البديرية الدهمشية الموجودة في شمال السودان وغربه.

قام بانقلاب عسكري على الحكومة التي كان يتزعمها رئيس الوزراء الصادق المهدي في عام 1989 وتولى منصب رئيس مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني، وهو العام نفسه الذي تقلد فيه منصب رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية السودانية معاً.

ومع اقتراب نهاية عام 2018، يكون البشير قد قضى أطول فترة حكم في تاريخ السودان الحديث وهو 29 عاما.

ومنذ ذلك الانقلاب، لم تتم أي انتخابات رئاسية منذ فترة الانقلاب حتى عام 2010 الذي فاز فيها البشير بعد أن انسحبت المعارضة من تلك الانتخابات، واصفة إنها "غير نزيهة".

وتعرض البشير لكثير من الانتقادات من قبل المنظمات الإنسانية، إذ تلاحقه المحكمة الدولية بتهم تتعلق بجرائم حرب ضد الإنسانية في دارفور منذ عام 2009، إلا أنه لا يزال يجري زيارات رسمية إلى البلدان العربية والأفريقية متحدياً قرار المحكمة.